حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    الاول والاخر والحاشر من أسماء رسول الله صل الله عليه وسلم

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    الاول والاخر والحاشر من أسماء رسول الله صل الله عليه وسلم  Empty الاول والاخر والحاشر من أسماء رسول الله صل الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 19, 2015 5:56 pm

    الاول والاخر والحاشر من أسماء رسول الله صل الله عليه وسلم  Banner_Dawaa
    ورد في الحديث الشريف برواية البيهقي عن أنس رضي الله عنه:
    (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ في ليلة إسرائه بجماعة فسلموا عليه، فقالوا: السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر، فرد عليهم رسول الله السلام، وقال له جبريل: هؤلاء إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام).
    وفي الحديث بيان لبعض مقامات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاته التي أكرمه الله بها، وهي:
    أولاً: أنه صلى الله عليه وسلم أول من خلقه الله تبارك وتعالى، فلم يخلق الله شيئًا قبله على الإطلاق، وقد سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله وكان السائل سيدنا جابر رضي الله عنه فقال له رسول الله:

    (نور نبيك يا جابر)
    (رواه عبد الرازق وذكره القسطلاني في المواهب اللدنية)
    ثانياً: أنه صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وخاتم المرسلين فلم يكن هناك نبي بعده وإن طال الزمان، وقد أقر المرسلون السابقون صلوات الله وسلامه عليهم بذلك في تسليمهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صدق القرآن على ذلك بقوله تعالى:
    ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾
    [40، الأحزاب]
    ثالثاً: أنه صلى الله عليه وسلم حاشر، يعني: هو الذي يحشر الناس إلى يوم القيامة بمعنى أن زمنه صلى الله عليه وسلم يمتد إلى أن تقوم الساعة، فلم يكن هناك رسول يأتي من بعده يُحْشَرُ الناس إلى الله على يديه، وإنما يقوم الناس من قبورهم ويحشرون إلى ربهم على يدي آخر الأنبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، ولذلك كان أو شافع وأول مشفع لأن الخلق كلهم يحشرون على يديه.
    فكان جديرًا بأن يكون أول من يتكلم في شأنهم، ويرفع أمرهم إلى الله عزَّ وجلَّ إذ أنه أعلم الرسل والأنبياء بحالهم وشأنهم لأنه الرسول المباشر لحياة العالم كله، إما عن طريق القرآن الكريم، وإما عن طريق ما أخبره الله به مباشرة من غير واسطة، كالأحاديث التي ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أحوال الناس وأطوارهم، وشئون الناس وأدوارهم، من يوم آدم إلى يوم القيامة.
    هذا وقد ورد في أحاديث المعراج أنه صلى الله عليه وسلم لما صعد إلى السماء الأولى استقبله فيها أبونا آدم عليه السلام، فنظر صلى الله عليه وسلم فوجد نفسه جالسًا على يمين آدم عليه السلام. وهذا أمر فوق مدارك العقول الكاملة، بل فوق مدارك الأرواح العالية، وهذه الأخبار تحتاج من كل مؤمن ومؤمنة إلى التصديق بها والتسليم لها، لأنها من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها بعد سماعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا المشهد يشير إلى معنيين كبيرين وأصلين عظيمين:
    أولهما: أن أبانا آدم هو الأب الأول للبشرية الذي تنتسب إليه كل الأجناس من بني الإنسان على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأوطانهم.
    ثانيهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أب لكل الأرواح والحقائق الإنسانية – وخاصة المؤمنون والمؤمنات – فهو صلى الله عليه وسلم الأب الروحاني لكل الأرواح العاقلة من الإنس والجن والملائكة، ولذلك تواجد الأبوان في مركز واحد لأن الجسم لا يقوم إلا بالروح وكذلك الروح لا تستكمل رقيها وجمالها إلا بوجودها في الجسم، وهذا معنى تواجد الأبوان إلى جوار بعضهما في السماء الأولى.
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى الروح والحقيقة، وأبونا آدم عليه السلام يشير إلى الهيكل والصورة، فآدم عليه السلام أبو البشر كلِّه بالجسم والصورة والعناصر والمادة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الإنسانية كلِّها في الروح والمعنى والحقيقة والأصل، وحيث أن رسول الله خلقه الله من نوره، فإن النور هو أصل كلِّ شيء، وإن الظلمة طارئة عليه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نور كلُّه، أصلاً وبدءًا، ونهايةً وختمًا، قال صلى الله عليه وسلم في حديثه الطويل:
    {واجعلني كلي نورًا)
    (مسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما)
    ومعنى ذلك اجعل ظاهري وباطني، وكل جسمي وحقيقتي، وكل حسي ومشاعري، وكل روحي وهيكلي – اجعل ذلك كلًّه نورًا ذاتيًا في نفسي، ونورًا معنويًا يضيء لعبادك سبيل الهدى والرشاد. وفي هذا المعنى يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
    يَا نُورَ قَلْبِـي وعَيْنِي أَخَذْتَ قَلْبـِيَ مِنِّي
    خُذْ هَيْكَلِي يَا حَبِيبِي وَبِالوِصَـالِ أَرِحْنِي
    أُذُنِي وَقَلْبِـي وَعَيْنِي تَشْـتَاقُكُمْ بِالتَّمَنِّي
    وقوله رضى الله عنه:
    يَا ضِيَاءً أَضَاءَ لِلأَرْوَاحِ فَهَدَاهَا لِحَضْرَةِ الفَتَّـاحِ

    وقد قال الله تعالى:
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾
    [45- 46 الأحزاب]
    والسراج المنير هو المصباح الذي يسرج وينير الكواكب والأقمار والنجوم المعنوية من بني الإنسان وغيره من العوالم العاقلة، وهذه الإنارة تكون من غير حرارة ولا لهب، وهذا بخلاف شمس الكون فإنها سراج وهاج، أي ذو حرارة ولهب، وتوهج وإضاءة. قال الله تعالى:
    ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾
    [13، النبـأ]
    وقد بين الحقُّ تبارك وتعالى بهذه الآية الشريفة حقيقة شمس الكون التي تشرق علينا صباحاً وتغرب عنا كل مساء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 12:15 pm