Admin- Admin
- المساهمات : 1942
تاريخ التسجيل : 29/04/2015
العمر : 57
من طرف Admin السبت أكتوبر 31, 2015 10:13 pm
• قضية بشريته صلى الله عليه وسلم
************************
ونحن فى ذكرى ميلاد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم نود أن نوضح قضية هامة لنا مع حضرته،
لا يسوقها المستشرقون ولا المستغربون، ولكن للأسف يرددها بعض المسلمين والمؤمنين نحو السيد السند العظيم!
الذى أعلا الله شأنه، ورفع الله قدره، وبيَّن حقيقته فى كتابه، حتى لا يكون هناك شك فى أوصافه وفى مقامه عند ربه عزَّ وجلَّ،
يقول هؤلاء القوم من المسلمين:
إن النبى بشر مثلنا!! وما زاد علينا فى شئ!!،
ونسوا أن هذه الحُجة ذكرها الله فى القرآن على لسان الكافرين!!!!،
فقد قالوا لحضرته عندما أُرسل إليهم لهدايتهم إلى رب العالمين:
- (مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا) (154- الشعراء)
- (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ) (24- القمر)
هذه كانت حجة الكافرين، بماذا ردَّ عليهم رب العالمين؟
قال: يا حبيبى قل لهم:
- (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ) (110- الكهف)
أنا معىَّ الوحى، والعبرة كلها بالوحى!!...
- مَن منكم آتاه الله وحىَّ السماء؟!...
- مَن منكم يتنزل الله عزَّ وجلَّ على قلبه بالإلهام الفورى من الربِّ العلىِّ؟!...
- مَن منكم نَقَّى الله سريرته وكشف عن بصيرته فيرى ما فى القلوب؟!!
ويرى ما فى البيوت؟!! وينبئ الناس عن أحوالهم وعن أخبارهم؟!!
وما أكثر الروايات التى تَحْفل بها السُنة المطهرة فى هذا الشأن الكريم!!!!
فإذا كان الله عزَّ وجلَّ فضَّله على الأنبياء، وفضَّل بعضهم على بعض ... فهل يصح أن نقول أننا مثل الأنبياء وكلهم بشر؟!
فما بالنا بسيِّد الأنبياء وسيِّد الأولين والآخرين إلى يوم الدين؟!!
وهذه هى المصيبة التى نحن فيها الآن!!!!
*********************
************************
إن بيننا جماعة المسلمين من ينتقص سيد الأنبياء والمرسلين!!!
ألم يقرأوا كتاب الله؟!!!
فكتابه عزَّ وجلَّ فى كل آياته يمجِّد قدر رسول الله عند الله فى الدنيا وفى الآخرة ...
بياناً شافياً لا يحتاج إلى تأكيد، ولا إلى مزيد، لأنه كلام الحميد عزَّ وجلَّ
فلو رأينا آية واحدة أو استبصرنا فيها!! آية واحدة فقط من كتاب الله مثلَ قوله تعالى:
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (1- الكوثر)
فلو مكثنا عمر نوح عليه السلام لنفسر هذه الآية لنبين ما الكوثر؟!!
أو الخير العظيم الذى أعطاه الله لحبيبه ما انتهينا منه!! ولو جلسنا إلى آخر الزمان!!
والكوثر ليس الحوض فقط! فالحوض من بينها، أما الكوثر فهو الخير الكثير الذى لا حدَّ له ولا منتهى.
(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) (34- إبراهيم)
لم يقل الله (نعم الله) ... ولكنه قال: (نِعْمَتَ اللّهِ)،
فنعم الله: تعنى النعم التى معنا من المأكولات والمزروعات والحيوانات، والشمس والقمر، وغيرها،
ولكن نعمة الله هى نعمة واحدة يتحدث عنها الله فى الآية:
(وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ) - فى ماذا يارب؟
(إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) أليست رسول الله؟!!
(فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (103-آل عمران).
فمن الذى يستطيع أن يعدَّ ما خصَّ به الله حبيبه ومصطفاه فى الدنيا والآخرة من نعم باهرة وأفضال ظاهرة؟!
ناهيك عما فى الجنان!! فإن هذا أمر غامض لم يحن بعد الوقت لكشفه فى هذه الدار!
وإنما سنراه بعيون البصائر والأبصار إذا رزقنا الله هذا الجوار إن شاء الله.
فهل يستطيع أحدٌ أن يبين: ماذا أعدَّ الله فى الجنة لرسول الله؟ لا يوجد!!!
عجز الورى عن فهم سرِّ محمد **** لم يدره إلا الإلــه القادرُ
لابد أن يكون الذى أرسل إلى البشر بشرٌ .. لماذا؟
لأن الله عزَّ وجلَّ جعله هو النموذج القويم الذى نتعلم منه .. ما يريده منا العزيز الحكيم،
فقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ فى قرآنه بالصلاة فى أكثر من موضع فى كتاب الله:
(فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (103- النساء)
(حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى) (238- البقرة)
ما الصلوات التى أمرنا بها الله؟ .. ما عددها؟ .. وما أسماؤها؟ .. وما أوقاتها؟ .. وما عدد ركعاتها؟ ..
وما الكيفية التى نؤديها بها لنُرضى رب العزة عزَّ وجلَّ؟ ..
مَن الذى فعل ذلك وأمرنا الله أن نهتدى به فى ذلك؟ ..
الذى قال لنا صلوات ربى وتسليماته عليه:
{ صلُّوا كما رأيتمونى أصلى }
(السنن الكبرى للبيهقى، أحمد والبخارى وغيرها عن مالك بن الحويرث)
فجعل وقتاً للصبح، ووقتاً للظهر، ووقتاً للعصر، ووقتاً للمغرب، ووقتاً للعشاء.
وجعل الصبح ركعتين، والظهر والعصر والعشاء أربعاً، والمغرب ثلاثاً
وجعل فى الصلاة ركوعاً وسجوداً ... والركوع مرة فى كل ركعة، والسجود مرتين فى كل ركعة!!
وهناك موضع لتلاوة القرآن، وهناك موضع لتسبيح الله، وهناك موضع للدعاء...
ثم قال لنا الله عزَّ وجلَّ فى ذلك:
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (7- الحشر)
وإلا فانظر يا أخى المؤمن أين تجد ما ذكرناه عن الصلاة فى كتاب الله؟!
ليس فيه إلا الأمر الجامع للصلاة!!
أما الذى وضَّح وبيَّن هيئاتها وأقوالها وأفعالها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كيف يفعل ذلك ببشريته إذا لم يكن معصوماً من الله عزَّ وجلَّ فى كل حركاته؟!
فلا يتحرك حركة من قِبَل نفسه، ولا يتكلم كلمة من عند ذاته، وإنما كل حالاته يقول فيها رب العزة عزَّ وجلَّ:
(إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (4، 5 – النجم)
وكذلك فى شأن الزكاة، فقد فرض الله علينا الزكاة ..،
فما مقدار زكاة الزرع؟!! .. وما نصاب زكاة المال؟
وغيرها من صنوف الأموال والأعراض التى تجب عليها الزكاة؟
الذى وضَّح وبيَّن هو الذى قال له الله:
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) (103- التوبة)
هو الذى أمره الله عزَّ وجلَّ أن يتقاضى هذه الزكاة ليوزعها كما أوحى إليه مولاه،
وليس بناءاً عن حظ أو هوى - حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك الصيام والحج، نسَّك المناسك، ومشى أمامهم فى المناسك تطبيقاً وقال لهم:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا عَني مَنَاسِكَكُمْ، فَإني لاَ أَدْرِي لَعَلي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هَذَا }
(النسائى عن جابرٍ، والطبرانى عن ابن عمرٍو رضى الله عنهم)
وليس أمر العبادات فحسْب ...
بل إن الله جعله صلى الله عليه وسلم بشراً ليعلِّمنا كيف نأكل؟ ويعلِّمنا كيف نشرب؟ ويعلِّمنا كيف نلبس؟
ويعلِّمنا كيف نتحدث؟ ويعلِّمنا كيف نمشى؟ ويعلِّمنا كيف نعامل زوجاتنا؟ وكيف نربى أولادنا؟ وكيف نصل أرحامنا؟
وكيف نحسن إلى جيراننا؟ وكيف نتعامل مع أعدائنا؟
ويعلمنا كبف نتصرف وفقا لما علَّمه له مولاه فى كل شأن من شئون الحياة! ...
هذا ليضرب لنا المثل الأعلى فى ذلك كله؟ ليقربنا بذلك إلى ربنا عزَّ وجلَّ .
فكان لابد من بشريته لأنه أرسل ليُعلِّم البشر ...، وكان لابد لهذه البشرية أن تتنزل لنا ..
ويتنزل فيها وحىُّ ذى الجلال والإكرام .. لنتعلم المنهج الصحيح القويم الذى يريده منا ربُّ العزة عزَّ وجلَّ.
اضغط الرابط في الأسفل لمطالعة باقى الموضوعات أو تحميل الكتاب من كتاب السراج المنير
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
*******