الأمر الذي أريد أن أُلفت إليه الأحباب: كثير من الناس في هذا الزمان وفي غيره يشتد ساعده وجهده في البحث عن علامات الساعة الصغرى والكبرى، ويحاول أن يبحثها في الكتب المعتمدة ويوثق رواياتها ويتحدث في شئونها، مع أن هذا أمر لا ينبغي للمؤمن المقبل على ربه أن ينشغل به.أما الساعة التي ينبغي على المؤمن المقبل على ربه أن ينشغل بها هي ساعته هو، التي يقول فيها رسولنا صلى الله عليه وسلم:{ مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ }
لكل فرد قيامة، فلماذا أبحث عن قيامة عامة، ولا أنشغل بالقيامة الخاصة بي، وقيامة أي فرد منا أقرب إليه من نفسه، فإن الإنسان فينا لا يدري في أي وقت يلقى الله، ولا في أي لحظة يفارق دنياه، لأن هذا أمر غيَّبه الله، لكن الصالحين وخيار المقبلين على الله دائماً هذا الأمر منهم على بال، قال صلى الله عليه وسلم موجهاً لأحدهم:
{ يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى }
وفي رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:{ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: " كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ}
وعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اشْتَرَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَلِيدَةً – جمل - بِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى شَهْرٍ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
{ أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ أُسَامَةَ يَشْتَرِي إِلَى شَهْرٍ إِنَّ أُسَامَةَ طَوِيلُ الأَمَلِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا طَرَفَتْ عَيْنَايَ، فَظَنَنْتُ أَنَّ شَفْرَيَّ يَلْتَقِيَانِ حَتَّى أُقْبَضَ وَلا رَفَعْتُ طَرْفِي، فَظَنَنْتُ أَنِّي وَاضِعُهُ حَتَّى أُقْبَضَ، وَلا لَقَمْتُ لُقْمَةً ظَنَنْتُ أَنِّي أُسِيغُهَا حَتَّى أَغُصَّ فِيهَا مِنَ الْمَوْتِ، ثُمَّ قَالَ: " يَا بَنِي آدَمَ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ فَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ }
إذاً العلامة التي تتبين بها صدق المريد في طلب الحميد المجيد أن يكون منشغلاً بالكلية في الإقبال على الله، والاستعداد والتجهز للحظة التي يفارق فيها هذه الحياة.
أما الذي ينشغل بالأمر العام لجميع الأنام، فهذا يشغل وقته فيما لا يفيد، فينشغل بالتفلسف وإظهار العلم والفصاحة والبلاغة، وهذا لا ينشغل به المتقين في أي وقت وحين.
فانتظار الساعة لأهل المسارعة إلى الله عز وجل إما أن يكون ساعة الوصول إلى فتح الله، ساعة الجمع على سيدنا رسول الله، أو يكون ساعة مفارقة الشهوات والحظوظ والأهواء للتأهل والتعرض لفضل الله عز وجل، ليس لهم شغل إلا بذلك، ولا يرجون من وراء ذلك إلا أن يحظو بفضل الله وإكرامه وإتحافه وإنعامه.
نسأل الله عز وجل أن نكون أجمعين أهلاً لذلك وأن يؤهلنا جميعاً لذلك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86/
لكل فرد قيامة، فلماذا أبحث عن قيامة عامة، ولا أنشغل بالقيامة الخاصة بي، وقيامة أي فرد منا أقرب إليه من نفسه، فإن الإنسان فينا لا يدري في أي وقت يلقى الله، ولا في أي لحظة يفارق دنياه، لأن هذا أمر غيَّبه الله، لكن الصالحين وخيار المقبلين على الله دائماً هذا الأمر منهم على بال، قال صلى الله عليه وسلم موجهاً لأحدهم:
{ يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى }
وفي رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:{ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: " كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ}
وعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اشْتَرَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَلِيدَةً – جمل - بِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى شَهْرٍ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
{ أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ أُسَامَةَ يَشْتَرِي إِلَى شَهْرٍ إِنَّ أُسَامَةَ طَوِيلُ الأَمَلِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا طَرَفَتْ عَيْنَايَ، فَظَنَنْتُ أَنَّ شَفْرَيَّ يَلْتَقِيَانِ حَتَّى أُقْبَضَ وَلا رَفَعْتُ طَرْفِي، فَظَنَنْتُ أَنِّي وَاضِعُهُ حَتَّى أُقْبَضَ، وَلا لَقَمْتُ لُقْمَةً ظَنَنْتُ أَنِّي أُسِيغُهَا حَتَّى أَغُصَّ فِيهَا مِنَ الْمَوْتِ، ثُمَّ قَالَ: " يَا بَنِي آدَمَ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ فَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ }
إذاً العلامة التي تتبين بها صدق المريد في طلب الحميد المجيد أن يكون منشغلاً بالكلية في الإقبال على الله، والاستعداد والتجهز للحظة التي يفارق فيها هذه الحياة.
أما الذي ينشغل بالأمر العام لجميع الأنام، فهذا يشغل وقته فيما لا يفيد، فينشغل بالتفلسف وإظهار العلم والفصاحة والبلاغة، وهذا لا ينشغل به المتقين في أي وقت وحين.
فانتظار الساعة لأهل المسارعة إلى الله عز وجل إما أن يكون ساعة الوصول إلى فتح الله، ساعة الجمع على سيدنا رسول الله، أو يكون ساعة مفارقة الشهوات والحظوظ والأهواء للتأهل والتعرض لفضل الله عز وجل، ليس لهم شغل إلا بذلك، ولا يرجون من وراء ذلك إلا أن يحظو بفضل الله وإكرامه وإتحافه وإنعامه.
نسأل الله عز وجل أن نكون أجمعين أهلاً لذلك وأن يؤهلنا جميعاً لذلك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86/