السالك إلى الله لا يبدأ السلوك إلا .....
إذا تعلَّق قلبه بصـدق بملك الملوك عزَّ وجلَّ،
والدليل على ذلك:
أن لا يكون له حبل اعتماد، ولا لظهره استناد؛
إلاَّ على الله عزَّ وجلَّ.
فمن اعتمد على المال فقد مال عن طريق الرجال،
ومن اعتمد على الجاه فليس له نصيب في الوجاهة عند مولاه، ومن اعتمد على العصبية العائلية والقبلية فليس له نصيب في العصبة المحمدية.
فأعطانا الله النموذج الأكمل:
فإن الحبيب صلى الله عليه وسلَّم كان يظن في أهله الخير- لأنهم ذرية إبراهيم- وكان يعتقد أنهم سيعينونه على تبليغ دعوته، وأن ذلك سيكون مرادهم،
حتى أنه صلى الله عليه وسلَّم كان عندما يموت رجلٌ منهم على غير الإسلام، يظل يبكي طوال ليله؛ شفقة على هذا الرجل الذي مات كافراً،
حتى أن الله عزَّ وجلَّ لطّف به وقال له:
﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ ﴾ (6الكهف)
لماذا تحزن عليهم؟!!، ... ليس لك شأن بهم!!.
فاعتمد على عمه في الدفاع عنه؛....... فأخذه الله ،
واعتمد على زوجته في كفالته ونصرته؛
فأخذها إلى جواره الله،
فذهب إلى غيرهم يطلب النجدة، فأعلمه الله أن:
﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (10الأنفال)،
فعلم علم اليقين: ...
ألا ناصر له، ولا معين له؛ إلاّ مولاه عزَّ وجلَّ،
فَسَدَّ جميع الوِجَه البشرية،
ووجَّه وجهه وقلبه بالكليَّة إلى وجه الله،
ولذا كان يقول في دعائه:
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ. وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ.
وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ. رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ.
لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ )
يعني لم يعد له اعتماد ولا اعتداد، ولا استمطار فضل،
ولا انتظار فرج، ولا طلب فتح؛
إلاّ من الفتاح العليم عزَّ وجلَّ.
وهذه هي محطات البداية لأهل العناية.
فمن أراد أن يسير في طريق الصالحين،
وأن يسلك مسالك المتقين :
فليوحِّد وجهته ، ويجعل نصب عينه ربَّه عزَّ وجلَّ.
ليس معنى ذلك أن يمتنع عن السعي في الأسباب ،
ولكن يكون يقينه في قلبه أن الأسباب لا تفعل إلاّ إذا أراد مسبِّب الأسباب ، فلا يركن إلى سبب ،
ولكنه يتناول السبب ، وينظر بعين قلبه إلى كيفية إجراء الله له ... ما يرجوه في هذا السبب ،
فينظر إلى أمر الله ، وغيره من الغافلين ينظر إلى الأسباب التي أجراها الله!!.
فإذا تحقق بهذا الحال، وعَلِمَ عِلْمَ اليقين أنه لا يحدث شئ في الكونين إلاّ بأمره، ولا يتحرك سبب إلاّ بإذنه،
ولا يظهر فعل في الوجود إلاّ بإشارته،
ولا يتغير مراد إلاّ بإرادته،
وجَّه الوجه بالكليِّة إلى الله، ... ثم نظر إلى ما يطلبه منه مولاه؛ كي يتمتع بفضله ورضاه،
ويصير من الذين أنعم عليهم الله، وصار لهم نصيب في المجالسة، والمؤانسة، والمحادثة، والمشافهة، والمشاهدة لوجه الله عزَّ وجلَّ.
إذا تعلَّق قلبه بصـدق بملك الملوك عزَّ وجلَّ،
والدليل على ذلك:
أن لا يكون له حبل اعتماد، ولا لظهره استناد؛
إلاَّ على الله عزَّ وجلَّ.
فمن اعتمد على المال فقد مال عن طريق الرجال،
ومن اعتمد على الجاه فليس له نصيب في الوجاهة عند مولاه، ومن اعتمد على العصبية العائلية والقبلية فليس له نصيب في العصبة المحمدية.
فأعطانا الله النموذج الأكمل:
فإن الحبيب صلى الله عليه وسلَّم كان يظن في أهله الخير- لأنهم ذرية إبراهيم- وكان يعتقد أنهم سيعينونه على تبليغ دعوته، وأن ذلك سيكون مرادهم،
حتى أنه صلى الله عليه وسلَّم كان عندما يموت رجلٌ منهم على غير الإسلام، يظل يبكي طوال ليله؛ شفقة على هذا الرجل الذي مات كافراً،
حتى أن الله عزَّ وجلَّ لطّف به وقال له:
﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ ﴾ (6الكهف)
لماذا تحزن عليهم؟!!، ... ليس لك شأن بهم!!.
فاعتمد على عمه في الدفاع عنه؛....... فأخذه الله ،
واعتمد على زوجته في كفالته ونصرته؛
فأخذها إلى جواره الله،
فذهب إلى غيرهم يطلب النجدة، فأعلمه الله أن:
﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (10الأنفال)،
فعلم علم اليقين: ...
ألا ناصر له، ولا معين له؛ إلاّ مولاه عزَّ وجلَّ،
فَسَدَّ جميع الوِجَه البشرية،
ووجَّه وجهه وقلبه بالكليَّة إلى وجه الله،
ولذا كان يقول في دعائه:
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ. وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ.
وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ. رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ.
لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ )
يعني لم يعد له اعتماد ولا اعتداد، ولا استمطار فضل،
ولا انتظار فرج، ولا طلب فتح؛
إلاّ من الفتاح العليم عزَّ وجلَّ.
وهذه هي محطات البداية لأهل العناية.
فمن أراد أن يسير في طريق الصالحين،
وأن يسلك مسالك المتقين :
فليوحِّد وجهته ، ويجعل نصب عينه ربَّه عزَّ وجلَّ.
ليس معنى ذلك أن يمتنع عن السعي في الأسباب ،
ولكن يكون يقينه في قلبه أن الأسباب لا تفعل إلاّ إذا أراد مسبِّب الأسباب ، فلا يركن إلى سبب ،
ولكنه يتناول السبب ، وينظر بعين قلبه إلى كيفية إجراء الله له ... ما يرجوه في هذا السبب ،
فينظر إلى أمر الله ، وغيره من الغافلين ينظر إلى الأسباب التي أجراها الله!!.
فإذا تحقق بهذا الحال، وعَلِمَ عِلْمَ اليقين أنه لا يحدث شئ في الكونين إلاّ بأمره، ولا يتحرك سبب إلاّ بإذنه،
ولا يظهر فعل في الوجود إلاّ بإشارته،
ولا يتغير مراد إلاّ بإرادته،
وجَّه الوجه بالكليِّة إلى الله، ... ثم نظر إلى ما يطلبه منه مولاه؛ كي يتمتع بفضله ورضاه،
ويصير من الذين أنعم عليهم الله، وصار لهم نصيب في المجالسة، والمؤانسة، والمحادثة، والمشافهة، والمشاهدة لوجه الله عزَّ وجلَّ.