ما معنى قوله تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}؟
معناها أن الله عزَّ وجلَّ له طلاقة القدرة، يفعل ما يشاء ويتصرف كما يشاء، لا قانون من قوانين الأسباب يربطه، ولا حاجةً من حوائج الأكوان أو الدنيا أو الأشخاص تعلقه، بل كما يقول عزَّ وجلَّ في شأن ذاته: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} 23الأنبياء
والله عزَّ وجلَّ يُنفذ قانون المحو والإثبات آناء الليل وأطراف النهار: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} 12الإسراء
كل ليلة فيها محو وإثبات، محو لليل وإثبات للنهار، ومحو للنهار وإثبات لليل، كل يوم نجد محواً وإثباتاً في عالم النباتات، فيمحو زرعاً نضج ويُثبت زرعاً مكانه نضع بذوره، كل يومٍ يحدث محو وإثباتٌ في عالم الإنسان، يمحو أناساً فتنتهي أعمارهم ويتجلى عليهم بإسمه المميت، ويثُبت أناساً قدَّر لهم آجالهم وأعمارهم وجعل لهم مدة الأشهر المعلومة في بطون أمهاتهم ويتجلى عليهم باسمه المُحي.
كل يومٍ فيه محوٌ وإثبات حتى في الوظائف، هذا يُقام في منصب وهذا يُقال أو يُحال إلى المعاش من هذا المنصب. المحو والإثبات في كل شيء، حتى في داخل الإنسان، يمحو الله كل يوم منك شعرات في أى جزءٍ من جسمك ويُنبت مكانها، ويمحو الله منك أظافر ويُنبت مكانها، يمحو الله منك من باطنك خلايا ويكون خلايا مكانها. قانون المحو والإثبات المرتبط بالأسباب هل نطبقه على الكريم الوهاب؟، {وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} 212البقرة
فله أن يرزق بالأسباب وله أن يتصرَّف بغير أسباب لأنه عزَّ وجلَّ له طلاقة القدرة في كل أموره سبحانه وتعالى