لماذا نحتفل جميعاً بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نحتفل بهذا الميلاد لأسباب كثيرة، أهمها أن هذا الفضل الذي نحن موجودون فيه الآن،
والعناية التي نحن فيها الآن هي بفضل الإسلام وبفضل الإيمان، وبفضل الهداية،
وبفضل القرآن، وبفضل الأركان {أركان الإسلام}
وهذه الأشياء كلها من سببها؟، ومن الذي أوصلها إلينا؟
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن عندما نحتفل بالميلاد:
فكأننا نشكر الله على أنه أرسل لنا هذا الرسول الكريم فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{مَنْ أسْدَى إليْكُمْ مَعْرُوفاً فكَافِئُوهْ، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَادْعُوا له}
أي من يصنع لك جميلاً فإنك تحاول أن تكافئه، فإن لم تستطع؛ فعلى الأقل تدعو له
إننا عندما نحتفل بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا يعني أننا نحتفل لنشكر الله
على أنه بعث لنا هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ونقول له:
نحن عاجزون عن الشكر على نعمة إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم،
وإختيارنا من أمته، ويعنى ذلك أننا نقول له: لك الشكر على الإيمان ولك الشكر على الإسلام
ولك الشكر على الهداية ولك الشكر على الصلاة والصيام والزكاة
والحج والصدق والمروءة والشهامة وكل هذه القيم والمثل والمبادىء،
فنحن نحتفي ونحتفل به صلى الله عليه وسلم لنشكر الله على كل تعاليم الإسلام لأنه هو الذي أتى بها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بنفسه بهذا الميلاد،
فكان يصوم يوم الأثنين من كل أسبوع ولما سُئل صلى الله عليه وسلم عن السبب في ذلك
قال: {ذاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ}{1}،
أي أشكر ربنا على أنه أخرجني إلى الحياة في هذا اليوم،
وأعطانا بذلك بيانا عملياً بأننا يجب علينا على الأقل أن نصوم هذا اليوم،
وننوي الصيام شكراً لله على بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
وعندما ننوى الصيام نقول: نويت الصيام شكراً لله على بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لأننا بدونه لا نساوي شيئاً، وليس لنا شأن ولا منزلة عند الله إلا به صلى الله عليه وسلم
بل إن قيمتنا ومزيتنا وكرامتنا ودرجتنا وفخرنا كله به صلى الله عليه وسلم،
والشرف والسيادة والهبات والأعطيات التي سنتنعم بها يوم القيامة كلها بسببه صلى الله عليه وسلم
{1} رواه الطبراني ومسلم وأحمد وابن زنجوية عن أبي قتادة