حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    المكالمة والمشاهدة الكبرى فى معراج رسول الله

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    المكالمة والمشاهدة الكبرى فى معراج رسول الله  Empty المكالمة والمشاهدة الكبرى فى معراج رسول الله

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 19, 2015 6:09 pm


    الباب الخامس من مختصر المواهب اللدنية للقسطلانى فى صحيح سيرة النبى صل الله عليه واله وسلم .

    فى تخصيصه عليه الصلاة والسلام بخصائص المعراج والإسراء وتعميمه بعموم لطائف التكريم
    فى حضرة التقريب بالمكالمة والمشاهدة الكبرى

    اعلم أن قصة الإسراء والمعراج من أشهر المعجزات وأظهر البراهين البينات وأقوى الحجج المحكمات وأصدق الأنباء وأعظم الآيات .
    والحق أنه إسراء واحد بروحه وجسده يقظه فى القصة كلها وإلى هذا ذهب الجمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة ولا ينبغى العدول عنه والإسراء بالجسم إلى تلك الحضرات العلية لم يكن لأحد سواه من الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام. والمعاريج ليلة الإسراء عشرة سبعة إلى السموات والثامن إلى سدرة المنتهى والتاسع إلى المستوى الذى سمع فيه صلى الله عليه وسلم صريف الأقلام فى تصاريف الأقدار والعاشر إلى العرش والرفرف والرؤية وسماع الخطاب بالمكافحة والكشف الحقيقى. وقد ورد حديث الإسراء عن كثير من الصحابة عد منهم فى الأصل ستة وعشرين ثم قال وبالجملة فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون وأعرض عنه الزنادقة الملحدون يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .
    وقد روى البخارى عن قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة أن نبى الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به فقال بينما أنا نائم فى الحطيم وربما قال فى الحجر مضطجعا إذ أتانى آت فشق ما بين هذه إلى هذه أى من ثغرة نحره إلى شعرته فاستخرج قلبى ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل ثم حشى ثم أعيد وفى رواية له ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض قال أنس هو البراق يضع خطوة عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بى جبريل حتى أتى السماء الدنيا وساق البخارى الحديث بطوله وسيأتى سرده بعد ذكر صلاة النبى صلى الله عليه وسلم بالأنبياء فى بيت المقدس ووصف المعراج الذى أتى به إليه صلى الله عليه وسلم فصعد منه إلى السماء. وأخرج الترمذى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق ليلة أسرى به مسرجا ملجما فاستصعب عليه فقال له جبريل عليه السلام ما حملك على هذا وفى رواية أما تستحى ما ركبك خلق قط أكرم على الله منه فارفض عرقا .
    وفى حديث ابن مسعود إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه وفى رواية لأبن سعد له جناحان وعن ابن عباس فى صفته له خد كخد الإنسان وعرف كعرف الفرس وقوائم كالإبل وأظلاف وذنب كالبقر وكان صدره ياقوته حمراء، وكان الذى أمسك بركابه صلى الله عليه وسلم جبريل وبزمامه ميكائيل رواه ابن سعد .
    وقد روى البيهقى وغيره عن شداد بن أوس أنه أول ما أسرى به صلى الله عليه وسلم مر بأرض ذات نخل فقال له جبريل انزل فصل فصلى فقال صليت بيثرب ثم مر بأرض بيضاء فقال انزل فصل فصلى فقال صليت بمدين ثم مر ببيت لحم فقال انزل فصل فنزل فصلى فقال صليت حيث ولد عيسى. وروى البيهقى عن أنس لما جاء جبريل عليه السلام بالبراق إليه صلى الله عليه وسلم فكأنما أصرت أذنيها فقال لها جبريل مه يا براق فوالله ما ركبك مثله فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بعجوز على جنب الطريق فقال ما هذا يا جبريل قال سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسير فإذا هو بشيخ يدعوه متنحيا قال السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا حاشر فقال له جبريل اردد عليهم السلام فرد، ثم قال له جبريل أما العجوز التى رأيت جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقى من عمر تلك العجوز والذى دعاك إبليس والعجوز الدنيا أما لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام .
    وفى رواية أنه مر بموسى عليه الصلاة والسلام وهو يصلى فى قبره فقال أشهد أنك رسول الله ولا مانع أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يصلون فى قبورهم لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون . وفى حديث أبى هريرة عند الطبرانى والبزار أنه عليه الصلاة والسلام مر على قوم يزرعون ويحصدون فى يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال لجبريل عليه السلام ما هذا قال هؤلاء المجاهدون فى سبيل الله تضاعف لهم الحسنة إلى سبعمائه ضعف وما أنفقوا من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولايفتر عنهم من ذلك شئ فقال ما هذا يا جبريل قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة .
    ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام يأكلون الصريع والزقوم ورضف جهنم فقال ما هؤلاء قال هؤلاء الذين لايؤدون زكاة أموالهم وما ظلمهم الله وما ربك بظلام للعبيد . ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج فى قدر ولحم نئ فى قدر خبيث فجعلوا يأكلون من النئ الخبيث ويدعون النضيج فقال ما هؤلاء يا جبريل قال جبريل هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيب فيأتى امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتى رجلا خبيثا فتبيت عنده حتى تصبح .
    ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس لايقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها. ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لايفتر عنهم من ذلك شئ قال ما هذا يا جبريل قال هؤلاء خطباء القتنة . قال ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها .
    ثم أتى على واد فوجد فيه ريحا طيبة باردة وريح مسك وسمع صوتا فقال ما هذا يا جبريل قال هذا صوت الجنة تقول رب آتنى بما وعدتنى فقد كثرت غرفى واستبرقى وحريرى وسندسى وعبقريى ولؤلؤى ومرجانى وفضتى وذهبى وأكوابى وصحافى وأباريقى ومراكبى وعسلى ومائى ولبنى وخمرى فآتنى بما وعدتنى قال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بى وبرسلى وعمل صالحا ولم يشرك بى شيئا ولم يتخذ من دونى أندادا ومن خشينى فهو آمن ومن سألنى فقد أعطيته ومن أقرضنى جازيته ومن توكل على كفيته إننى أنا اله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد قد أفلح المؤمنون وتبارك الله أحسن الخالقين قالت قد رضيت. ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا ووجد ريحا منتنة فقال ما هذا يا جبريل قال هذا صوت جهنم تقول رب آتنى بما وعدتنى فقد كثرت سلاسلى وأغلالى وسعيرى وحميمى وضريعى وغساقى وعذابى وقد بعد قعرى واشتد حرى فآتنى بما وعدتنى قال لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل جبار لايؤمن بيوم الحساب قالت قد رضيت فسار حتى أتى بيت المقدس .
    وفى رواية أبى سعيد عند البيهقى دعانى داع عن يمينى انظرنى أسالك فلم أجبه ثم دعانى آخر عن يسارى كذلك فلم أجبه وفيه إذا امرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله تعالى فقالت يا محمد انظرنى أسألك فلم ألتفت إليها وفيه أن جبريل قال له أما الداعى الأول فهو داعى اليهود ولو أجبته لتهودت أمتك وأما الثانى فداعى النصارى ولو أجبته لتنصرت أمتك وأما المرأة فالدنيا .
    وفى حديث أبى سعيد أنه رأى أخوبه عليها لحم طيب ليس عليها أحد وأخرى عليها لحم نتن عليها ناس يأكلون قال جبريل هؤلاء الذين يتركون الحلال ويأكلون الحرام وفيه أنه مر بقوم بطونهم أمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر وأن جبريل قال له هم أكله الربا وأنه مر بقوم مشافرهم كالإبل يلتقمون جمرا فيخرج من أسافلهم وأن جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً وأنه مر بنساء تعلقن بثديهن وأنهن الزوانى وأنه مر بقوم يقطع من جنوبهم اللحم فيطعمون وأنهم الغمازون اللمازون وفيه حتى اتيت بيت المقدس وأوثقت دابتى بالحلقة التى كانت الأنبياء تربطها فيها فدخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين .
    وفى رواية أنس عند مسلم ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءنى جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة أى اخترت اللبن الذى عليه بنيت الخلقة وقال النووى المراد بالفطرة هنا الإسلام والاستقامة .
    وفى رواية ابن مسعود نحوه وزاد ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين ما بين قائم وراكع وساجد ثم إذن مؤذن فأقيمت الصلاة فقمنا صفوفا فانتظر من يومنا فأخذ بيدى جبريل فقدمنى فصليت بهم . وفى رواية بهم . وفى رواية أبى أمامة عند الطبرانى ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وسلم .
    وعن أبى سعيد ثم أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا يا جبريل من هذا معك قال هذا محمد رسول الله خاتم النبيين قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفه فنعم الأخ ونعم الخليفة ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام الحمد لله الذى اتخذنى خليلا وأعطانى ملكا عظيما وجعلنى أمة قانتا يؤتم بى وأنقذنى من النار وجعلها على بردا وسلاما. ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذى كلمنى تكليما واصطفانى وأنزل على التوراة وجعل هلاك فرعون ونجاة بنى إسرائيل على يدى جعل من أمتى قوما يهدون بالحق وبه يعدلون . ثم إن داود أثنى على ربه فقال الحمد لله الذى جعل لى ملكا عظيما وعلمنى الزبور والأن لى الحديد وسخر لى الجبال يسبحن معى وسخر لى الرياح وسخر لى الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وعلمنى منطق الطير وآتانى من كل شئ وسخر لى جنود الشياطين والإنس والجن والطير وآتانى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى وجعل ملكى ملكا طيبا ليس فيه حساب .
    ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد الله الذى جعلنى كلمته وجعلنى مثل آدم من تراب ثم قال له كن فيكون وعلمنى الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وجعلنى أخلق أى أصور من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وجعلنى أبرئ الأكمة والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ورفعنى وطهرنى وأعاذنى وأمى من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان علينا سبيل . وإن محمدا ً صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال كلهم أثنى على ربه وأنا أثنى على ربى الحمد لله الذى أرسلنى رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيرا وأنزل على الفرقان فيه تبيان كل شئ وجعل أمتى خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتى وسطا وجعل أمتى هو الأولون وهو الآخرون وشرح لى صدرى ووضع عنى وزرى ورفع لى ذكرى وجعلنى فاتحا وخاتما فقال إبراهيم بهذا فضلكم محمد . ثم ذكر أنه عرج به صلى الله عليه وسلم إلى سماء الدنيا ومن سماء إلى سماء وذكره فى الشفاء مختصراً .
    وفى رواية ابن أبى خاتم فى تفسيره عن أنس فلما بلغ بيت المقدس فبلغ المكان الذى يقال له باب محمد أتى إلى الحجر الذى به فغمزه جبريل بإصبعه فثقبه ثم ربطها ثم صعد فلما استويا فى سرحة المسجد أى فنائه قال جبريل يا محمد هلى سألت ربك أن يريك الحور العين قال نعم قال فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن قال فسلمت عليهن فرددن على السلام فقلت لمن أنتن فقلن خيرات حسان نساء قوم أبرار نقوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظعنوا وخلدوا فلم يموتوا قال ثم انصرفت فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة قال فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا فأخذ بيدى جبريل عليه الصلاة والسلام فقدمنى فصليت بهم فلما انصرفت قال لى جبريل أتدرى من صلى خلفك قلت لا قال صلى خلفك كل نبى بعثه الله . قال القاضى عياض والأظهر أن صلاته بهم فى بيت المقدس كانت قبل العروج وقال ابن كثير صلى بهم ببيت المقدس قبل العروج وبعده فإن فى الحديث ما يدل على ذلك ولا مانع منه .
    ووقع فى بعض طرق الحديث أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء فى السموات وروى ابن اسحاق أنه عليه الصلاة والسلام قال لما فرغت مما كان فى بيت المقدس أتى بالمعراج ولم أر قط شيئا أحسن منه وهو الذى يمد إليه الميت عينيه إذا احتضر فأصعدنى صاحبى فيه حتى انتهى إلى باب من أبواب السماء وفى رواية كعب فوضعت له مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب حتى عرج هو وجبريل وفى كتاب شرف المصطفى أنه أتى بالمعراج من جنة الفردوس وأنه منضد باللؤلؤ عن يمينه ملائكة وعن يساره ملائكة . وفى حديث البخارى الذى تقدم صدره عن قتادة عن أنس بن مالك فانطلق بى جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم قال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالإبن الصالح والنبى الصالح .
    ثم صعد بى حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبى الصالح . ثم صعد بى إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه نعم قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت إذ يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبى الصالح . ثم صعد بى حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت إذا إدريس قال هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرج ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبى الصالح .
    ثم صعد بى حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبى الصالح . ثم صعد بى حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا فنعم المجئ جاء فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبى الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له وما يبكيك قال أبكى لأن غلاما بعث بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتى .
    ثم صعد بى إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد وقيل وقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجئ جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه قال فسلمت عليه فرد السلام فقال مرحبا بالأبن الصالح والنبى الصالح . ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذا يا جبريل قال أما الباطنان فنهران فى الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات .
    ثم رفع لى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك . ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال هى الفطرة التى أنت عليها وأمتك ثم فرضت على الصلاة خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال بم أمرت قلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإنى والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بنى إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عنى عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عنى عشرا فرجعت فوضع عنى عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإنى قد جربت الناس قبلك وعالجت بنى إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال سألت ربى حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال فلما جاوزت نادانى مناد أمضيت فريضتى وخففت عن عبادى .
    وفى البخارى فى الصلاة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال حين خلص إلى السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبى الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا قال قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التى عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى والأسودة جمع سواد هى الأشخاص والنسم جمع نسمة وهى الروح وفى رواية مسلم من حديث أنس ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم عليه الصلاة والسلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لايعودون إليه. وفيه فى السماء الثالثة فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن .
    وفى حديث البيهقى وغيره فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب وهو محمول على غير نبينا صلى الله عليه وسلم فقد روى الترمذى من حديث أنس ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا، ووقع فى غير رواية البخارى هنا زيادة . فمنها ما وقع فى رواية أبى سعيد الخدرى عند البيهقى فى دلائله ثم صعدت إلى السماء السابعة فإذا إبراهيم الخليل ساند ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على وإذا بأمتى شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنهم القراطيس وشطر عليهم ثياب رمدة قال فدخلت البيت المعمور ودخل معى الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم الثياب الرمدة فصليت أنا ومن معى فى البيت المعمور .
    وفى رواية الطبرانى فإذا هو برجل أشمط جالسا على باب الجنة على كرسى وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس وقوم فى ألوانهم شئ فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شئ ثم دخلوا نهراً آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شئ ثم دخلوا نهراً آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم وصارت مثل ألوان البيض الوجوه فقال من هذا ومن هؤلاء الذين فى ألوانهم شئ وما هذه الأنهار التى دخلوا فيها وقد صفت ألوانهم قال هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض وأما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وأما هؤلاء النفر الذين فى ألوانهم شئ فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتاب الله عليهم وأما الأنهار فأولها رحمة الله والثانى نعمة الله والثالث وسقاهم ربهم شرابا طهوراً .
    وعن عبد الله بن مسعود أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال للنبى صلى الله عليه وسلم يا بنى إنك لاق ربك الليلة وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها فإن استطعت أن تكون حاجتك فى أمتك فافعل، وروى ابن أبى حاتم عن أنس أنه عليه الصلاة والسلام بعد أن رأى إبراهيم قال ثم انطلق بى على ظهر السماء السابعة حتى انتهى إلى نهر عليه خيام الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير أخضر أنعم طير رأيت قال جبريل هذا الكوثر الذى أعطاك ربك فإذا فيه آنية الذهب والفضة يجرى على رضراض من الياقوت والزمرد ماؤه أشد بياضا من اللبن قال فأخذت من آنيته فاغترفت من ذلك الماء فشربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك وروى مسلم عن أنس بينا أنا أسير فى الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف وإذا طينه مسك أذفر فقال جبريل هذا الكوثر . وقد وقع فى رواية أبى ذر عند مسلم وغيره ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك والجنابذ القباب .
    وفى حديث أبى سعيد الخدرى عند البيهقى ثم صعد بى إلى السماء السابعة قال ثم رفعت لى سدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تغطى هذه الأمة وإذا فيها عين تجرى يقال لها السلسبيل فينشق منها نهران أحدهما الكوثر والآخر يقال له الرحمة فاغتسلت فيه فغفر لى ما تقدم من ذنبى وما تأخر ثم رفعت إلى الجنة فاستقبلتنى جارية فقلت لها لمن أنت يا جارية قالت لزيد بن حارثة وفيه وإذا رمانها كأه الدلاء عظما وإذا طيرها كأنه البخت ثم عرضت على النار فإذا فيها غضب الله ورجزه ونقمته لو طرحت فيها الحجارة والحديد لأكلتها ثم أغلقت دونى .
    وفى رواية البخارى فى الصلاة ثم عرج بى حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام الحديث والمستوى المصعد وصريف الأقلام تصويتها حالة الكتابة والمراد ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى، وذكر أبو الحسن بن غالب فيما تكلم فيه على أحاديث الحجب السبعة والسبعمائة والسبعين ألف حجاب وعزاها لأبى الربيع بن سبع فى شفاء الصدور من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد أن ذكر مبدأ حديث الإسراء .
    أتانى جبريل وكان السفير بى إلى ربى إلى أن انتهى إلى مقام ثم وقف عند ذلك فقلت يا جبريل فى مثل هذا المقام يترك الخليل خليله فقال إن تجاوزت احترقت بالنور فقال النبى صلى الله عليه وسلم يا جبريل هل لك من حاجة إلى ربك فقال يا محمد سل الله فى أن أبسط جناحى على الصراط لأمتك حتى يجوزوا عليه قال النبى صلى الله عليه وسلم ثم زج بى فى النور زجا فخرق بى سبعون ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه حجابا وانقطع عنى حس كل ملك وإنسى فلحقنى عند ذلك إستيحاش فعند ذلك نادانى مناد بلغة أبى بكر فإذا النداء من العلى الأعلى ادن ياخير البرية ادن يا أحمد ادن يا محمد ليدن الحبيب فأدنانى ربى حتى كنت كما قال تعالى : (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى)[النجم:8] قال وسألنى ربى فلم أستطع أن أجيبه فوضع يده بين كتفئ بلا تكييف ولا تحديد فوجدت بردها بين ثديى فأورثنى علم الأولين والآخرين وعلمنى علوما شتى فعلم أخذ على كتمانة إذ علم أنه لايقدر على حمله أحد غيرى وعلم خيرنى فيه وعلمنى القرآن فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يذكرنى به وعلم أمرنى بتبليغه إلى العام والخاص من أمتى ولقد عاجلت جبريل عليه الصلاة والسلام فى آية نزل على بها فعاتبنى ربى وأنزل على (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدنى علماً)[طه:114] ثم قلت اللهم إنه لما لحقنى إستيحاش قبل قدومى عليك سمعت مناديا ينادى بلغة تشبه لغة أبى بكر فقال لى قف إن ربك يصلى فعجبنت من هاتين هل سبقنى أبو بكر إلى هذا المقام وإن ربى لغنى عن أن يصلى قال فنادانى أنا الغنى عن أن أصلى لأحد وإنما أقول سبحانى سبقت رحمتى غضبى اقرأ يا محمد (هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) [الاحزاب: 43].
    فصلاتى رحمة لك ولأمتك وأما أمر صاحبك يا محمد فإن أخاك موسى كان أنسه بالعصا فلما أردنا كلامه قلنا وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى وشغل بذكر العصا عن عظيم الهيبة وكذلك أنت يا محمد لما كان أنسك بصاحبك أبى بكر وإنك خلقت أنت وهو من طينة واحدة وهو أنيسك فى الدنيا والآخرة خلقنا ملكاً على صورته يناديك بلغته ليزول عنك الإستيحاش لئلا يلحقك من عظيم الهيبة ما يقطعك عن فهم ما يراد منك .
    ثم قال الله تعالى وأين حاجة جبريل فقلت اللهم أنت أعلم فقال يا محمد قد أجبته فيما سأل ولكن فى من أحبك وصحبك . وفى رواية فتقدمت وجبريل على أثرى حتى انتهى بى إلى حجاب فراش الذهب فحرك الحجاب فقيل من هذا قال أنا جبريل ومعى محمد صلى الله عليه وسلم فقال الملك الله أكبر فأخرج يده من تحت الحجاب فاحتملنى فوضعنى بين يديه فى أسرع من طرفة عين وغلظ الحجاب مسيرة خمسمائة عام فقال لى تقدم يامحمد فمضيت فانطلق بى الملك فى أسرع من طرفة عين إلى حجاب اللؤلؤ فحرك الحجاب فقال الملك من وراء الحجاب من هذا قال أنا فلان صاحب حجاب الذهب وهذا محمد صلى الله عليه وسلم رسول رب العزة معى فقال الملك الله أكبر فأخرج يده من تحت الحجاب فاحتملنى حتى وضعنى بين يديه فلم أزل كذلك من حجاب إلى حجاب حتى جاوزت سبعين حجابا غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائه عام ثم دلى لى رفرف أخضر تغلب حضرته ضوء الشمس فالتمع بصرى ووضعت على ذلك الرفرف ثم احتملت حتى وصلت إلى العرش فأبصرت أمراً عظيماً لا تناله الألسن ثم دلى لى قطرة من العرش فوقعت على لسانى فما ذاق الذائقون شيئا قط أحلى منها فأنبأنى الله بها نبأ الأولين والآخرين ونور قلبى وغشى نور عرشه بصرى فلم أر شيئا فجعلت أرى بقلبى ولا أرى بعينى ورأيت من خلفى ومن بين كتفى كما رأيت أمامى الحديث رواه والذى قبله فى كتاب شفاء الصدور كما ذكره ابن غالب . والرفرف البساط .
    واعلم أن ما ذكر فى هذا المحل الرفيع من الحجب فهو فى حق المخلوق لا فى حق الخالق عز وجل فالله سبحانه وتعالى منزه عما يحجبه، وعن ابن عباس وعروة بن الزبير وكعب الأحبار وغيرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه بلا تكييف ولا تشبيه ولما رجع صلى الله عليه وسلم من سفر الإسراء مر فى بعض طريقه بعير لقريش تحمل طعاماً فيها جمل عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء فلما حاذى العير نفرت منه واستدارت وصرع ذلك الجمل وفى رواية ومر بعير قد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان قال صلى الله عليه وسلم فسلمت عليهم فقال بعضهم هذا صوت محمد ثم أتى مكة كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان وإن مسيرهم ينزلون بمكان كذا وكذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حتى إذا كان قريب من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذى وصفه عليه الصلاة والسلام .
    وفى رواية سألوه آية فأخبرهم بقدوم العير يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم لم يقدموا حتى كادت الشمس أن تغرب فدعا الله تعالى فحبس الشمس حتى قدموا كما وصف . وعن عائشة رضى الله عنها أنه سعى رجال من المشركين إلى أبى بكر رضى الله عنه فقالوا هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسرى به الليلة إلى بيت المقدس قال وقد كان ذلك قالوا نعم قال لئن قال ذلك لقد صدق قالوا تصدقه أنه قد ذهب إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح فقال نعم إنى لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه فى خبر السماء فى غدوة أو روحة فلذلك سمى الصديق رواه الحاكم فى المستدرك وابن إسحق وزاد ثم اقبل حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله أحدثت هؤلاء أنك جئت بيت المقدس الليلة قال نعم فقال يا نبى الله صفه لى فإنى قد جئته قال الحسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبى بكر فيقول أبو بكر صدقت أشهد أنك رسول الله كلما وصف له منه شيئا. وقول ابى بكر صفه لى لم يكن عن شك فإنه صدقه من أول وهلة ولكنه أراد إظهار صدقه لقومه وفى رواية البخارى فجلى الله لى بيت المقدس أى كشف الحجب بينى وبينه حتى رأيته وفى رواية مسلم فسألونى عن أشياء لم أثبتها فكربت كربا شديدا لم أكرب مثله قط فرفعه الله إلى أنظر إليه ما يسألونى عن شئ إلا أنبأتهم به .
    وفى حديث ابن عباس فجئ بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع عند دار عقيل فنعته وأنا أنظر إليه وهذا أبلغ فى المعجزة ولا استحالة فيه فقد أحضر عرش بلقيس بطرفه عين . وفى حديث أم هانئ أنهم قالوا كم للمسجد من باب قال ولم أكن عددتها قال فجعلت أنظر إليه وأعدها بابا بابا، وفى كلام بعض أهل الإشارات لما كان صلى الله عليه وسلم ثمرة شجرة الكون ودرة صدفه الوجود وسر معنى كلمة كن ولم يكن بد من عرض هذه الثمرة بين يدى مثمرها ورفعها إلى حضرة قدسه والطواف بها على ندمان حضرته أرسل إليه أعز خدام الملك عليه فلما ورد عليه قادما وافاه على فراشه نائما فقال له قم يا نائم فقد هيئت لك الغنائم قال يا جبريل إلى أين قال يا محمد ارفع الأين من البين إنما أنا رسول القدم أرسلت إليك لأكون من جملة الخدم .
    يا محمد أنا مراد الإرادة الكل مراد لأجلك وأنت مراد لأجله أنت صفوة كأس المحبة أنا درة هذه الصدفة أنت شمس المعارف أنت بدر اللطائف ما مهدت الدار إلا لأجلك ما حمى هذا الحمى إلا لوصلك ما روق كأس المحبة إلا لشربك .
    فقال عليه الصلاة والسلام يا جبريل فالكريم يدعونى إليه فما الذى يفعل بى قال ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال ياجبريل هذا لى فما لعيالى وأطفالى قال ولسوف يعطيك ربك فترضى قال يا جبريل الآن طاب قلبى ها أنا ذاهب إلى ربى ثم قال جبريل يا محمد إنما جئ بى إليك الليلة لأكون خادم دولتك وحاجب حاشيتك وحامل غاشيتك وجئ بالمركوب إليك لإظهار كرامتك لأن من عادة الملوك إذا استزاروا حبيبا أو استدعوا قريبا وأرادوا ظهور إكرامه واحترامه أرسلوا أخص خدامهم وأعز نوابهم لنقل أقدامهم فجئناك على رسم عادة الملوك وآداب السلوك ومن اعتقد أنه يصل إليه بالخطأ فقد وقع فى الخطأ ومن ظن أنه محجوب بالغطا فقد حرم العطا .
    ولبعض أهل الإشارات أيضا كأن الله تعالى قال له صلى الله عليه وسلم يا محمد قد أعطيتك نورا تنظر به جمالى وسمعا تسمع به كلامى يا محمد إنى أعرفك بلسان الحال معنى عروجك إلي يامحمد أرسلتك إلى الناس شاهدا ومبشراً ونذيرا والشاهد مطالب بحقيقة ما يشهد به فأريك جنتى لتشاهد ما أعددت فيها لأوليائى وأريك نارى لتشاهد ما أعددت فيها لأعدائى ثم أشهدك جلالى وأكشف لك عن جمالى لتعلم أنى منزة فى كمال عن الشبيه والنظير والوزير والمشير فرآه صلى الله عليه وسلم بالنور الذى قواه من غير إدراك ولا إحاطة فردا صمدا لا فى شئ ولا من شئ ولا قائما بشئ ولا على شئ ولا مفتقرا إلى شئ ليس كمثله شئ فلما كلمه شفاها وشاهده كفاحا قيل له يا محمد لابد لهذه الخلوة من سر لا يذاع ورمز لا يشاع فأوحى على عبده ما أوحى فكان سرا من سر لم يقف عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل ولما انتهى إلى العرش تمسك العرش بأذياله وناداه بلسان حاله يا محمد أنت فى صفاء وقتك آمن من مقتك أشهدك جمال أحديته وأطلعك على جلال صمديته وأنا الظمآن إليه اللهفان عليه المتحير فيه لا أدرى من أى وجه آتيه جعلنى أعظم خلقه فكنت أعظمهم منه هيبة وأكثرهم فيه حيرة وأشهدهم منه خوفا يا محمد خلقنى فكنت أرعد لهيبة جلاله فكتب على قائمتى لا إله إلا الله فازددت لهيبة اسمه ارتعادا وارتعاشاً فكتب محمد رسول الله فسكن لذلك قلقى وهدأ روعى فكان اسمك لقاحا لقلبى وطمأنينه لسرى فهذه بركة إسمك على فكيف إذا وقع جميل نظرك إلى يا محمد أنت المرسل رحمة للعالمين ولابد لى من نصيب من هذه الرحمة ونصيبى يا حبيبى أن تشهد لى بالبراءة مما نسبه أهل الزور إلى وتقوله أهل الغرور على زعموا أنى أسع من لا مثيل له وأحيط بمن لا كيفية له يا محمد من لا لذاته ولا عد لصفاته كيف يكون مفتقرا إلى أو محمولاً على إذا كان الرحمن إسمه والاستواء صفته وصفته متصلة بذاته فكيف يتصل بى أو ينفصل عنى يا محمد وعزته لست بالقريب منه وصلا ولا بالبعيد منه فضلا ولا بالمطيق له حملا أوجدنى منه رحمة وفضلا ولو محقنى لكان حقا منه وعدلا يا محمد أنا محمول قدرته ومعمول حكمته .
    فأجاب لسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها العرش إليك عنى أنا مشغول عنك فلا تكدر على صفوتى ولا تشوش على خلوتى فما أعاره صلى الله عليه وسلم منه طرفا ولا أقرأه من مسطور ما أوحى إليه خوفا .
    المكالمة والمشاهدة الكبرى فى معراج رسول الله  10940520_771691442885072_8724747432711570071_n

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 6:35 pm