قال الامام ابوالعزائم
نعم لرجال الله وصف الحنانة * وإمهالهم للعز لا للمذلة
وسيفهموا ماض إذا سل لحظة * يُقَطّعُ أعناقا بعزم النبوة
وهمتهم فوق الجبال إذا بدت * تدك لها من خشية بل ورهبة
وسهمهموا إن قَوّسوهُ تدكدكت * لـه كل أركان الوجود برمية
وإن نظروا يوما بغضب وحدة * بدى سوط سخط الحق من كل وجهة
رجال لهم حال مع الله ظاهر * وحال مع المختار في كل لحظة
وناصرهم ذو العز والقهر والعلا * يؤيدهم بالنصر بعد المشيئة
إذا رفعوا الأجفان يوما لحاجة * لهم ربهم بالفضل لبّى بسرعة
يناديهموا لبيكموا ما شئتموا * يكن لكموا عندي بمحض المبرة
يغار علينا أن يمس جنابنا * أولو الفسق والبهتان حزب الضلالة
وها هو سوط القهر صب عليهموا * وفيهم بدت نار الشقاق الحمية
واملهم بجلاله وبقهره * وأحرقهم بالنار نار المذلة
طغوا وبغوا جهلا بقدري ورتبتي * ولم يرعووا حتى أصيبوا بنقمتي
وأمهلتهم ودا ولطفا ورحمة * ليرتدعوا عن فعل أهل الجهالة
فزادهم الإمهال مني تعنتا * إلى أن علاهم سيف ماضي العزيمة
ولا لوم يا قوم على فإنني * على ثقة أن أجاب بدعوتي
وها هم رجال الله سلوا سيوفهم * على من طغى يرموه أقبح رمية
وقاموا بأمر الله للحق ينصروا * وأمر رسول الله خير البيرة
وبالأمر قد ساروا بعزم وهمة * لنصرة دين بل وإحياء سنة
وحسبي رب العرش والله ناصري * وطه غياثي بل ومنه معونتي
عليه صلاة الله تجلي وتجتلي * صلاة بها أحظى لنيل السعادة