الحج رحلة إيمانية
ــــ خطبة الجمعة ـــ
--- لفضيلة الشيخ---
️فوزي محمد أبوزيد️
الحمد لله ربِّ العالمين، أنعم على عباده المؤمنين أجمعين من أول الدنيا إلى يوم الدين، فجعل لهم ساعة للفضل والمغفرة من رب العالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهٌ لا تحدُّه جهات، ولا تلحقه الحركات، ولا تتناوله من قريب أو بعيد الإشارات، يحيط ولا يحاط به، ويسع كل شيء ولا يسعه من خلقه شيء، ويقدر على كل شيء ولا يقدر أحد على شيء دونه إلا بإذنه عزَّ وجلّ.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، كشف الله عزَّ وجلّ له البيان عن مناسك الحج، حتى قال صلى الله عليه وسلم:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ: خُذُوا عَني مَنَاسِكَكُمْ، فَإِني لاَ أَدْرِي لَعَلي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هَذَا)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على مصدرِ الرحمات الإلهية، وسرِّ التجليات الربانية، ومفيض العلوم القدسية، سيدنا ومولانا مُحَمَّدٍ بن عبد الله، الشفيع لجميع خلق الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ مَنْ أتى الله بقلب سليم.
(أما بعد)
فيا أيها الأخوة المؤمنون:
إن الله عز وجل تبارك إسمه وتعالى شأنه ولا إله غيره غنى عن الخلق وغنى عن طاعاتهم أجمعين لا يحتاج إلى عبادات ولا إلى تسبيحات منا لأنه غنى بذاته وصفاته عن جميع كائناته ...
فلماذا فرض على المسلمين الحج إلى بيت الله الحرام ؟؟؟.... يتركون الدور والأولاد والبلاد ويدفعون الأموال ويتحملون المشاق ...لماذا أمرهم بذلك ؟؟؟...
ليكرمهم ويرفع شأنهم ويزيد عنده قدرهم لأنه يحب أن يستزيد من إكرام عباده المؤمنين
وأول إكرام من الله لحجاج بيت الله الحرام أن الله يغفر لهم كل ما سلف من الذنوب والأثام فيرجع الحاج إلى وطنه كيوم ولدته أمه ليس عليه ذنب وليس فى صحيفته سيئه وفى ذلك يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الصحيح الذى رواه الإمام أبى هريره رضى الله عنه فى صحيح مسلم {من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه}
فإن ذهب إلى هناك واشتغل بالطاعات وأقبل على العبادات وقطع وقته فى هذه الأماكن المباركات عاملاََ بقول الله عز وجل { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (197 سورة البقرة) ،
فإن الله عز وجل يجعل هذا الحج حجاً مبروراً ... لأنه شغل وقته بطاعة الله وعبادة الله ولم يقطعه فى سهو ولا غفله ولا جفاء ولا معصيه ولا بعد عن الله وهذا يكون له جزاء أعظم عند الله فإنه يستوجب الجنه بحجه هذا إضافة إلى مغفرة الذنوب وفى ذلك يقول الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم:
"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنه" (البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه) .
هذا وإن الحاج عندما يدخل بيت الله الحرام يكتب الله له
أمانا من النار وأمانا من سوء الخاتمه
وأمانا من عذاب القبر وأمانا فى الدنيا من الفقر
آمنا من الموقف العظيم وأهواله
وآمنا من النار وشدتها ومن دخولها
وآمنا عند خروجه من الدنيا من سوء الخاتمه
يقول الله سبحانه وتعالى :
"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" (69،97-آل عمران)
إن أول بيت وضع للناس في الأرض هذا البيت.
هذا المكان منذ أن خلقه الله وهو مكان للرحمات، ومهبط للبركات، يذهب الخطايا ويأتي بالفضل من الله عزَّ وجلّ للزائرين وللسائلين وللعاكفين وللركع السجود.
فلو ذهب إليه تائبٌ يتوب الله عليه، ولو أتاه سائلٌ يجيب الله له كل المسائل،
ولو ذهب إليه راجٍ يحقق الله له كل رجائه
ولو ذهب إليه عابدٌ يرجع بعبادة لا عدَّ لها ولا حصر لها!!
يكفي أن كل صالحة فيه تعدل مائة ألف فيما سواه،
الركعة فيه بمائة ألف ركعة فيما سواه،
والتسبيحة فيه بمائة ألف تسبيحة فيما سواه،
والصدقة فيه بمائة ألف صدقة فيما سواه،
يقول فيه صلى الله عليه وسلم:
"يُنَزِّلُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى حُجَّاجِ بَيْتِهِ الْحَرَامِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ رَحْمَةٍ:
سِتِّينَ لِلطَّائِفِينَ
وَأَرْبَعِينَ لِلْمُصَلِّينَ
وَعِشْرِينَ لِلنَّاظِرِينَ"( رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما) .
وقال صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَتَىٰ هَـٰذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"( رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه)
وقال صلى الله عليه وسلم: الحُجَّاجُ والعمَّارُ وفدُ اللهِ عزَّ وجلَّ يعطيهم ما سألوا ويستجيبُ لهم ما دعوا ويخلِفُ عليهم ما أنفقوا الدرهمُ بألفِ ألفٍ (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان)
أوكما قال:
{التَّائبُ حَبِيبُ الرَّحْمَن، والتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ
🤲ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله،
وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله،
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، واعطنا الخير وادفع عنا الشر، ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا ربَّ العالمين.
(أما بعد)
فيا إخوة الإيمان
ومن أعظم الحكم التي من أجلها فرض الله علينا الحج
ومن أجلها أوجب الله علينا جميع الطاعات، وتجتمع فيها جميع العبادات!!
فعندما فرض علينا الحج، قال لخليله عليه السلام:
" وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (27-الحج).
وما الحكمة؟
"لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (28-الحج)،
حكمتين اثنتين:
الحكمة الأولى:
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ"
أي جهزها الله لهم في تلك الأماكن، وهي منافع عاجلة ومنافع آجلة.
أما المنافع العاجلة: فهي أن يتوب عليهم، ويغفر لهم ذنوبهم، ويردَّهم كما ولدتهم أمهاتهم خالصين من الذنوب والخطايا، مستورين ومجبورين من الآثام والعيوب، ويستجيب دعاءهم، ويصلح أحوالهم، ويجيبهم في أحبابهم. فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"يُغْفَرُ لِلْحَاج وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ" [رواه البزار والطبراني عن أبي هريرة.].
والهدف المشترك بين جميع العبادات:
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم"
ولم يكتف بأن هذه هي الحكمة العالية والغاية السامية من تلك العبادات الراقية، ولم يكتف بالتنبيه عنها وكلها في تلك الآية، بل في كل خطوة من خطوات الحاج يذكِّرهم بتلك الحكمة. فعندما ينزلوا من عرفات يقول الله لهم جميعاً:
" فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَالْمَشْعَرِالْحَرَامِ" (198-البقرة).
ومرة يقول:
"وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ" (203-البقرة)،
ومرة يقول:
"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (28-الحج).
أي اجعلوا ذكر الله هو الغاية العظمى فالغاية العظمى من الحج في كل خطواته وحركاته وسكناته هي ذكر الله.
🤲نسأل الله عزَّ وجلّ أن يرزقنا الحج إلى بيت الله الحرام .....
🤲ثم الدعاء.🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
- - - - - - او - - - - - - -
️الدخول على موقع فضيلة️
الشيخ فوزي محمد أبوزيد
ــــ خطبة الجمعة ـــ
--- لفضيلة الشيخ---
️فوزي محمد أبوزيد️
الحمد لله ربِّ العالمين، أنعم على عباده المؤمنين أجمعين من أول الدنيا إلى يوم الدين، فجعل لهم ساعة للفضل والمغفرة من رب العالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهٌ لا تحدُّه جهات، ولا تلحقه الحركات، ولا تتناوله من قريب أو بعيد الإشارات، يحيط ولا يحاط به، ويسع كل شيء ولا يسعه من خلقه شيء، ويقدر على كل شيء ولا يقدر أحد على شيء دونه إلا بإذنه عزَّ وجلّ.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، كشف الله عزَّ وجلّ له البيان عن مناسك الحج، حتى قال صلى الله عليه وسلم:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ: خُذُوا عَني مَنَاسِكَكُمْ، فَإِني لاَ أَدْرِي لَعَلي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هَذَا)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على مصدرِ الرحمات الإلهية، وسرِّ التجليات الربانية، ومفيض العلوم القدسية، سيدنا ومولانا مُحَمَّدٍ بن عبد الله، الشفيع لجميع خلق الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ مَنْ أتى الله بقلب سليم.
(أما بعد)
فيا أيها الأخوة المؤمنون:
إن الله عز وجل تبارك إسمه وتعالى شأنه ولا إله غيره غنى عن الخلق وغنى عن طاعاتهم أجمعين لا يحتاج إلى عبادات ولا إلى تسبيحات منا لأنه غنى بذاته وصفاته عن جميع كائناته ...
فلماذا فرض على المسلمين الحج إلى بيت الله الحرام ؟؟؟.... يتركون الدور والأولاد والبلاد ويدفعون الأموال ويتحملون المشاق ...لماذا أمرهم بذلك ؟؟؟...
ليكرمهم ويرفع شأنهم ويزيد عنده قدرهم لأنه يحب أن يستزيد من إكرام عباده المؤمنين
وأول إكرام من الله لحجاج بيت الله الحرام أن الله يغفر لهم كل ما سلف من الذنوب والأثام فيرجع الحاج إلى وطنه كيوم ولدته أمه ليس عليه ذنب وليس فى صحيفته سيئه وفى ذلك يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الصحيح الذى رواه الإمام أبى هريره رضى الله عنه فى صحيح مسلم {من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه}
فإن ذهب إلى هناك واشتغل بالطاعات وأقبل على العبادات وقطع وقته فى هذه الأماكن المباركات عاملاََ بقول الله عز وجل { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (197 سورة البقرة) ،
فإن الله عز وجل يجعل هذا الحج حجاً مبروراً ... لأنه شغل وقته بطاعة الله وعبادة الله ولم يقطعه فى سهو ولا غفله ولا جفاء ولا معصيه ولا بعد عن الله وهذا يكون له جزاء أعظم عند الله فإنه يستوجب الجنه بحجه هذا إضافة إلى مغفرة الذنوب وفى ذلك يقول الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم:
"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنه" (البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه) .
هذا وإن الحاج عندما يدخل بيت الله الحرام يكتب الله له
أمانا من النار وأمانا من سوء الخاتمه
وأمانا من عذاب القبر وأمانا فى الدنيا من الفقر
آمنا من الموقف العظيم وأهواله
وآمنا من النار وشدتها ومن دخولها
وآمنا عند خروجه من الدنيا من سوء الخاتمه
يقول الله سبحانه وتعالى :
"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" (69،97-آل عمران)
إن أول بيت وضع للناس في الأرض هذا البيت.
هذا المكان منذ أن خلقه الله وهو مكان للرحمات، ومهبط للبركات، يذهب الخطايا ويأتي بالفضل من الله عزَّ وجلّ للزائرين وللسائلين وللعاكفين وللركع السجود.
فلو ذهب إليه تائبٌ يتوب الله عليه، ولو أتاه سائلٌ يجيب الله له كل المسائل،
ولو ذهب إليه راجٍ يحقق الله له كل رجائه
ولو ذهب إليه عابدٌ يرجع بعبادة لا عدَّ لها ولا حصر لها!!
يكفي أن كل صالحة فيه تعدل مائة ألف فيما سواه،
الركعة فيه بمائة ألف ركعة فيما سواه،
والتسبيحة فيه بمائة ألف تسبيحة فيما سواه،
والصدقة فيه بمائة ألف صدقة فيما سواه،
يقول فيه صلى الله عليه وسلم:
"يُنَزِّلُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى حُجَّاجِ بَيْتِهِ الْحَرَامِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ رَحْمَةٍ:
سِتِّينَ لِلطَّائِفِينَ
وَأَرْبَعِينَ لِلْمُصَلِّينَ
وَعِشْرِينَ لِلنَّاظِرِينَ"( رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما) .
وقال صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَتَىٰ هَـٰذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"( رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه)
وقال صلى الله عليه وسلم: الحُجَّاجُ والعمَّارُ وفدُ اللهِ عزَّ وجلَّ يعطيهم ما سألوا ويستجيبُ لهم ما دعوا ويخلِفُ عليهم ما أنفقوا الدرهمُ بألفِ ألفٍ (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان)
أوكما قال:
{التَّائبُ حَبِيبُ الرَّحْمَن، والتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ
🤲ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله،
وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله،
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، واعطنا الخير وادفع عنا الشر، ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا ربَّ العالمين.
(أما بعد)
فيا إخوة الإيمان
ومن أعظم الحكم التي من أجلها فرض الله علينا الحج
ومن أجلها أوجب الله علينا جميع الطاعات، وتجتمع فيها جميع العبادات!!
فعندما فرض علينا الحج، قال لخليله عليه السلام:
" وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (27-الحج).
وما الحكمة؟
"لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (28-الحج)،
حكمتين اثنتين:
الحكمة الأولى:
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ"
أي جهزها الله لهم في تلك الأماكن، وهي منافع عاجلة ومنافع آجلة.
أما المنافع العاجلة: فهي أن يتوب عليهم، ويغفر لهم ذنوبهم، ويردَّهم كما ولدتهم أمهاتهم خالصين من الذنوب والخطايا، مستورين ومجبورين من الآثام والعيوب، ويستجيب دعاءهم، ويصلح أحوالهم، ويجيبهم في أحبابهم. فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"يُغْفَرُ لِلْحَاج وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ" [رواه البزار والطبراني عن أبي هريرة.].
والهدف المشترك بين جميع العبادات:
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم"
ولم يكتف بأن هذه هي الحكمة العالية والغاية السامية من تلك العبادات الراقية، ولم يكتف بالتنبيه عنها وكلها في تلك الآية، بل في كل خطوة من خطوات الحاج يذكِّرهم بتلك الحكمة. فعندما ينزلوا من عرفات يقول الله لهم جميعاً:
" فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَالْمَشْعَرِالْحَرَامِ" (198-البقرة).
ومرة يقول:
"وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ" (203-البقرة)،
ومرة يقول:
"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (28-الحج).
أي اجعلوا ذكر الله هو الغاية العظمى فالغاية العظمى من الحج في كل خطواته وحركاته وسكناته هي ذكر الله.
🤲نسأل الله عزَّ وجلّ أن يرزقنا الحج إلى بيت الله الحرام .....
🤲ثم الدعاء.🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
- - - - - - او - - - - - - -
️الدخول على موقع فضيلة️
الشيخ فوزي محمد أبوزيد