ما معنى قوله تعالى: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)؟(8، 9النجم)؟
-----------------
دنا من مشاهدة ما يطيقه من جمال ربه، ومن أوصاف عظمته، ومن كمال قدرته عزَّ وجلَّ، لأن الله عزَّ وجلَّ في ذاته تنزه فلا يراه أحد، لأنه الواحد الأحد: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (11الشورى)، وإنما يكشف للأنبياء والمرسلين وإمامهم صلى الله عليه وسلم بعض صفات ذاته، وبعض أنوار عظمته، وبعض دلائل قدرته، وبعض دلائل حكمته، ليُدرك كنه الله عزَّ وجلَّ فيخشاه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ)[1].
الذي يمنع الإنسان من هذه المشاهد العالية ما يُغطي عين فؤاده وقلبه من انشغال بالدنيا الدنية، أو الأهواء الفانية، أو الشهوات، أو الأمور التي ينشغل بها الخلق، ولذلك قال الله عزَّ وجلَّ في آيات سورة المطففين: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (14المطففين)، والران يعني الغطاء، أي غطَّى على قلوبهم ما اكتسبوه من الذنوب والآثام، أو الغفلة عن الله عزَّ وجلَّ، وإذا جاء هذا الغطاء: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) (15المطففين).
فرفع الله عزَّ وجلَّ عن حبيبه ومصطفاه كل ران، وكل غين، وكل بين، وكل سبب يحجبه عن رؤية الله، فشاهد من ذات مولاه عزَّ وجلَّ ما يتحمله، وما شهده فوق سدرة المنتهى كان يشهده وهو في الدنيا على هذا التراب، ولذا قال الله تعالى: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (19العلق).
عندما يسجد الإنسان عن كل ما في الأكوان يكون في مقام القرب من الله عزَّ وجلَّ ، فالقرب من الله ليس بمكان ولا زمان، ولكنه معنوي، إذا فنا الإنسان عن المكان والزمان فإن الله عزَّ وجلَّ يتجلى له ويُليح له على قدره بعض جماله تبارك وتعالى، أما الله عزَّ وجلَّ فيُرى بلا كم ولا كيف ولكن بأنوار تعالت معنوية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
**************************
[1] صحيح مسلم وابن حبان عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC
منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
-----------------
دنا من مشاهدة ما يطيقه من جمال ربه، ومن أوصاف عظمته، ومن كمال قدرته عزَّ وجلَّ، لأن الله عزَّ وجلَّ في ذاته تنزه فلا يراه أحد، لأنه الواحد الأحد: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (11الشورى)، وإنما يكشف للأنبياء والمرسلين وإمامهم صلى الله عليه وسلم بعض صفات ذاته، وبعض أنوار عظمته، وبعض دلائل قدرته، وبعض دلائل حكمته، ليُدرك كنه الله عزَّ وجلَّ فيخشاه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ)[1].
الذي يمنع الإنسان من هذه المشاهد العالية ما يُغطي عين فؤاده وقلبه من انشغال بالدنيا الدنية، أو الأهواء الفانية، أو الشهوات، أو الأمور التي ينشغل بها الخلق، ولذلك قال الله عزَّ وجلَّ في آيات سورة المطففين: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (14المطففين)، والران يعني الغطاء، أي غطَّى على قلوبهم ما اكتسبوه من الذنوب والآثام، أو الغفلة عن الله عزَّ وجلَّ، وإذا جاء هذا الغطاء: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) (15المطففين).
فرفع الله عزَّ وجلَّ عن حبيبه ومصطفاه كل ران، وكل غين، وكل بين، وكل سبب يحجبه عن رؤية الله، فشاهد من ذات مولاه عزَّ وجلَّ ما يتحمله، وما شهده فوق سدرة المنتهى كان يشهده وهو في الدنيا على هذا التراب، ولذا قال الله تعالى: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (19العلق).
عندما يسجد الإنسان عن كل ما في الأكوان يكون في مقام القرب من الله عزَّ وجلَّ ، فالقرب من الله ليس بمكان ولا زمان، ولكنه معنوي، إذا فنا الإنسان عن المكان والزمان فإن الله عزَّ وجلَّ يتجلى له ويُليح له على قدره بعض جماله تبارك وتعالى، أما الله عزَّ وجلَّ فيُرى بلا كم ولا كيف ولكن بأنوار تعالت معنوية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
**************************
[1] صحيح مسلم وابن حبان عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC
منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً