حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    حديث الله عن رسوله في القرآن

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    حديث الله عن رسوله في القرآن Empty حديث الله عن رسوله في القرآن

    مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 10, 2023 5:56 am

    🌹حديث الله عن رسوله 🌹
    💓💓💓في القرآن💓💓💓
    🌻خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ🌻
    💓💓فوزي محمد ابوزيد💓💓
    🌾-_-_-_-_-_-🌾-_-_-_-_-_-_-_🌾
    🍂الحمد لله رب العالمين, أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً
    🍂وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أرسل رسولنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلَّم لنا وللخلق أجمعين، شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً،
    🍂وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بعثه الله عز وجل على فترة من الرسل فهدى به بعد ضلالة، وعلَّم به بعد جهالة، وجمع به بعد فُرقة، وأعز به بعد ذلة، وأغنى به بعد فاقة، وجعلنا به خير أمة أُخرجت للناس أجمعين
    🍂والصلاة والسلام على سدرة منتهى علوم العارفين، وحامل لواء الحمد لجميع الخلائق يوم الدين، سيد الشاكرين وإمام الحامدين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
    أما بعد…
    👈 فيا أيها الإخوة المؤمنون.
    🌹 اللهُ سبحانه وتعالى عندما كان يخاطب سيدنا محمد في القرآن لم يخاطبه باسمه المجرد إلا إذا قرنه بالرسالة فيقول سبحانه وتعالى :
    ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾. [29الفتح].
    وعندما كان يخاطبه كان يُعظمه:
    🌹﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ [64الأنفال]
    🌹﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ﴾ [41المائدة]
    🌹﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ [1، المزمل]
    🌹﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [1المدثر].
    يخاطبه دائماً وأبداً بخطاب التعظيم،
    🍂والله سبحانه تعالى لم يتحدث عن حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم وفقط، بل أقسم في كتابه الكريم أقساماً متعددة على تحقيق رسالته وثبوت ما أوحي إليه وهو القرآن الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه.
    🍂فالله يقسم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم رسولاً من عنده، وأن كتابه وحيٌ من إنزاله تبارك وتعالى، فيقول سبحانه وتعالى:
    🌹” فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” (75-80الواقعة).
    فهذا قَسَمٌ بأن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم تنزَّل على قلبه القرآن، وهو كلام الرحمن سبحانه وتعالى.
    🌹ويقسم مرة أخرى فيقول سبحانه وتعالى:
    ” يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ” (1-3يس)
    يقسم هنا أنه صلى الله عليه وسلَّم من المرسلين،
    🌹والله تبارك وتعالى وهو في مقام عزته يقسم لنا بذلك لنتحقق حق اليقين أنه رسول رب العالمين، وأن الكتاب الذي جاء به وحيٌ من عند الله تبارك وتعالى.
    🌹بل إنه سبحانه وتعالى يقسم على صفات عدة وصف بها نبيه الكريم صلى الله عليه وسلَّم،
    🍂فيقسم أولاً على ما خصَّه به من الخُلُق العظيم، فيقول تبارك وتعالى:
    ” ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لاجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ” (1-3)
    🍂ثم يُقسِم على خُلُقه فيقول: ” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” (4القلم).
    🍂يُقسم الله تبارك وتعالى ويقول له: ” وَإِنَّ لَكَ لاجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ” (3القلم) يعني أجراً غير منقطع، يعني أجرك مستمرٌ إلى يوم القيامة، وهذا دليلٌ على أن رسالته صلى الله عليه وسلَّم متميزة إلى يوم الدين، لأن كل أمم الأنبياء في صحيفة أجورهم وحسناتهم، وإذا كان صلى الله عليه وسلَّم أجره غير منقطع معناه أنه مستمرٌ في أمته، وله أهل دعوته وأهل الإسلام أجمعين إلى يوم الدين.
    🍂ثم يصفه الله تبارك وتعالى بأعظم الصفات التي وصف بها النبيين والمرسلين:
    ” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” (4القلم)
    👈🌹وهذه من أعظم آيات نبوته ورسالته، ولذلك عندما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنه عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، قالت للسائل:
    { كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللَّهِ عز وجل: ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” (رواه أحمد والحاكم عن عائشة رضي الله عنها)
    🌹أي أنه كان التطبيق العملي في حياته في عمله وقوله وفعله وحاله لكل ما جاء بالقرآن من عند حضرة الرحمن سبحانه وتعالى.
    🌹ثم يبين الله تبارك وتعالى بعض نعمه على حبيبه ويقسم عليها بقَسم آخر، فيقول تبارك وتعالى في سورة الضحى:
    ” وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلاخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الاولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ” (1-5الضحى).
    👈🌹وكان سر نزول هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم انقطع عنه الوحي وهو في مكة بين ظهرانيّ قريش لمدة خمسة عشر يوماً، حتى قال الكافرون: لقد قلى محمداً ربه، ـ وقلى يعني بغض، يعني أبغض الله سبحانه وتعالى – حاشا لله – محمداً وقلاه ، فنزلت هذه السورة.
    وعندما نزلت على النبي كبَّر النبي، وكبَّر الحضور من المسلمين لتكبيره، ولذلك استحسن الأئمة الأعلام أن الإنسان إذا كان يقرأ القرآن ووصل إلى هذه السورة المباركة يفصل بينها وبين السورة التي تليها بالتكبير، يعني يقول: الله أكبر بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ” أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ” (1الشرح) أو الله أكبر بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ” (1التين)وهكذا إلى سورة الناس.
    🍂فعليك يا أخي إذا كنت تتلوا القرآن بحسب ترتيب المصحف عند تلاوة هذه السورة وما يليها، أن تفصل بينهم قبل البسملة بكلمة الله أكبر، فإن هذه سُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه الكرام.
    🌹أقسم الله سبحانه وتعالى بالضحى، والضحى يعني ضوء النهار: ” وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ” (2الضحى) يعني إذا غطَّى ولم يعد يظهر فيه أي أثر للنور أو الإضاءة، وكأن الله سبحانه وتعالى يشير بالضحى إلى حضرته صلى الله عليه وسلَّم، فإنه صلوات ربي وتسليماته عليه هو النور الذي جاء بعد الظلام الطويل، فأضاء للناس سبل حياتهم، وطريقهم إلى ربهم سبحانه وتعالى، ” مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ” (3الضحى) يعني أنت بأعيننا على الدوام.
    ثم وعده صلى الله عليه وسلَّم بأن يعطيه كل ما يرضيه، سواءٌ في الدنيا، أو في الآخرة، أو في الجنة، حتى تقر عينه وينشرح صدره، ويفرح بهذا العطاء نفسه: ” وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ” (4الضحى).
    يعطيه في الدنيا القرآن والهداية والنصر على الأعداء، والظفر بمن كانوا يكيدون له وغير ذلك، ويعطيه في الآخرة الكوثر والشفاعة والمقام المحمود، ويعطيه في الجنة الوسيلة والدرجة الرفيعة والمنزلة الكريمة والنظر إلى وجه الله تبارك وتعالى.
    { جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُونَهُ، فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ سَمِعَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ، فَسَمِعَ حَدِيثَهُمْ، وَإِذَا بَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَجَبًا إِنِ اللَّهَ اتَّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلًا فَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُهُ! وَقَالَ آخَرُ: مَاذَا بِأَعْجَبِ مِنْ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا! وَقَالَ آخَرُ: فَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ! وَقَالَ آخَرُ: آدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ! فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ وَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَكُمْ وَتَعَجُّبَكُمْ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَهُوَ كَذَلِكَ، وَمُوسَى كَلِيمُهُ، وَعِيسَى رُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ، وَآدَمَ اصْطَفَاهُ اللَّهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، أَلَا وَإِنِّي حَبِيبُ اللَّهِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حِلَقَ الْجَنَّةِ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَكْرَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ }[ سنن الترمذي والدارمي عن ابن عباس رضي الله عنهما]
    🌹فبيَّن لنا أنه صاحب مقام المحبة، ومقام المحبة أرقى مقامات القرب من حضرة الملك العلام سبحانه وتعالى.
    🌾🌾أو كما قال
    ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة
    ♦♦🌾الخطبة الثانية🌾♦♦
    🌻الحمد لله رب العالمين الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
    🌻وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من قرّبه واجتباه هداه إلى العمل الصالح وأعانه عليه ووفقه إليه إلى يوم يلقاه.
    🌻وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله من أحبه مولاه ودله عليه، ورزقه التأسي به والاهتداء به في هذه الحياة، وزاده فجعله معه الي يوم لقاء الله.
    🌻اللهم صل وسلم وبارك على سر بركاتك وسبب نعمائك سيدنا محمد إمام الهدى وكاشف الدُجى،
    صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وكل من تابعه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين
    🤲أمين أمين يارب العالمين.
    👈🌻إخواني وأحبابي جماعة المؤمنين:
    🍂أقسم الله سبحانه وتعالى على تصديقه فيما أتى به من وحيه وكتابه، وتنزيهه عن الهوى في خطابه، فقال تبارك وتعالى: ” وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ” (1-5النجم).
    👈🌻وانظر معي إلى عِظم كلام الله: ” مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ” (2النجم)
    فالله سبحانه وتعالى لم يقُل: ما ضل محمد، أو ما ضل النبي، ولكن (ما ضل صاحبكم) ليعرفهم بأنهم أعرف الناس به، لأنه نشأ بينهم، ويعرفون نسبه، ويعرفون حسبه، ويعرفون أخلاقه، ويعرفون كل شيء عنه، ويعرفون صدقه وأمانته، وكل ما اتصف به.
    ولذلك قال ربنا لهم: ” مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ” (2النجم) يعني ما ضل عن الطريق المستقيم، ولا أغوته نفسه بمنصب رئاسي، أو بشيء مادي، وإنما يُبلِّغ عن الله كما أمره الله رسالة الله، لا يريد بذلك إلا الله تبارك وتعالى.
    ” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ” (3النجم) يعني لا ينطق بشيء تهواه نفسه، أو يميل إليه طبعه.
    ” إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ” (4النجم) إنما هو وحيٌ أنزله الله عليه بواسطة أمين الوحي جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام.
    👈🌻ولذلك يروي الإمام الأوزاعي رضي الله عنه وأرضاه عن أحد الصحابة الكرام، أن نبينا صلى الله عليه وسلَّم كان ينزل عليه الأمين جبريل بالحديث الشريف، كما ينزل عليه بالقرآن، يعني حتى الحديث وحيٌ من الله سبحانه وتعالى، لأن الله عز وجل سمَّى الحديث في قرآنه الحكمة: ” وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ ” (34الأحزاب) آيات الله هي القرآن، والحكمة هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
    وكذلك قول الله: ” كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ” (151البقرة) الحكمة في كل آيات القرآن يُقصد بها سنته وأحاديثه صلى الله عليه وسلَّم، وكان الله ينزلها عليه بواسطة أمين الوحي جبريل كما جاء في حديث الأوزاعي إمام أهل لبنان رضي الله عنه وأرضاه عن حسان بن عطية.
    كذلك فإن الله سبحانه وتعالى قال له: ” وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ” (113النساء) هذه الآية بصريح العبارة أن الحكمة نزلت عليه كما نزل الكتاب، والكتاب والحكمة هنا هما القرآن والسنة.
    🍂ثم أقسم الله تبارك وتعالى على صدق الكتاب الكريم في أكثر من موضع من كلامه سبحانه وتعالى،
    فقال سبحانه وتعالى: ” فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ” (15-16التكوير) والخُنس هي النجوم التي تتوارى، والجواري الكُنس هي النجوم التي تسير وتكنس السماء العليا من آثار النجوم التي ماتت وانتهى أمرها.
    🍂وأقسم مرة أخرى بأن هذا القرآن وحيٌ من الله فقال: ” فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ” (38-40الحاقة)
    وهذا أشمل قَسمٌ في القرآن كله، فإنه يقسم بكل ما نراه وكل ما لا نراه أن هذا القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلَّم الذي نزل به الروح الأمين من عند الله تبارك وتعالى.
    ويقول كما قلنا آنفاً:” فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” (75-80الواقعة) ومواقع النجوم هي مواقع نزول القرآن على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، لأن الله قال له:
    ” نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الامِينُ عَلَى قَلْبِكَ ” (193-194الشعراء) فمواضع نزول القرآن على قلبه أقسم بها الله سبحانه وتعالى في قرآنه.
    ولذلك قال: ” وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ” (76-77الواقعة)
    🍂 أي أنه صلى الله عليه وسلَّم لو تعلمون حقيقته فإنه قرآن كريم في أفعاله وأخلاقه وآدابه وأعماله وأحواله ” فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ” (79) (الواقعة).
    🍂بل إن الله سبحانه وتعالى ليُعلمنا مكانته عنده، ومنزلته لديه، أقسم به في كل أحواله،
    🌻فمرة يقسم بحياته، فيقول الله تبارك وتعالى: ” لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ” (72الحجر)
    🌻ومرة أخرى يقسم ببلد النبي، ولكنه يبين أن تعظيم البلد لا يكون إلا بوجود حضرة النبي: ” لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ” (1-2البلد) ولا أقسم في اللغة يعنى أقسم، أقسم بهذا البلد وأنت حلٌّ به يعني نازلٌ وموجودٌ وقائمٌ بهذا البلد.
    وفي تفسير آخر: وأنت حلٌّ يعني هذا البلد حلالٌ لك أن تفعل فيه ما تشاء، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم يوم فتح مكة:
    { إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَقُولُوا إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ }[ البخاري ومسلم عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه]
    🌻ومرة يقسم بعصره فيقول تعالى: ” وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الانْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ” (2) (العصر) فإن الله عز وجل أقسم بالعصر، والعصر هنا هو عصر رسالة النبي صلى الله عليه وسلَّم، ويمتد منذ بعثته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
    ولا يقسم الله به إلا لعِظم شأنه عنده ورفعة مقامه لديه، حتى نعلم قدره عند ربه تبارك وتعالى.
    ثم تسامى الله سبحانه وتعالى في وصفه، فوصفه بأنه نور، وأنه سراجٌ منير، فمرة يقول: ” قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ” (15المائدة) ثم يبين هذا النور لنا فيقول: ” وَسِرَاجًا مُنِيرًا ” (46الأحزاب)
    🍂 أي أنه نورٌ لقلوب المؤمنين، وأرواح المتقين حتى نعرف قدره، لأنه نور من نور رب العالمين تبارك وتعالى.
    🍂ثم بين الله تبارك وتعالى قدره في القرآن بهذه الكيفية،
    وبيَّن بذاته الأدب الذي ينبغي علينا أن نلتزم به مع حضرته، ولم يترك ذلك لنا لحرصه على مقام نبينا،
    🍂فمرة يُحرِّم علينا أن نتقدم بين يديه ونمشي أمامه إلا بإذنه:
    ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ ” (1الحجرات) وإذا كان المشي أمامه ينهى الله عنه، فما بالكم بمن يقدم رأيه على رأي حبيب الله ومصطفاه، ويقدم ما اختاره على ما اختارته شريعة الله وكتاب الله وسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
    🍂وينهانا عن رفع الصوت في حضرته سواء في حياته أو بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى: ” لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ” (2الحجرات)
    وعندما نزلت هذه الآية قال سيدنا أبو بكرٍ رضي الله عنه:
    { وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أُكَلِّمُكَ إِلا كَأَخِي السِّرَارِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهُ عز وجل }[ الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه]
    يعني همس، وكان سيدنا عمر جهوري الصوت، ولكن بعد نزول هذه الآية كان إذا تحدث مع النبي صلى الله عليه وسلَّم لا يتبين حديثه صلوات ربي وتسليماته عليه حتى يستوضحه من خفوت صوته في الكلام مع حضرة النبي.
    🍂كذلك نهانا الله سبحانه وتعالى عن أن نجعل دعاءه كدعاء بعضنا لبعض: ” لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ” (63النور)
    وهي تشمل معنيين،
    🍂أي لا تنادوا على الرسول كما تنادوا على بعضكم بأسمائكم مجردة من الألقاب، ولكن إذا ناديتموه فقولوا: يا نبي الله أو يا رسول الله أو يا حبيب الله،
    كذلك نعلم علم اليقين أن دعاؤه لربه ليس كدعَائنا ، فدعاؤه مستجاب، والله وعده أنه سيعطيه حتى يرضى: ” وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ” (5الضحى).
    🍂كذلك دعاءه يعني نداءه على أحدنا إذا ناداه ليس كما يناديه أخيه أو إنساناً آخر غير رسول الله: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ” (24الأنفال) فإذا دعانا لأمر ليعلمنا أو يرشدنا أو يوجهنا، نستجيب إليه فوراً صلوات ربي وتسليماته عليه.
    وأمرنا بعد ذلك بأن نُسلِّم له وننقاد له، حتى يتم إيماننا ويكون إيماننا سليماً: ” فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ” (65النساء).
    🤲أسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الأدب مع حضرته، والأدب مع نبيه، والأدب مع الصالحين، والأدب مع المحبين، والأدب مع المسلمين أجمعين.
    🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
    🍁🍁وللمزيد من الخطب🍁🍁
    متابعة صفحة الخطب الإلهامية
    🍁🍁🍁🌳أو🌳🍁🍁🍁
    الدخول على موقع فضيلة الشيخ
    💓💓 فوزي محمد ابوزيد💓💓

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:10 pm