🤲🤲 الدعاء في الصلاة 🤲🤲
السؤال: ما حكم الدعاء في الصلاة؟
الصلاة كلها عبارة عن دعاء، حتى القرآن الذي نقرأه في الصلاة كالفاتحة في كل ركعة فهي دعاء، قال الله تعالى:
{ قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ }[1].
وفي السجود قال صلي الله عليه وسلم
{ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ }[2]
وفي الرواية الأخرى:
{ إِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ }[3]
🤲 فندعو الله في الوقوف، وندعو الله في الركوع أيضًا، وندعو الله في السجود، وندعو الله في التشهد، فعندما
قال ربنا: ( ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ ()(60غافر) لم يحدد دعاء، فترك كل واحد يدعو بما في قلبه وما يشغل باله، فأمرك أنت غير أمري غير أمر أخي غير أمر جاري، وكل واحد له أمر، فكل واحد يدعو بما يجول في قلبه، فالصلاة كلها دعاء، ولذلك قال صلي الله عليه وسلم
{ الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ }[4]
وفي الصيام يقول صلي الله عليه وسلم
{ إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ }[5]
ولذلك دائمًا أوصي الأحبة وأقول لهم: عندما تسمع أذان المغرب لا تتعجل وتشرب، لكن قبل أن تشرب ادعو الله بالدعوة التي تريدها فلك دعوة لا تُرد.
زاد سيدنا رسول الله وسن لنا في وقت الشدة قنوت - يعني دعاء - في الركعة الأخيرة من كل صلاة بحسب اختلاف المذاهب.
السادة الشافعية قالوا: الدعاء بعد القيام من الركوع في الركعة الأخيرة، والسادة المالكية قالوا: الدعاء بعد قراءة الفاتحة والسورة وأنت واقف قبل الركوع في الركعة الأخيرة، ولا يصح أن تصلي مالكي وتدعو شافعي، لأن هذا اسمه التلفيق، وهو أنك تخلط المذاهب على بعضها، والمفروض أن تمشي على مذهب واحد.
والقنوت كان صلي الله عليه وسلم في أوقات الشدة يقنت في كل الصلوات وليس الفجر فقط، فقد جاءه جماعة وطلبوا منه قُرَّاء ليحفظوهم القرآن بعد أن أعلنوا إسلامهم، فأرسل معهم سبعين قارئ، وكانوا ينوون الغدر، وبعد أن مشوا قتلوهم كلهم، فأخذ صلي الله عليه وسلم يدعو عليهم شهرًا كاملًا في كل صلاة في القنوت، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَال:
{ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ }[6]
ولذلك نحن عندما نكون في وقت شدة، يعني في وقت حرب بيننا وبين غيرنا أو أي وقت شدة، فمتاح لنا أن ندعو في كل الصلوات، فلبُّ العبادة هو الدعاء:
بماذا أدعو؟
بما يجول في قلبي، لأن هذ هو الذي يرجوه ربي تبارك وتعالى، بعض الناس ونحن في الحج يكون معه كتاب، فيسأل: هل أدعو من هذا الكتاب؟ أقول له: لا، فلو دعوة واحدة فقط من قلبك واستجاب الله لها تكفيك: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )(62النمل).
فالدعاء يكون من القلب بما يفتح به الله عز وجل على المرء، فقلت: اللهم أصلح لي حالي وحال أولادي، فهل هناك دعوة أحسن منها؟!
اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعف عنا، هل هناك دعوة أفضل من هذه؟!
فهي دعوة واحدة إذا استجيبت فقد كفت الإنسان في دنياه وفي أخراه إن شاء الله.
=========================
[1] صحيح مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] صحيح مسلم وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه
[3] سنن البيهقي والنسائي عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما
[4] جامع الترمذي والطبراني عن أنس رضي الله عنه
[5] سنن ابن ماجة والبيهقي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
[6] سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله
السؤال: ما حكم الدعاء في الصلاة؟
الصلاة كلها عبارة عن دعاء، حتى القرآن الذي نقرأه في الصلاة كالفاتحة في كل ركعة فهي دعاء، قال الله تعالى:
{ قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ }[1].
وفي السجود قال صلي الله عليه وسلم
{ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ }[2]
وفي الرواية الأخرى:
{ إِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ }[3]
🤲 فندعو الله في الوقوف، وندعو الله في الركوع أيضًا، وندعو الله في السجود، وندعو الله في التشهد، فعندما
قال ربنا: ( ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ ()(60غافر) لم يحدد دعاء، فترك كل واحد يدعو بما في قلبه وما يشغل باله، فأمرك أنت غير أمري غير أمر أخي غير أمر جاري، وكل واحد له أمر، فكل واحد يدعو بما يجول في قلبه، فالصلاة كلها دعاء، ولذلك قال صلي الله عليه وسلم
{ الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ }[4]
وفي الصيام يقول صلي الله عليه وسلم
{ إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ }[5]
ولذلك دائمًا أوصي الأحبة وأقول لهم: عندما تسمع أذان المغرب لا تتعجل وتشرب، لكن قبل أن تشرب ادعو الله بالدعوة التي تريدها فلك دعوة لا تُرد.
زاد سيدنا رسول الله وسن لنا في وقت الشدة قنوت - يعني دعاء - في الركعة الأخيرة من كل صلاة بحسب اختلاف المذاهب.
السادة الشافعية قالوا: الدعاء بعد القيام من الركوع في الركعة الأخيرة، والسادة المالكية قالوا: الدعاء بعد قراءة الفاتحة والسورة وأنت واقف قبل الركوع في الركعة الأخيرة، ولا يصح أن تصلي مالكي وتدعو شافعي، لأن هذا اسمه التلفيق، وهو أنك تخلط المذاهب على بعضها، والمفروض أن تمشي على مذهب واحد.
والقنوت كان صلي الله عليه وسلم في أوقات الشدة يقنت في كل الصلوات وليس الفجر فقط، فقد جاءه جماعة وطلبوا منه قُرَّاء ليحفظوهم القرآن بعد أن أعلنوا إسلامهم، فأرسل معهم سبعين قارئ، وكانوا ينوون الغدر، وبعد أن مشوا قتلوهم كلهم، فأخذ صلي الله عليه وسلم يدعو عليهم شهرًا كاملًا في كل صلاة في القنوت، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَال:
{ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ }[6]
ولذلك نحن عندما نكون في وقت شدة، يعني في وقت حرب بيننا وبين غيرنا أو أي وقت شدة، فمتاح لنا أن ندعو في كل الصلوات، فلبُّ العبادة هو الدعاء:
بماذا أدعو؟
بما يجول في قلبي، لأن هذ هو الذي يرجوه ربي تبارك وتعالى، بعض الناس ونحن في الحج يكون معه كتاب، فيسأل: هل أدعو من هذا الكتاب؟ أقول له: لا، فلو دعوة واحدة فقط من قلبك واستجاب الله لها تكفيك: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )(62النمل).
فالدعاء يكون من القلب بما يفتح به الله عز وجل على المرء، فقلت: اللهم أصلح لي حالي وحال أولادي، فهل هناك دعوة أحسن منها؟!
اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعف عنا، هل هناك دعوة أفضل من هذه؟!
فهي دعوة واحدة إذا استجيبت فقد كفت الإنسان في دنياه وفي أخراه إن شاء الله.
=========================
[1] صحيح مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] صحيح مسلم وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه
[3] سنن البيهقي والنسائي عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما
[4] جامع الترمذي والطبراني عن أنس رضي الله عنه
[5] سنن ابن ماجة والبيهقي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
[6] سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله