ابن القيم يمتدح طريق التصوف و يحذر مخالفيهم من الفهم السقيم عنهم قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص330" مانصه : "فاعلم أن في لسان القوم "أي الصوفية" من الاستعارات واطلاق العام وإرادة الخاص , وإطلاق اللفظ وإرادة إشارته دون حقيقة معناه ماليس في لسان احد من الطوائف غيرهم , ولهذا يقولون : "نحن أصحاب اشارة ولا أصحاب عبارة , و"الاشارة لنا والعبارة لغيرنا". وقد يطلقون العبارة التي يطلقها الملحد ويريدون بها معنى لافساد فيه . وصار هذا سببا لفتنة طائفتين : طائفة تعلقوا عليهم بظاهر عباراتهم فبدعوهم وضللوهم . وطائفة: نظروا الي مقاصدهم ومغذاهم فصبوا تلك العبارات وصححوا تلك الاشارات , فطالب الحق يقبله ممن كان ويرد ماخالفه على من كان ".
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص151":
"فإياك ثم إياك والألفاظ المجملة المشتبهة التي وقع اصطلاح القوم عليها , فإنها أصل البلاء , وهي مرد الصديق والزنديق , فإذا سمع الضعيف المعرفة والعلم بالله تعالى لفظ "اتصال , وانفصال , ومسامرة , ومكالمة , وأنه لاوجود في الحقيقة الا وجود الله , وأن وجود الكائنات خيال ووهم , وهو بمنزلة وجود الظل القائم بغيره ", فسمع منه مايملأ الاذان من حلول واتحاد وشطحات . والعارفون من القوم أطلقوا هذه الالفاظ ونخوها , وأرادوا بها معاني صحيحة في نفسها فغلط الغالطون في فهم ما ارادوه ونسبوهم الي الحادهم وكفرهم".