• حلاوة العبادة
*********"""""********""""""""********"""""""""""
من العلامات الصغيرة أيضاً التي بها يشعر الإنسان أنه في صحة روحانية أن يجد متعة ولذة لا تقدر ولا توصف عندما يؤدي أي عبادة أو طاعة لله، وهل العبادة لها نكهة ولذة؟ نعم :
{ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ: مَنْ كانَ اللّهُ ورسولُهُ أَحَبَّ إِليهِ مِمّا سِواهُما، ومَنْ أَحَبَّ عَبداً لا يُحِبُّهُ إِلاّ للّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعودَ في الكُفْرِ بعدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللّهُ كما يَكْرَهُ أَنْ يُلْقى في النَّار }1
ولا يشعر بحلاوة الإيمان إلا القلب والجنان وليس اللسان، ويشعر القلب بحلاوة لا تستطيع كل الأركان أن تصفها أو تنعتها.
والرجل الذي وكله سيدنا رسول الله هو ورفيق له بحراسة الجيش في احدي الغزوات – اثنين فقط والعدو متربص وقريب واستطلاعاته قوية، وقد اختار حضرة النبي اثنين فقط لحراسة الجيش لأن الواحد منهم بأمة – ماذا فعل الاثنين؟ قال الأول سأحرس الجيش في النصف الأول من الليل وتنام بجواري ثم أوقظك في النصف الثاني من الليل وأنام بجوارك، فقال الثاني لو شعرت بأي خطر أوقظني علي الفور – فماذا صنع الرجل الأول؟ فوض أمره لمولاه، أتاه اليقين بأن هؤلاء الجند في حصون الله وعليه أن يشغل الوقت بمناجاة الله فأقبل علي الصلاة فوجدت فرقة من الاستطلاعات الكفرية أن الجيش كله نائم إلا من هذا الرجل، قالوا لو قتلناه لتمكنا من الجيش كله – كيف نقتله؟
فضربوه بالسهام فجاءه سهم في رجله فنزعه وواصل الصلاة، سهم ثاني أصابه في ظهره أيضاً نزعه وواصل الصلاة, أصابه سهم ثالث في رقبته وهو ساجد وقد أصاب السهم العرق الواصل إلي القلب فأيقظ أخاه بقدمه وأكمل الصلاة، وعندما عاتبه أخاه بعد ذلك وقال لم لم توقظني منذ إصابتك الأولي؟
قال لولا أني خشيت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ما أيقظتك، قال لماذا؟ قال لما كنت أجده من حلاوة المناجاة لله وأنا في الصلاة
_________________________________________
(1)عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه صحيح البخارى ومسلم
.................................................................
من كتاب ( موازين الصادقين)
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
*********"""""********""""""""********"""""""""""
من العلامات الصغيرة أيضاً التي بها يشعر الإنسان أنه في صحة روحانية أن يجد متعة ولذة لا تقدر ولا توصف عندما يؤدي أي عبادة أو طاعة لله، وهل العبادة لها نكهة ولذة؟ نعم :
{ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ: مَنْ كانَ اللّهُ ورسولُهُ أَحَبَّ إِليهِ مِمّا سِواهُما، ومَنْ أَحَبَّ عَبداً لا يُحِبُّهُ إِلاّ للّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعودَ في الكُفْرِ بعدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللّهُ كما يَكْرَهُ أَنْ يُلْقى في النَّار }1
ولا يشعر بحلاوة الإيمان إلا القلب والجنان وليس اللسان، ويشعر القلب بحلاوة لا تستطيع كل الأركان أن تصفها أو تنعتها.
والرجل الذي وكله سيدنا رسول الله هو ورفيق له بحراسة الجيش في احدي الغزوات – اثنين فقط والعدو متربص وقريب واستطلاعاته قوية، وقد اختار حضرة النبي اثنين فقط لحراسة الجيش لأن الواحد منهم بأمة – ماذا فعل الاثنين؟ قال الأول سأحرس الجيش في النصف الأول من الليل وتنام بجواري ثم أوقظك في النصف الثاني من الليل وأنام بجوارك، فقال الثاني لو شعرت بأي خطر أوقظني علي الفور – فماذا صنع الرجل الأول؟ فوض أمره لمولاه، أتاه اليقين بأن هؤلاء الجند في حصون الله وعليه أن يشغل الوقت بمناجاة الله فأقبل علي الصلاة فوجدت فرقة من الاستطلاعات الكفرية أن الجيش كله نائم إلا من هذا الرجل، قالوا لو قتلناه لتمكنا من الجيش كله – كيف نقتله؟
فضربوه بالسهام فجاءه سهم في رجله فنزعه وواصل الصلاة، سهم ثاني أصابه في ظهره أيضاً نزعه وواصل الصلاة, أصابه سهم ثالث في رقبته وهو ساجد وقد أصاب السهم العرق الواصل إلي القلب فأيقظ أخاه بقدمه وأكمل الصلاة، وعندما عاتبه أخاه بعد ذلك وقال لم لم توقظني منذ إصابتك الأولي؟
قال لولا أني خشيت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ما أيقظتك، قال لماذا؟ قال لما كنت أجده من حلاوة المناجاة لله وأنا في الصلاة
_________________________________________
(1)عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه صحيح البخارى ومسلم
.................................................................
من كتاب ( موازين الصادقين)
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد