حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    الإخلاص وحضور القلب

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    الإخلاص وحضور القلب Empty الإخلاص وحضور القلب

    مُساهمة من طرف Admin السبت سبتمبر 12, 2015 7:30 am

    تحقق أن الأعمال البدنية لم يقم بها العبد عبثاً ,
     بل بوازع قلبى , وهمة دعته للقيام بها ,
    والهمة التى توجه كمل الرجال لغايتها من التربية أو الأشارة
     هى الهمة في تطهير قلب السالك من الحظوظ
    التى تخالط العزيمة الباعثة على العمل ,
    فإن الأعمال البدنية نتاج تلك المقاصد القلبية ,
     ولا يكون لله منه إلا ما كان خالصا لوجهه
     لأنه سبحانه علىِّ عظيم غنى قادر لا يحتاج إلى عمل الأبدان ولا عمل القلوب , 
    ولكنه يحب من عبده الأخلاص لذاته سبحانه
    لأنه هو الذى منح العبد كل خير وأمده بكل نعمة ,
    فالاخلاص لذاته سبحانه يكون كشكر للمنعم الحقيقى ,
     وامتزاج الأعمال البدنية بتلك الحظوظ والأهوء من الرياء ,
     وحب الشهرة وحب مدح الخلق , ونوال العرض الفانى
    و أن يقول الناس فلان مجاهد , او حاج , أو صالح , أو عالم ,
    يعد كشكر لغير المنعم , وعمل غير خالص للمقصود به
     فيحرم العامل بسبب نيته هذه رضا المنعم الحقيقى ,
    وربما عوقب في الدنيا ولم ينفعه عمله ,
    لأنه صدر عن عزم لغير الله تعالى , ونيته في غير وجهه الكريم .




    مع أن هذا العامل لو ذاق حلاوة الأيمان من إسباغ النعم ,
     وتحقق كمال التحقيق بما يناله – لأخلص لهذا الرب الكريم –
    من إسباغ النعم , وتوالى المنن والرضوان الأكبر ,
    والفوز في الدنيا والأخرة , ولبخل بنفس يتنفسه لغير الله ,
    ولعد نفسه مشركاً عندما يحدث أمراً من صغير الأمور وكبيرها بغير نية صادقة ,
     ووجهه صادقة لوجه الله تعالى ,
    فكيف يكون حال عامل يعمل بنيته لغير الله تعالى من نوايا الحظوظ ,
     والشهوات الخفية ؟
    اترك هذا الحكم للبصير المتدبر
     فالسالك طالب الوصول والقرب من الله تعالى لا يتنفس نفساً ,
     ولا يتحرك حركة إلا وله نية صادقة في الله تعالى ,
    حتى يكون حاضراً معه سبحانه , لا يغيب مبدأ ولا عزما ,
    وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:-
    ( اكثر شهداء أمتى أصحاب الفرُش ,
    ورب قتيل بين الصفين لا أجر له , لأنه قاتل لا لإعلاء كلمة الله تعالى ,
    بل ليقال أو ليغتنم )
     فتدبر أيها السالك , وأحفظ أنفاسك ولحظاتك وأعمالك ,
     وكن حاضر القلب مع الله تعالى مخلصاً في النية فإنها أصل الأصول ,
     ومتى سلم الأصل قُبل الفرع وسلم .



    والله سبحانه وتعالى يمنحنا القبول والأقبال و يحسن سريرتنا ,
     ويجمل حالنا , ويحسن مآلنا أنه مجيب الدعاء
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




    للإمام ابوالعزائم رضى الله عنه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:46 pm