هل يمكن أن يكون الشر وسيلة إلى الخير ؟
هل يمكن أن نبرر قذارة الوسيلة لنبل الغاية ؟
هل يمكن أن يكون الكذب وسيلة لوصول إلى الصدق؟
هل يمكن أن نقيم الدين والقيم والأخلاق بالكذب والخداع والحيلة ؟
هل يقيم الباطل حقا؟
الحق لا يقام إلا بالحق والباطل لا ينتج حقا أبدا
يستحيل أن يكون الشر طريقا للخير أبدا فكما أن الله لم يجعل شفاء المؤمن فيما حرمه عليه كذلك الأمر يستحيل أن يكون الشر طريقا للخير أبدا ، لكن النفس تخدع الإنسان وتبرر له أفعالها لتنال مرادها سواء من حب الدنيا أو حب الرئاسة والإمارة
“الغاية تبرر الوسيلة ” هذه النظرية الميكيافيللية ولامانع لدى متبعي النظرية أن يستخدموا وسائل الحيلة والخديعة و الجرائم… الخ عندما تتطلب الحاجة . كما ان لامانع لبعض أتباع هذه النظرية من خوض الحروب مادامت في النهاية ستوصلهم الى النتيجة المبتغاة
لكن الإسلام أنكر هذا ، وقال لنا ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ) وقال لنبيه صل الله عليه وسلم (( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) )
وعن الوليد بن مسلم أنه قال في قوله : ( فانبذ إليهم على سواء ) أي : على مهل ، ( إن الله لا يحب الخائنين ) أي : حتى ولو في حق الكافرين ، لا يحبها أيضا .
قال الإمام أحمد : : كان معاوية يسير في أرض الروم ، وكان بينه وبينهم أمد ، فأراد أن يدنو منهم ، فإذا انقضى الأمد غزاهم ، فإذا شيخ على دابة يقول : الله أكبر [ الله أكبر ] وفاء لا غدرا ، إن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال : ومن كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها ، أو ينبذ إليهم
على سواء قال : فبلغ ذلك معاوية ، فرجع ،
وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة وأخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه من طرق عن شعبة ، به ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وهذا الأمر فى حق الكافرين أما أهل القبلة أهل لا إله إلا الله فلا تكفير لهم بذنب و لاتكفير لهم على أمر ليس من الدين أصلا ،
لا نكفرهم من أجل الحكم والرئاسة ثم ننزل عليهم آيات نزلت فى الكافرين فهذه أفعال الخوارج فقد كانوا يكفرون المؤمنين وينزلون عليهم آيات نزلت فى الكفار
والبعض يتعلل بما فعله سيدنا يوسف ليأخذ أخاه. عندما وضع صواع الملك فى رحل أخيه وأذن مؤذن أنهم سارقون ،قال ابن العربي في الاحكام عند قوله تعالى: كذلك كدنا ليوسف،أما الآية المذكورة في قصة يوسف فتدل على جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل؛ إذا لم تخالف الشريعة ولا هدمت أصلا
وقال الإمام أحمد أيضا : عن سلمان - يعني الفارسي - رضي الله عنه - : أنه انتهى إلى حصن - أو : مدينة - فقال لأصحابه : دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم ، فقال : إنما كنت رجلا منهم فهداني الله - عز وجل - للإسلام ، فإذا أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم فأدوا [ ص: 80 ] الجزية وأنتم صاغرون ، فإن أبيتم نابذناكم على سواء ، ( إن الله لا يحب الخائنين ) يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله .
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33)
المؤمن لا يفعل إلا الصالحات بل ويحسن الفعل والقول والعمل
لأن الله لا يتقبل كل عمل بل قال ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا )
. ليس في الشريعة المبدأ القائل بأن الغاية تبرر الوسيلة ، إلا بالنسبة للوسائل المسكوت عنها في الشرع ، أي التي لم يرد المنع منها دليل من الكتاب والسنة ، أما الوسائل التي حرمها الشرع فلا يجوز أن نسلكها لأنها غير شرعية .الشريعة أتت بسد الذرائع المفضية إلى المحرمات وذلك عكس باب الغاية تبرر الوسيلة ، فهذه القاعدة وسيلة وباب واسع لانتهاك الكبائر والمحرمات ، وسد الذرائع عكس ذلك ، فالشارع حرم الذرائع وإن لم يقصد بها المحرم لإفضائها إليه ، فكيف إذا قصد المحرم نفسه ؟ فالشارع حرم القطرة من الخمر وإن لم تحصل بها مفسدة الكثير لكون قليلها ذريعة إلى شرب كثيرها ، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية والسفر بها والنظر إليها من غير حاجة سداً للذريعة
وقد ضرب لنا نبينا الكريم صل الله عليه وسلم أعظم مثال فى الهجرة فبعد أن لقى هو أصحابه الكرام رضوان الله عليهم صنوف العذاب والقهر وسلبوا أموالهم وأخرجوهم من بيوتهم بعد كل هذا ماذا فعل نبينا الكريم وهو فى أمس الحاجة إلى المال لإقامة الدين الجديد والدولة الوليدة وعنده المبرر القانونى والمنطقي والعرفي ليأخذ ما عنده من آمانات لكنه أبي أن يبدأ دولته بالخيانة ليعلمنا ذلك وأبقى خلفه الإمام علي برغم المخاطر الجمة التى قد يتعرض لها سواءا القتل أو التعذيب أبقاه ليرد الآمانات لمن خانوه واغتصبوا أمواله ، وقال أيضا
أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ "
لو كانت الغاية تبرر الوسيلة لاستخدمها النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى مع المشركين ، فيكون عدم استخدامها مع المسلمين من باب أولى ، والدليل على ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوفى بالعهد الذي أخذته قريش من حذيفة بن اليمان وأبيه –رضي الله عنهما – كما أخرجه مسلم في صحيحة[4] من حديث حذيفة قال : " ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي – حسيل – فأخذنا كفار قريش ، قالوا : إنكم تريدون محمداً ، فقلنا : ما نريده ، ما نريد إلا المدينة ، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فأخبرناه الخبر ، فقال : انصرفا نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم " فتأمل معي شدة اهتمامه – صلوات ربي وسلامه عليه – بالمبادئ واحترامه للعهد ، فما أصعبه في زمن عزّ فيه الوفاء حتى مع الذين حملوا راية الدعوة في سبيل الله ، فأصبحت المصالح الدنيوية هي الميزان لجميع تعاملاتنا ، فلا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم
قال رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم
( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )
هل يمكن أن نبرر قذارة الوسيلة لنبل الغاية ؟
هل يمكن أن يكون الكذب وسيلة لوصول إلى الصدق؟
هل يمكن أن نقيم الدين والقيم والأخلاق بالكذب والخداع والحيلة ؟
هل يقيم الباطل حقا؟
الحق لا يقام إلا بالحق والباطل لا ينتج حقا أبدا
يستحيل أن يكون الشر طريقا للخير أبدا فكما أن الله لم يجعل شفاء المؤمن فيما حرمه عليه كذلك الأمر يستحيل أن يكون الشر طريقا للخير أبدا ، لكن النفس تخدع الإنسان وتبرر له أفعالها لتنال مرادها سواء من حب الدنيا أو حب الرئاسة والإمارة
“الغاية تبرر الوسيلة ” هذه النظرية الميكيافيللية ولامانع لدى متبعي النظرية أن يستخدموا وسائل الحيلة والخديعة و الجرائم… الخ عندما تتطلب الحاجة . كما ان لامانع لبعض أتباع هذه النظرية من خوض الحروب مادامت في النهاية ستوصلهم الى النتيجة المبتغاة
لكن الإسلام أنكر هذا ، وقال لنا ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ) وقال لنبيه صل الله عليه وسلم (( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) )
وعن الوليد بن مسلم أنه قال في قوله : ( فانبذ إليهم على سواء ) أي : على مهل ، ( إن الله لا يحب الخائنين ) أي : حتى ولو في حق الكافرين ، لا يحبها أيضا .
قال الإمام أحمد : : كان معاوية يسير في أرض الروم ، وكان بينه وبينهم أمد ، فأراد أن يدنو منهم ، فإذا انقضى الأمد غزاهم ، فإذا شيخ على دابة يقول : الله أكبر [ الله أكبر ] وفاء لا غدرا ، إن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال : ومن كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها ، أو ينبذ إليهم
على سواء قال : فبلغ ذلك معاوية ، فرجع ،
وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة وأخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه من طرق عن شعبة ، به ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وهذا الأمر فى حق الكافرين أما أهل القبلة أهل لا إله إلا الله فلا تكفير لهم بذنب و لاتكفير لهم على أمر ليس من الدين أصلا ،
لا نكفرهم من أجل الحكم والرئاسة ثم ننزل عليهم آيات نزلت فى الكافرين فهذه أفعال الخوارج فقد كانوا يكفرون المؤمنين وينزلون عليهم آيات نزلت فى الكفار
والبعض يتعلل بما فعله سيدنا يوسف ليأخذ أخاه. عندما وضع صواع الملك فى رحل أخيه وأذن مؤذن أنهم سارقون ،قال ابن العربي في الاحكام عند قوله تعالى: كذلك كدنا ليوسف،أما الآية المذكورة في قصة يوسف فتدل على جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل؛ إذا لم تخالف الشريعة ولا هدمت أصلا
وقال الإمام أحمد أيضا : عن سلمان - يعني الفارسي - رضي الله عنه - : أنه انتهى إلى حصن - أو : مدينة - فقال لأصحابه : دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم ، فقال : إنما كنت رجلا منهم فهداني الله - عز وجل - للإسلام ، فإذا أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم فأدوا [ ص: 80 ] الجزية وأنتم صاغرون ، فإن أبيتم نابذناكم على سواء ، ( إن الله لا يحب الخائنين ) يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله .
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33)
المؤمن لا يفعل إلا الصالحات بل ويحسن الفعل والقول والعمل
لأن الله لا يتقبل كل عمل بل قال ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا )
. ليس في الشريعة المبدأ القائل بأن الغاية تبرر الوسيلة ، إلا بالنسبة للوسائل المسكوت عنها في الشرع ، أي التي لم يرد المنع منها دليل من الكتاب والسنة ، أما الوسائل التي حرمها الشرع فلا يجوز أن نسلكها لأنها غير شرعية .الشريعة أتت بسد الذرائع المفضية إلى المحرمات وذلك عكس باب الغاية تبرر الوسيلة ، فهذه القاعدة وسيلة وباب واسع لانتهاك الكبائر والمحرمات ، وسد الذرائع عكس ذلك ، فالشارع حرم الذرائع وإن لم يقصد بها المحرم لإفضائها إليه ، فكيف إذا قصد المحرم نفسه ؟ فالشارع حرم القطرة من الخمر وإن لم تحصل بها مفسدة الكثير لكون قليلها ذريعة إلى شرب كثيرها ، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية والسفر بها والنظر إليها من غير حاجة سداً للذريعة
وقد ضرب لنا نبينا الكريم صل الله عليه وسلم أعظم مثال فى الهجرة فبعد أن لقى هو أصحابه الكرام رضوان الله عليهم صنوف العذاب والقهر وسلبوا أموالهم وأخرجوهم من بيوتهم بعد كل هذا ماذا فعل نبينا الكريم وهو فى أمس الحاجة إلى المال لإقامة الدين الجديد والدولة الوليدة وعنده المبرر القانونى والمنطقي والعرفي ليأخذ ما عنده من آمانات لكنه أبي أن يبدأ دولته بالخيانة ليعلمنا ذلك وأبقى خلفه الإمام علي برغم المخاطر الجمة التى قد يتعرض لها سواءا القتل أو التعذيب أبقاه ليرد الآمانات لمن خانوه واغتصبوا أمواله ، وقال أيضا
أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ "
لو كانت الغاية تبرر الوسيلة لاستخدمها النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى مع المشركين ، فيكون عدم استخدامها مع المسلمين من باب أولى ، والدليل على ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوفى بالعهد الذي أخذته قريش من حذيفة بن اليمان وأبيه –رضي الله عنهما – كما أخرجه مسلم في صحيحة[4] من حديث حذيفة قال : " ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي – حسيل – فأخذنا كفار قريش ، قالوا : إنكم تريدون محمداً ، فقلنا : ما نريده ، ما نريد إلا المدينة ، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فأخبرناه الخبر ، فقال : انصرفا نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم " فتأمل معي شدة اهتمامه – صلوات ربي وسلامه عليه – بالمبادئ واحترامه للعهد ، فما أصعبه في زمن عزّ فيه الوفاء حتى مع الذين حملوا راية الدعوة في سبيل الله ، فأصبحت المصالح الدنيوية هي الميزان لجميع تعاملاتنا ، فلا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم
قال رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم
( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )