

أوقع بعض المسلمين إخوانهم المسلمين المعاصرين في اشكالية بدون داعي، وأقول: إن الإنسان مأمورٌ بالفرح عند أي نعمة تأتي له، وبالحُزن عند أي مصيبة فيها، وهل هناك نعمة أعطاها الله لنا أعظم ولا أكرم ولا أفضل من نعمة رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
نعمة الله ومن الذي سمَّاها نعمة؟ الله سبحانه وتعالي ، فيقول لنا كلنا:

يعني ذاكروا وتذاكروا وتدارسوا وتفكروا في نعمة الله عليكم، أي نعمة؟ بيَّنها الحق، فالنعمة هنا ليست الطعام والشراب، ولكن النعمة هنا هي سببٌ للهداية، وسببٌ للولاية، وسببٌ للإيمان، وسببٌ للقرآن، وسببٌ لرضا الرحمن:

من الذي ألَّف بين القلوب؟ صلي الله عليه وسلم ،

فالنعمة واضحة وجلية وصريحة:
{وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}(103آل عمران)،
هذه النعمة مع أنها نعمة واحدة لكن الله يقول لنا فيها:

كثير من المنسوبين للعلم يأخذها على أن النعم هنا هي النعم الظاهرة كالسماوات والأرض والجبال والبحار، ولكن هل قال الله: وإن تعدوا نِعَم الله؟ لا، ولكن الآية تقول: (نِعْمَةَ اللهِ) نعمة واحدة، وإن تعدوا نعمة الله بما فيها من خصائص خصَّه بها الله، ومنازل أعطاها له الله، ودرجات كرَّمه فيها الله، وخزائن عطاءات سلَّمها له الله وقال له كما قال في كتاب الله:
{هَٰذَا عَطَاؤُنَا } (39ص)
كله معك:

ولذلك قال صلي الله عليه وسلم :




أعظم نعمة في الوجود عُلواً وسُفلاً قديماً وحديثاً نعمة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
فيجب أن نفرح بهذه النعمة، ولم يكتف الله بهذا الأمر، ولكنه قال بأمر صريح:

وهذه قراءة بتاء الخطاب، لأن فيها لذَّة، من الذي فسَّر هذه الآية؟ الرجل الذي أعطاه سيدنا رسول الله هذا التخصص، ودعا له وقال:

وهو سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فقال عن هذه الآية: فضل الله هو القرآن الكريم، ورحمة الله هي سيدنا رسول الله، لأن الله قال فيه:

فهنا نفرح بكتاب الله، وبرسول الله، لأن كتاب الله نزل على مَن؟

نزل على قلب رسول الله، وسمعناه منه، وهو الذي وضَّحه لنا وفسَّره وبيَّنه لنا.
(1)البخاري ومسلم عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عته
(2)مسند أحمد وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما



