الإسراء والمعراج
وآيات الله الكبرى
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، الأحديّ الذات، الأبديّ الصفات، الصمديّ في جلاله وعزته من قبْل القبْل إلى ما بعد نهاية النهايات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قُرْبه من العرش كقربه من الفرش، فكما أنه عزَّ وجلّ ما مسَّ الترابَ ولا حَسَّهُ ولا جَسَّهُ ولا مَسَّهُ، فهو سبحانه وتعالى ما مسَّ العرش ولا حسَّهُ ولا جسَّهُ ولا مَسَّهُ، وإنما العرش محمول قدرته ومعمول حكمته
وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُهُ ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، هذَّبه الله وصفاه، وشق صدره وأخرج منه قلبه وطهره ونقاه، وملأه بالأنوار الربانية، والحكم الروحانية التي هيئه بها للاطلاع على العوالم الغيبية، حتى صار قاب قوسين أو أدنى في مقامات القرب من الله عزَّ وجلّ.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تمنحنا بها سكينة في نفوسنا، ومننا في قلوبنا، ونوراً في أرواحنا، وتجعلنا بها من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
🤲آمين، آمين يا ربَّ العالمين.
أما بعد...
فيا أيها الأخوة المؤمنون:
أخذت أتأمل في العبارات الموجزة التي وصف الله بها عزَّ وجلّ رحلة الإسراء والمعراج، فاحترت وتعجبت لأن هذه البرقية القصيرة التي لا تزيد عن سطر ونصف، جمعت فأوعت، جمعت كل شيء يتعلق بهذه الرحلة، سواء عن صاحبها،
أو ما دار من الخلاف بين المختلفين من بعده،
هل كان بالروح أو بالجسم أو بهما معاً؟
وكيفية رؤيته صلى الله عليه وسلم لهذه الحقائق في هذه البرهة من الزمان،
كل شيء يتعلق بهذه الرحلة المباركة ذكرته هذه الكلمات القصيرة:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (1الإسراء).
فبدأ الله العبارة بقوله:
(سبحان الذي أسرى)
أي: نزّهوا الذي أسرى عن الحركات وعن الحيطات وعن الجهات.
إياكم أن يخطر ببالكم أن الله فوق سبع سموات، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم وصل إلى مكان فيه الله!! تعالى الله عن هذا الأمر، وتنزه عن هذا الوصف، فإن الله عزَّ وجلّ موجود في كل الجهات ومحيط بكل الأزمنة والأمكنة، ورسول الله كان يراه وهو على بطحاء مكة، كما رآه في قاب قوسين أو أدنى !!!
وإنما المطلوب في هذه الرحلة أن يصل الحبيب إلى مقام في القرب من الله، لم يصل إليه عبدٌ من عبيد الله، الذين اجتباهم الله واصطفاهم الله عزَّ وجلّ، هذا هو المراد
وليس معنى ذلك أن الله فوق فإنه فوق الفوقية وإنه تحت التحتية وإنه في أيمن اليمين، وإنه في أيسر اليسار، وإنه أمام كل أمام، وخلف كل خلف، بل إنه أقرب إلى كل إنسان من حبل وريد الإنسان.
فنسب الله عزَّ وجلّ الإسراء إلى ذاته، لنعلم أن الذي أسرى بعبده ومصطفاه، هو الله عزَّ وجلّ،
وما دام الله هو الذي أسرى فلا عجب، لأن قدرة الله صالحة لكل شيء وتصنع كل أمر بسر قوله سبحانه:
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82يس).
انتهى العجب لأن الرحلة نسبت إلى الله عزَّ وجلّ.
هل كان بالروح أو بالجسم؟ كلام أثار جدلاً كثيراً ردده الكافرون وصدروه إلى جماعة المؤمنين، والله أجاب عنه بألطف عبارة وإشارة، فقد قال:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (1الإسراء).
وكلمة عبد معناها جسم فيه روح وفيه عقل وفيه قلب، وفيه كل الحقائق التي فينا الآن،
أما إذا خرجت الروح من الجسم نسميه نَسَمة، (نسمة يعني روح بلا جسم).
ولذا وجد صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى "آدم عليه السلام قَاعِدٌ علَى يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ، وعلَى يَسَارِهِ أسْوِدَةٌ، إذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والِابْنِ الصَّالِحِ، قُلتُ لِجِبْرِيلَ:
مَن هذا؟ قالَ: هذا آدَمُ، وهذِه الأسْوِدَةُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فأهْلُ اليَمِينِ منهمْ أهْلُ الجَنَّةِ، والأسْوِدَةُ الَّتي عن شِمَالِهِ أهْلُ النَّارِ"(البخاري عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه)
فالروح بمفردها نسميها نسمة، ولا تظهر بالعين المجردة، ولا نستطيع أن نجالسها ولا أن نحادثها ولا أن نلامسها، ولا أن نصنع معها كما نصنع مع بعضنا الآن!!!
فلما قال الله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)،
كان معنى ذلك أنه كان معنى ذلك أنه بالروح والجسد.
إخواني جماعة المسلمين:
هذا هو سرُّ إعجاز هذه الرحلة!!!
وإلا فلو رأى إنسان في منامه - أنه لفّ العوالم كلها وشاهد كل ما فيها من عجائب صنع الله ومن آيات قدرة الله،
هل نكذّبه؟!! هل نعترض عليه؟
لا أحد يعترض عليه ولا يكذبه، لأنه رآه في المنام،
أما اعتراض الكفار عندما أخبرهم أنه ذهب بروحه وجسده ورجع، ولذا قالوا له تغْدوا إلى بيت المقدس وترجع في أقل من لمح البصر ونحن نضرب أكباد الإبل إليه شهراً ذهاباً، وشهراً إياباً !!!!
وهنا أظهر لهم بعض الآيات الحسية التي تدل على صدقه، لقد سألوه عن وصف البيت - وقد دخله ولكن لم يشاهده من الخارج – فرفعه الله عزَّ وجلّ إليه على يد جبريل عليه السلام وأخذ يديره حتى يصف لهم الأبواب باباً باباً، والنوافذ نافذة نافذة، ومع ذلك أعماهم الله، فلم يصدقه إلا الصديق رضي الله عنه !!
ثم قال لهم: إن إبلكم كانت في مكان كذا وقد شربت مما معهم من الماء، وهل تشرب الروح الماء؟ إن الذي يشرب هو هذا الجسد، ولما رجعت هذه الإبل أخبروهم، قالوا: نعم، كان معنا ماء في جَرّة، وعندما كشفناها وجدنا الماء الذي بها قد نفد ولم نجد حولها ماءاً يدل على أنه قد سُكب، فاحترنا من الذي شربه؟ وكان الذي شربه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هذا البراق الذي ركبه، وهل الروح تركب؟!!
فبين الله عزَّ وجلّ بهذه الكلمة الموجزة أن هذا العبد هو صلى الله عليه وسلم أخذه الله عزَّ وجلّ بروحه وجسمه ليطلعه على ملأه الأعلى، وعلى عوالمه الظاهرة والخفية، حكمة من الله عزَّ وجلّ لا تتجلى إلا للقلوب التقية النقية.
(الذي أسرى بعبده ليلاً):
ولو لم يقل الله عزَّ وجلّ كلمة (ليلاً)، لظن البعض أن الإسراء تحقق في أسبوع، أو في شهر، أو في أقرب من هذا أو أقل، لكن كلمة ليلاً تفيد أنه ذهب في هذه الليلة ورجع فيها، لأن تنكير هذه الكلمة يدل على أنه ليل واحد، فالليل الذي ذهب فيه هو الليل الذي رجع فيه، والأمر كله تم في بعض من هذه الليلة الواحدة بنص كلام الله عزَّ وجلّ.
ماذا رأى؟ (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) (1الإسراء).
الآيات التي في الملك، والآيات التي في بيت المقدس،والآيات التي في السموات،
والآيات التي في العرش، والآيات التي في الكرسي،
والآيات التي في الجنة،والآيات التي في النار، والآيات التي في كل العوالم،
داخلة في قول الله عزَّ وجلّ (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا).
وهنا تتعجب العقول كيف ذهب إلى بيت المقدس ثم صعد إلى السموات، سماءً تلو سماء، وما بين السماء والأرض بقدر سفر خمسمائة عام، وبين كل سماء والأخرى قدر سفر خمسمائة عام كل هذه الأماكن والجهات وما بينها، وشاهد كل ما في عوالم الجنات ورجع وفراشه الذي كان ينام عليه لم يبرد بعد؟!!
بل ظل دافئاً كأنه لم يفارقه إلا لحظة قصيرة!! وحتى لا نتعجل، قال الله عزَّ وجلّ:
(إنه – صلى الله عليه وسلم - هو السميع البصير).
يعني: {كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا} (رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عثمان بن كرامة).
فكان في هذا الوقت يبصر بنور الله!!
ويسمع بنور سمع الله!! ويتكلم مع كل هذه الحقائق لأنه كلم جميع الأنبياء والمرسلين، وتكلّم مع أصناف الملائكة، ولكل صنف منهم لغة مخصوصة، علمها لهم الله عزَّ وجلّ،
بل تكلم مع الحقائق العالية مع العرش ومع الكرسي، ومع الجنات، بلغاتها!!
كيف كان ذلك؟!!
إن الله عزَّ وجلّ أعطاه نوراً من نوره في بصره، فجعله يبصر ببصر الله، وأعطاه نوراً من عنده في سمعه فصار يسمع كل هذه الأصوات في مختلف الجهات بسمع الله عزَّ وجلّ، وأعطاه نوراً من عنده في لسانه، فصار يتكلم مع الجميع في وقت واحد على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم.
وهذا أمرٌ لا يعجب له المؤمن!! لأن الله يقول في الحديث القدسي لنا معشر المؤمنين فضلاً عن الأنبياء والمرسلين:
{ومَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَـيَّ بالنوافلِ حَتَّـى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتِـي يَبْطُشُ بِهَا، ورِجْلَهُ الَّتِـي يَـمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِـي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِـي لأُعِيذَنَّهُ} (عن أبي هريرة في الفتح الكبير وصحيح البخاري).
فإذا كان هذا يتفضل به الله على عباد الله المؤمنين العاديين، فما بالكم بسيد الأولين والآخرين؟!!!
قال صلى الله عليه وسلم:
{التائب حبيب الرحمن، والتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ} (أخرجه ابن ماجة عن ابن مسعود رضي الله عنه).
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين حمداً يليق بجمال وجهه وعظيم سلطانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جملنا بجمال العبيد المقربين بحكمه العلية، والمُسلِّمينَ لأنواره وحكمه الربانية،
وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، اختاره الله لرسالته، وربَّاه الله على عينيه، وجعله نبيًّا خاتماً، واختاره لنا وجعله إمامنا في الدنيا وشفيعنا في الدار الآخرة.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، صلاة تذهب عنا بها الغفلات، وتحي قلوبنا فيها بآيات الله البيِّنات، وتجعلنا بها نتعلق بكل حركاتنا وسكناتنا بنور الله النازل إلينا.
🤲آمين. آمين يا ربَّ العالمين.🤲
أما بعد..
فيا إخواني وأحبابي:
إني أهيب بنفسي وأهيب بكم، أن تطالعوا قبساً من أسرار هذه القصة بتدبر وتفكر، فإن فيها الشفاء لكثير من أمراضنا الاجتماعية،
وفيها الدواء لكثير من مشاكلنا النفسية والعائلية،
كل هذه الأشياء دواؤها ذكره سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة.
ودعونا نذكر مثالاً واحداً ولا نطيل عليكم، لو اتبعناه لسعدنا جميعاً في هذه الحياة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{رأيت جُحْرٍاً صَغِيرٍاً يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ، فَيُرِيدُ الثَّوَرُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ حَيْث خَرَجَ فَلاَ يَسْتَطِيعُ. قلت: مَا هذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذَا الرَّجُلُ يَتَكَلّمُ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ فَيَنْدَمُ عَلَيْهَا فَيُرِيدُ أَنْ يَرُدَّهَا فَلاَ يَسْتَطِيعُ} (رواه البخاري).
كل مشاكلنا سببها هذه الكلمة، فلو استطاع الإنسان المسلم أن يمسك لسانه ، فلا يخرج منه القبيح، ولا يخرج منه السبّ ولا الشتم، ولا اللعن، ولا الغيبة ولا النميمة، ولا الكذب ولا قول الزور، ماذا يكون حالنا في مجتمعنا؟
إن المحاكم والله ستُغلق أبوابها في ذلك الحين، لأن المشاكل كلها بدايتها كلمة.
كلمة يقولها إنسان تُحرك إنساناً آخر، فيرد عليه بالمثل، ثم يتطاول الأمر فتمتد الأيدي، ثم يتطاول الأمر فتظهر الأسلحة، ثم يكون القتل أو الجرح، وتكون القضية وتكون النيابة وتكون المحاكمات، ما أغنانا عن هذا كله لو أمسكنا بألسنتنا حتى لا يحدث هذا بيننا،
ربما يكون أفراد الأسرة جالسين في هناءة بال وفي صفاء حال، وواحد منهم يقول كلمة واحدة تعكر هذا الصفو!! بل تقلب البيت رأساً على عقب كلمة في غير موضعها أو كلمة في غير محلها.
لكن لو التزمنا بهذه الأوامر الإلهية وكنا كما قال الله:
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (24الحج).
فالمؤمنون هداهم الله إلى القول الطيب، فلا يقولون إلا الكلام الحسن، لأن المؤمن لا ينطق بالكلمة إلا بعد أن يفكر فيها ويتدبر فيها، فإذا كانت له وفي كفة حسناته أخرجها، وإذا كانت ستصير عليه وفي كفة سيئاته منعها من الخروج، قال صلى الله عليه وسلم:
{رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَيْرَاً فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ} (في الزهد عن خالد بن أبي عمران مرسلاً في الفتح الكبير وجامع الأحاديث).
كم من كلمات رفعت أناساً إلى أعلى الدرجات إذا كانت هذه الكلمات لرفع الروح المعنوية، وللحث على هذه المنازل العلية.
وكم من كلمات هزّت كيان بشر وجعلتهم يتعرضون للجنون أو يتعرضون للصرع، أو يتعرضون للأمراض النفسية من كلمة واحدة.
جراحات السنان لها التئام *********** ولا يلتئم ما جرح اللسان
والله عزَّ وجلّ جعل مجتمع المؤمنين مجتمع الكلمة الطيبة، مجتمع الكلمة الصالحة،
أما الكلمة الخبيثة والكلمة السيئة فهي في مجتمع الكافرين، وفي مجتمع الجاحدين، وفي مجتمع المنكرين، لا تصل عدواها للمؤمنين
وقد سبقنا المستشرقون إلى هذا الأمر، فقد أخذوا منها ونهلوا فبعضهم كتب كتاباً سماه (كيف تكتسب صديقاً)، ووزِّع هذا الكتاب ووزع منه في الطبعة الواحدة ما يزيد عن ثلاثة مليون نسخة وبعد الاطلاع على ما فيه وجدنا أن كل ما فيه هو نسخة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تفسير آيات الله، أخذها الكاتب الأمريكي ونسبها إلى نفسه على أنه هو المبتكر لها والمؤلف لها!! وعلى أنه هو الذي يضع أصولاً جديدة للصداقات وتكوين الأصدقاء!!
وهكذا الأمر فكل أمورهم قد أخذوها من الإسلام غير أنهم غيرّوا المسمى ونسبوها لأنفسهم!!
فعلينا جماعة المسلمين أن نرجع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيه الخير لنا في هذه الحياة، والسعادة لنا عند لقاء الله.
نرجو الله عزَّ وجلّ أن يصلح أحوالنا، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يلهمنا رشدنا.
،🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد
وآيات الله الكبرى
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، الأحديّ الذات، الأبديّ الصفات، الصمديّ في جلاله وعزته من قبْل القبْل إلى ما بعد نهاية النهايات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قُرْبه من العرش كقربه من الفرش، فكما أنه عزَّ وجلّ ما مسَّ الترابَ ولا حَسَّهُ ولا جَسَّهُ ولا مَسَّهُ، فهو سبحانه وتعالى ما مسَّ العرش ولا حسَّهُ ولا جسَّهُ ولا مَسَّهُ، وإنما العرش محمول قدرته ومعمول حكمته
وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُهُ ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، هذَّبه الله وصفاه، وشق صدره وأخرج منه قلبه وطهره ونقاه، وملأه بالأنوار الربانية، والحكم الروحانية التي هيئه بها للاطلاع على العوالم الغيبية، حتى صار قاب قوسين أو أدنى في مقامات القرب من الله عزَّ وجلّ.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تمنحنا بها سكينة في نفوسنا، ومننا في قلوبنا، ونوراً في أرواحنا، وتجعلنا بها من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
🤲آمين، آمين يا ربَّ العالمين.
أما بعد...
فيا أيها الأخوة المؤمنون:
أخذت أتأمل في العبارات الموجزة التي وصف الله بها عزَّ وجلّ رحلة الإسراء والمعراج، فاحترت وتعجبت لأن هذه البرقية القصيرة التي لا تزيد عن سطر ونصف، جمعت فأوعت، جمعت كل شيء يتعلق بهذه الرحلة، سواء عن صاحبها،
أو ما دار من الخلاف بين المختلفين من بعده،
هل كان بالروح أو بالجسم أو بهما معاً؟
وكيفية رؤيته صلى الله عليه وسلم لهذه الحقائق في هذه البرهة من الزمان،
كل شيء يتعلق بهذه الرحلة المباركة ذكرته هذه الكلمات القصيرة:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (1الإسراء).
فبدأ الله العبارة بقوله:
(سبحان الذي أسرى)
أي: نزّهوا الذي أسرى عن الحركات وعن الحيطات وعن الجهات.
إياكم أن يخطر ببالكم أن الله فوق سبع سموات، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم وصل إلى مكان فيه الله!! تعالى الله عن هذا الأمر، وتنزه عن هذا الوصف، فإن الله عزَّ وجلّ موجود في كل الجهات ومحيط بكل الأزمنة والأمكنة، ورسول الله كان يراه وهو على بطحاء مكة، كما رآه في قاب قوسين أو أدنى !!!
وإنما المطلوب في هذه الرحلة أن يصل الحبيب إلى مقام في القرب من الله، لم يصل إليه عبدٌ من عبيد الله، الذين اجتباهم الله واصطفاهم الله عزَّ وجلّ، هذا هو المراد
وليس معنى ذلك أن الله فوق فإنه فوق الفوقية وإنه تحت التحتية وإنه في أيمن اليمين، وإنه في أيسر اليسار، وإنه أمام كل أمام، وخلف كل خلف، بل إنه أقرب إلى كل إنسان من حبل وريد الإنسان.
فنسب الله عزَّ وجلّ الإسراء إلى ذاته، لنعلم أن الذي أسرى بعبده ومصطفاه، هو الله عزَّ وجلّ،
وما دام الله هو الذي أسرى فلا عجب، لأن قدرة الله صالحة لكل شيء وتصنع كل أمر بسر قوله سبحانه:
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82يس).
انتهى العجب لأن الرحلة نسبت إلى الله عزَّ وجلّ.
هل كان بالروح أو بالجسم؟ كلام أثار جدلاً كثيراً ردده الكافرون وصدروه إلى جماعة المؤمنين، والله أجاب عنه بألطف عبارة وإشارة، فقد قال:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (1الإسراء).
وكلمة عبد معناها جسم فيه روح وفيه عقل وفيه قلب، وفيه كل الحقائق التي فينا الآن،
أما إذا خرجت الروح من الجسم نسميه نَسَمة، (نسمة يعني روح بلا جسم).
ولذا وجد صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى "آدم عليه السلام قَاعِدٌ علَى يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ، وعلَى يَسَارِهِ أسْوِدَةٌ، إذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والِابْنِ الصَّالِحِ، قُلتُ لِجِبْرِيلَ:
مَن هذا؟ قالَ: هذا آدَمُ، وهذِه الأسْوِدَةُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فأهْلُ اليَمِينِ منهمْ أهْلُ الجَنَّةِ، والأسْوِدَةُ الَّتي عن شِمَالِهِ أهْلُ النَّارِ"(البخاري عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه)
فالروح بمفردها نسميها نسمة، ولا تظهر بالعين المجردة، ولا نستطيع أن نجالسها ولا أن نحادثها ولا أن نلامسها، ولا أن نصنع معها كما نصنع مع بعضنا الآن!!!
فلما قال الله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)،
كان معنى ذلك أنه كان معنى ذلك أنه بالروح والجسد.
إخواني جماعة المسلمين:
هذا هو سرُّ إعجاز هذه الرحلة!!!
وإلا فلو رأى إنسان في منامه - أنه لفّ العوالم كلها وشاهد كل ما فيها من عجائب صنع الله ومن آيات قدرة الله،
هل نكذّبه؟!! هل نعترض عليه؟
لا أحد يعترض عليه ولا يكذبه، لأنه رآه في المنام،
أما اعتراض الكفار عندما أخبرهم أنه ذهب بروحه وجسده ورجع، ولذا قالوا له تغْدوا إلى بيت المقدس وترجع في أقل من لمح البصر ونحن نضرب أكباد الإبل إليه شهراً ذهاباً، وشهراً إياباً !!!!
وهنا أظهر لهم بعض الآيات الحسية التي تدل على صدقه، لقد سألوه عن وصف البيت - وقد دخله ولكن لم يشاهده من الخارج – فرفعه الله عزَّ وجلّ إليه على يد جبريل عليه السلام وأخذ يديره حتى يصف لهم الأبواب باباً باباً، والنوافذ نافذة نافذة، ومع ذلك أعماهم الله، فلم يصدقه إلا الصديق رضي الله عنه !!
ثم قال لهم: إن إبلكم كانت في مكان كذا وقد شربت مما معهم من الماء، وهل تشرب الروح الماء؟ إن الذي يشرب هو هذا الجسد، ولما رجعت هذه الإبل أخبروهم، قالوا: نعم، كان معنا ماء في جَرّة، وعندما كشفناها وجدنا الماء الذي بها قد نفد ولم نجد حولها ماءاً يدل على أنه قد سُكب، فاحترنا من الذي شربه؟ وكان الذي شربه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هذا البراق الذي ركبه، وهل الروح تركب؟!!
فبين الله عزَّ وجلّ بهذه الكلمة الموجزة أن هذا العبد هو صلى الله عليه وسلم أخذه الله عزَّ وجلّ بروحه وجسمه ليطلعه على ملأه الأعلى، وعلى عوالمه الظاهرة والخفية، حكمة من الله عزَّ وجلّ لا تتجلى إلا للقلوب التقية النقية.
(الذي أسرى بعبده ليلاً):
ولو لم يقل الله عزَّ وجلّ كلمة (ليلاً)، لظن البعض أن الإسراء تحقق في أسبوع، أو في شهر، أو في أقرب من هذا أو أقل، لكن كلمة ليلاً تفيد أنه ذهب في هذه الليلة ورجع فيها، لأن تنكير هذه الكلمة يدل على أنه ليل واحد، فالليل الذي ذهب فيه هو الليل الذي رجع فيه، والأمر كله تم في بعض من هذه الليلة الواحدة بنص كلام الله عزَّ وجلّ.
ماذا رأى؟ (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) (1الإسراء).
الآيات التي في الملك، والآيات التي في بيت المقدس،والآيات التي في السموات،
والآيات التي في العرش، والآيات التي في الكرسي،
والآيات التي في الجنة،والآيات التي في النار، والآيات التي في كل العوالم،
داخلة في قول الله عزَّ وجلّ (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا).
وهنا تتعجب العقول كيف ذهب إلى بيت المقدس ثم صعد إلى السموات، سماءً تلو سماء، وما بين السماء والأرض بقدر سفر خمسمائة عام، وبين كل سماء والأخرى قدر سفر خمسمائة عام كل هذه الأماكن والجهات وما بينها، وشاهد كل ما في عوالم الجنات ورجع وفراشه الذي كان ينام عليه لم يبرد بعد؟!!
بل ظل دافئاً كأنه لم يفارقه إلا لحظة قصيرة!! وحتى لا نتعجل، قال الله عزَّ وجلّ:
(إنه – صلى الله عليه وسلم - هو السميع البصير).
يعني: {كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا} (رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عثمان بن كرامة).
فكان في هذا الوقت يبصر بنور الله!!
ويسمع بنور سمع الله!! ويتكلم مع كل هذه الحقائق لأنه كلم جميع الأنبياء والمرسلين، وتكلّم مع أصناف الملائكة، ولكل صنف منهم لغة مخصوصة، علمها لهم الله عزَّ وجلّ،
بل تكلم مع الحقائق العالية مع العرش ومع الكرسي، ومع الجنات، بلغاتها!!
كيف كان ذلك؟!!
إن الله عزَّ وجلّ أعطاه نوراً من نوره في بصره، فجعله يبصر ببصر الله، وأعطاه نوراً من عنده في سمعه فصار يسمع كل هذه الأصوات في مختلف الجهات بسمع الله عزَّ وجلّ، وأعطاه نوراً من عنده في لسانه، فصار يتكلم مع الجميع في وقت واحد على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم.
وهذا أمرٌ لا يعجب له المؤمن!! لأن الله يقول في الحديث القدسي لنا معشر المؤمنين فضلاً عن الأنبياء والمرسلين:
{ومَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَـيَّ بالنوافلِ حَتَّـى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتِـي يَبْطُشُ بِهَا، ورِجْلَهُ الَّتِـي يَـمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِـي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِـي لأُعِيذَنَّهُ} (عن أبي هريرة في الفتح الكبير وصحيح البخاري).
فإذا كان هذا يتفضل به الله على عباد الله المؤمنين العاديين، فما بالكم بسيد الأولين والآخرين؟!!!
قال صلى الله عليه وسلم:
{التائب حبيب الرحمن، والتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ} (أخرجه ابن ماجة عن ابن مسعود رضي الله عنه).
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين حمداً يليق بجمال وجهه وعظيم سلطانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جملنا بجمال العبيد المقربين بحكمه العلية، والمُسلِّمينَ لأنواره وحكمه الربانية،
وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، اختاره الله لرسالته، وربَّاه الله على عينيه، وجعله نبيًّا خاتماً، واختاره لنا وجعله إمامنا في الدنيا وشفيعنا في الدار الآخرة.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، صلاة تذهب عنا بها الغفلات، وتحي قلوبنا فيها بآيات الله البيِّنات، وتجعلنا بها نتعلق بكل حركاتنا وسكناتنا بنور الله النازل إلينا.
🤲آمين. آمين يا ربَّ العالمين.🤲
أما بعد..
فيا إخواني وأحبابي:
إني أهيب بنفسي وأهيب بكم، أن تطالعوا قبساً من أسرار هذه القصة بتدبر وتفكر، فإن فيها الشفاء لكثير من أمراضنا الاجتماعية،
وفيها الدواء لكثير من مشاكلنا النفسية والعائلية،
كل هذه الأشياء دواؤها ذكره سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة.
ودعونا نذكر مثالاً واحداً ولا نطيل عليكم، لو اتبعناه لسعدنا جميعاً في هذه الحياة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{رأيت جُحْرٍاً صَغِيرٍاً يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ، فَيُرِيدُ الثَّوَرُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ حَيْث خَرَجَ فَلاَ يَسْتَطِيعُ. قلت: مَا هذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذَا الرَّجُلُ يَتَكَلّمُ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ فَيَنْدَمُ عَلَيْهَا فَيُرِيدُ أَنْ يَرُدَّهَا فَلاَ يَسْتَطِيعُ} (رواه البخاري).
كل مشاكلنا سببها هذه الكلمة، فلو استطاع الإنسان المسلم أن يمسك لسانه ، فلا يخرج منه القبيح، ولا يخرج منه السبّ ولا الشتم، ولا اللعن، ولا الغيبة ولا النميمة، ولا الكذب ولا قول الزور، ماذا يكون حالنا في مجتمعنا؟
إن المحاكم والله ستُغلق أبوابها في ذلك الحين، لأن المشاكل كلها بدايتها كلمة.
كلمة يقولها إنسان تُحرك إنساناً آخر، فيرد عليه بالمثل، ثم يتطاول الأمر فتمتد الأيدي، ثم يتطاول الأمر فتظهر الأسلحة، ثم يكون القتل أو الجرح، وتكون القضية وتكون النيابة وتكون المحاكمات، ما أغنانا عن هذا كله لو أمسكنا بألسنتنا حتى لا يحدث هذا بيننا،
ربما يكون أفراد الأسرة جالسين في هناءة بال وفي صفاء حال، وواحد منهم يقول كلمة واحدة تعكر هذا الصفو!! بل تقلب البيت رأساً على عقب كلمة في غير موضعها أو كلمة في غير محلها.
لكن لو التزمنا بهذه الأوامر الإلهية وكنا كما قال الله:
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (24الحج).
فالمؤمنون هداهم الله إلى القول الطيب، فلا يقولون إلا الكلام الحسن، لأن المؤمن لا ينطق بالكلمة إلا بعد أن يفكر فيها ويتدبر فيها، فإذا كانت له وفي كفة حسناته أخرجها، وإذا كانت ستصير عليه وفي كفة سيئاته منعها من الخروج، قال صلى الله عليه وسلم:
{رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَيْرَاً فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ} (في الزهد عن خالد بن أبي عمران مرسلاً في الفتح الكبير وجامع الأحاديث).
كم من كلمات رفعت أناساً إلى أعلى الدرجات إذا كانت هذه الكلمات لرفع الروح المعنوية، وللحث على هذه المنازل العلية.
وكم من كلمات هزّت كيان بشر وجعلتهم يتعرضون للجنون أو يتعرضون للصرع، أو يتعرضون للأمراض النفسية من كلمة واحدة.
جراحات السنان لها التئام *********** ولا يلتئم ما جرح اللسان
والله عزَّ وجلّ جعل مجتمع المؤمنين مجتمع الكلمة الطيبة، مجتمع الكلمة الصالحة،
أما الكلمة الخبيثة والكلمة السيئة فهي في مجتمع الكافرين، وفي مجتمع الجاحدين، وفي مجتمع المنكرين، لا تصل عدواها للمؤمنين
وقد سبقنا المستشرقون إلى هذا الأمر، فقد أخذوا منها ونهلوا فبعضهم كتب كتاباً سماه (كيف تكتسب صديقاً)، ووزِّع هذا الكتاب ووزع منه في الطبعة الواحدة ما يزيد عن ثلاثة مليون نسخة وبعد الاطلاع على ما فيه وجدنا أن كل ما فيه هو نسخة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تفسير آيات الله، أخذها الكاتب الأمريكي ونسبها إلى نفسه على أنه هو المبتكر لها والمؤلف لها!! وعلى أنه هو الذي يضع أصولاً جديدة للصداقات وتكوين الأصدقاء!!
وهكذا الأمر فكل أمورهم قد أخذوها من الإسلام غير أنهم غيرّوا المسمى ونسبوها لأنفسهم!!
فعلينا جماعة المسلمين أن نرجع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيه الخير لنا في هذه الحياة، والسعادة لنا عند لقاء الله.
نرجو الله عزَّ وجلّ أن يصلح أحوالنا، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يلهمنا رشدنا.
،🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد