



























نوَّع لهم العبادات ليجزل لهم الحسنات والمثوبات والمكافآت،
نوع العبادات ليكثر لهم الشاهدين،





إن هذه المرحلة التي نمرُّ بها أجمعين في دار الدنيا قصيرة ، وأنها لن تدوم لأحدٍ، وبعدها ينتقل الإنسان إلى جوار مولاه، فينبغي أن يكون حريصاً على الدرجة العلية التي يطمع فيها في جنة الله، ويسعى إليها بعمله الصالح في هذه الحياة، وينبغي عليه أن يعمل ليقي نفسه يوم القيامة من غضب الله وسخط الله، فيسارع إلى الأعمال التي تقي من ذلك، والتي وضحها كتاب الله وبينها رسول الله.
فكان مجتمع المؤمنين كله يتنافس في فعل الخيرات وعمل الصالحات، وليس كما نرى الآن يتنافسون في الفانيات والأمور التي لم يأخذوا منها شيئاً معهم بعد الممات، ويُحاسبُون عليها حساباً شديداً يوم الميقات.
فكان جُلة أصحاب النبي يعملون بقول الله جلَّ في علاه:

كانوا دائماً وأبداً على أُهبةٍ تامةٍ وعلى يقظةٍ وانتباه، لأي أمرٍ يصدر من رسول الله، أو لأي آية تنزل عند الله.
نزل قول الله عز وجل وتلاه الحبيب على أسماعهم:

فذهب رجل منهم وهو سيدنا أبو الدحداح رضي الله عنه إلى الرسول، وقال:
يا رسول الله أيطلب الله عزَّ وجلَّ منا قرضاً؟
قال: نعم ولك الجزاء الذي استمعت إليه في الآية إن صنعت ذلك.
فقال عند ذلك: إنِّي أقرضتُ ربي حائطي أو بستاني - وكان له بستان له فيه ستمائة نخلة من أجود نخيل المدينة - وجعلته لله عزَّ وجلَّ.
ثم ذهب إلى البستان فوجد فيه زوجته وصبيانه،
فقال: يا أم الدحداح أُخرجي أنتي وصبيانك واجمعي متاعك فإني أقرضتُ هذا البستان لله عز وجل، قالت المرأة المؤمنة التقية:
ربح البيع يا أبا الدحداح وخرجت وهي فرحةٌ مستبشرة[رواه ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد رواه ابن مردويه عن عمر مرفوعا بنحوه]
وبعدها نزل قول الله عز وجل:

فجاء أغني رجلٍ في المدينة في هذا الوقت واسمه أبو طلحة، وقال: يا رسول الله، لن ننال البر حتى ننفق مما نحب؟،
وكان بئر ماءٍ أمام مسجد حضرة النبي، وكان النبي صلى الله عليه وسلَّم يدخلها ويشرب من مائها ويُثني عليه، فقال: يا رسول الله أُشهدك أن بئر حاء وهي أحب أموالي إليَّ صدقة على فقراء المسلمين[أحمد عن أنس رضي الله عنه]

طلب منهم ذات يومٍ أن يتصدقوا بفضول أموالهم، ونسمع القصة من الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

وقال: عمر لم أستطيع مسابقة الصديق أبداً، لأنه كان يسابق دوماً في الخيرات، يرجو من وراء ذلك أن ينال ما عند الله وأن يُعطيه الله عزَّ وجلَّ أغلى شئٍ عنده وهو الرضا، ولذا قال الله عزَّ وجلَّ في شأنه:

أي أن الله سيعطيه كل ما يتمناه يوم يلقى الله عزَّ وجلَّ حتى يرضى.
ولم يكن مقتصراً على ذلك بل كان التنافس في كل أبواب الخيرات، جلس صلى الله عليه وسلَّم مع أصحابه بعد صلاة الفجر ينظر إلى تنافسهم في فعل الخير، فقال:

قال أبو بكر: أنا،

قال أبوبكر: أنا.

فقال أبو بكرٍ أنا، وأنا آتٍ إلى المسجد وجدت بعض الأنصار يشيِّعون لهم ميتاً في البقيع فشاركتهم في تشييعه،

قال ابوبكر أنا
فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(ما اجتمعن في رجل قط إلا ودخل من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء)[ أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه]
او كما قال ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة








{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وأَتْبَعَهُ بستٍّ مِنْ شَوَّالَ فكأنما صَامَ الدَّهْرَ}[رواه الترمذي وابن حبان عن أبي هريرة.]
فضل كبير في عمل يسير، فإن الحسنة بعشر أمثالها، ورمضان ثلاثون يوماً بثلاثمائة يوم، وست من شوال بستين يوماً، فتوازي ثلاثمائة وستين يوماً، وهي عدد أيام السنة الهجرية، فيكون الإنسان منا صائماً طوال عمره وطوال دهره، وإن كان مفطراً يأكل أو يشرب!! ولا عليك أن تصومها متتالية أو تصومها متفرقة. المهم أن تصومها خلال هذا الشهر.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المبادرين إلى الخيرات، ومن المسارعين إلى الطاعات ومن المتسابقين في فعل الصالحات
🤲ثم الدعاء🤲
قناة الشيخ فوزي محمد أبوزيد على اليوتيوب