المرض الأول الذي استشرى في مجتمعنا، وعكر علينا صفو حياتنا ليس الغلاء، وليس قلة الرواتب، وليس كثرة المشاغل والمصالح.
إنما المرض الأول هو الأثرة والأنانية التي جعلت كل مِنَّا يحبُّ نفسه وفقط.
أما أوصاف المؤمنين فهي:
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }(9-الحشر)
أصبح كل واحد مِنَّا يحبُّ الخير لنفسه فقط، وإذا زاد قليلاً فلنفسه وولده، وبعد ذلك لا يتجاوز قيد أنملة، لكن المؤمنين يحبُّون لإخوانهم ما يحبُّون لأنفسهم.
اسمعوا معي إلى هذا الدواء النبوي، الذي يحل كل هذه المشاكل في لَمْسَةِ حنان محمدية، ولَمْسَةِ لُطْفٍ رحمانية ربانية، يقول فيه خير البرية:
{ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }(1)
لو طبقنا هذا الدواء، لزالت جميع الأسقام والأدواء
فأنا لا أحب أن يغتابني رجل، فلماذا أغتاب غيري وأنا لا أفرح أن يسبني ابن أخي،
فلماذا أسمح لابني أن يسب أخي؟
وأنا لا أرضى لزوجة جاري أن تجاهر زوجتي بالسَّبِّ والشَّتْم،
فلماذا أرضى لزوجتي أن تجاهر جارتها بالسَّبِّ والشَّتْم؟
وقد أنْهَرُهَا ظاهراً أمام الناس، وأُشَجِّعُهَا بعد ذلك باطناً في الخلوة بعد اختفاء الناس أنا لا أرضى أن ينقل جاري حدَّ الأرض ويأتي به عليّ، فكيف أنقل الحدَّ في أرض جاري؟
أنا لا أرضى أن تَنْزِلَ بَهِيمة جاري وتقضي على زرعي،
فلماذا أرضى أن تَنْزِلَ بِهِيمَتِي وتقضي على زرع جاري؟ وغيرها، وغيرها
فالمؤمن يُحِبُّ لجاره ما يحب لنفسه، ويرضى لجاره ما يرضاه لنفسه، وقد جعل الإسلام الجيران ثلاثة: جاراً له حقوقاً ثلاثة، وهو الجار المؤمن القريب: له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة، والجار البعيد المسلم: له حق الجوار، وحق الإسلام، والجار اليهودي والنصراني: فله حق الجوار.
وحق الجوار شأنه كبير، والذي يطالب بالحقوق ملك الملوك عزَّ وجلّ.
فهذا نبيكم صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودياً، وهو صلى الله عليه وسلم القائد والحاكم، ويستطيع بإشارة أن يجعله يترك داره، ويهجرها إلى مكان آخر، لكنه لا يروِّع أحداً
فالمسلمون لا يَغْصِبُون أرض أحد، فعندما أخذ عمرو بن العاص أرض يهودية وضمها إلى مسجده الذي تعلمونه، واشتكت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر أن يرد الأرض إلى صاحبتها
لأنه لا يجوز للمسلم أن يتعبد على أرض مغصوبة من أهلها فتركه صلى الله عليه وسلم في جواره، ولكنه زاد في إيذائه، فكان يجمع العذرات ويضعها على بابه قبل كل صباح، فيخرج رسول الله ويزيلها بتؤدة وأناة، ويطهر المكان ويغسل الباب من الأذى ولا يقول شيئاً
فخرج يوماً ولم يجد أثراً، فسأل عن اليهودي فقيل: أنه مريض، فقال: وجبت زيارته لأنه جار فذهب إليه وزاره، وقال: لقد عودتنا على عادة فلما لم نرها سألنا عنك، فقالوا:
مريض، فقلنا: حق علينا زيارتك، فكانت النتيجة أنه أسلم لله عزَّ وجلّ عندما وجد هذه الشمائل المحمدية، والأخلاق الربانية، في النبى صلى الله عليه وسلم.
فدين الإسلام ،يجعل المُؤمِنَ غَيْرَ كَامِلِ الإيمان إلاَّ إذا كان يُحِبُّ الخير لإخوانه المؤمنين أكثر من نفسه. أما بقية الصفات التي تحدث عنها الله، فلها وقت آخر، ولكن أقرؤها وتدبروها، وعوها واعملوا بها، واحفظوها في قلوبكم.
{ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }(9-الحشر).
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#006400 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=0sXTdTVCFmE
إنما المرض الأول هو الأثرة والأنانية التي جعلت كل مِنَّا يحبُّ نفسه وفقط.
أما أوصاف المؤمنين فهي:
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }(9-الحشر)
أصبح كل واحد مِنَّا يحبُّ الخير لنفسه فقط، وإذا زاد قليلاً فلنفسه وولده، وبعد ذلك لا يتجاوز قيد أنملة، لكن المؤمنين يحبُّون لإخوانهم ما يحبُّون لأنفسهم.
اسمعوا معي إلى هذا الدواء النبوي، الذي يحل كل هذه المشاكل في لَمْسَةِ حنان محمدية، ولَمْسَةِ لُطْفٍ رحمانية ربانية، يقول فيه خير البرية:
{ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }(1)
لو طبقنا هذا الدواء، لزالت جميع الأسقام والأدواء
فأنا لا أحب أن يغتابني رجل، فلماذا أغتاب غيري وأنا لا أفرح أن يسبني ابن أخي،
فلماذا أسمح لابني أن يسب أخي؟
وأنا لا أرضى لزوجة جاري أن تجاهر زوجتي بالسَّبِّ والشَّتْم،
فلماذا أرضى لزوجتي أن تجاهر جارتها بالسَّبِّ والشَّتْم؟
وقد أنْهَرُهَا ظاهراً أمام الناس، وأُشَجِّعُهَا بعد ذلك باطناً في الخلوة بعد اختفاء الناس أنا لا أرضى أن ينقل جاري حدَّ الأرض ويأتي به عليّ، فكيف أنقل الحدَّ في أرض جاري؟
أنا لا أرضى أن تَنْزِلَ بَهِيمة جاري وتقضي على زرعي،
فلماذا أرضى أن تَنْزِلَ بِهِيمَتِي وتقضي على زرع جاري؟ وغيرها، وغيرها
فالمؤمن يُحِبُّ لجاره ما يحب لنفسه، ويرضى لجاره ما يرضاه لنفسه، وقد جعل الإسلام الجيران ثلاثة: جاراً له حقوقاً ثلاثة، وهو الجار المؤمن القريب: له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة، والجار البعيد المسلم: له حق الجوار، وحق الإسلام، والجار اليهودي والنصراني: فله حق الجوار.
وحق الجوار شأنه كبير، والذي يطالب بالحقوق ملك الملوك عزَّ وجلّ.
فهذا نبيكم صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودياً، وهو صلى الله عليه وسلم القائد والحاكم، ويستطيع بإشارة أن يجعله يترك داره، ويهجرها إلى مكان آخر، لكنه لا يروِّع أحداً
فالمسلمون لا يَغْصِبُون أرض أحد، فعندما أخذ عمرو بن العاص أرض يهودية وضمها إلى مسجده الذي تعلمونه، واشتكت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر أن يرد الأرض إلى صاحبتها
لأنه لا يجوز للمسلم أن يتعبد على أرض مغصوبة من أهلها فتركه صلى الله عليه وسلم في جواره، ولكنه زاد في إيذائه، فكان يجمع العذرات ويضعها على بابه قبل كل صباح، فيخرج رسول الله ويزيلها بتؤدة وأناة، ويطهر المكان ويغسل الباب من الأذى ولا يقول شيئاً
فخرج يوماً ولم يجد أثراً، فسأل عن اليهودي فقيل: أنه مريض، فقال: وجبت زيارته لأنه جار فذهب إليه وزاره، وقال: لقد عودتنا على عادة فلما لم نرها سألنا عنك، فقالوا:
مريض، فقلنا: حق علينا زيارتك، فكانت النتيجة أنه أسلم لله عزَّ وجلّ عندما وجد هذه الشمائل المحمدية، والأخلاق الربانية، في النبى صلى الله عليه وسلم.
فدين الإسلام ،يجعل المُؤمِنَ غَيْرَ كَامِلِ الإيمان إلاَّ إذا كان يُحِبُّ الخير لإخوانه المؤمنين أكثر من نفسه. أما بقية الصفات التي تحدث عنها الله، فلها وقت آخر، ولكن أقرؤها وتدبروها، وعوها واعملوا بها، واحفظوها في قلوبكم.
{ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }(9-الحشر).
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#006400 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=0sXTdTVCFmE