إن أعظم حلاوة تقدمها لأهلك ولذوي رحمك، ولجيرانك ولرفقائك في العمل في هذا الوقت الكريم وهو ميلاد سيدنا رسول الله أن تُذيق قلوبهم حلاوة الإيمان. فالحلاوة التي يتذوقَّها الفم واللسان سهلة وموجودة في كل الأركان، لكننا في عصرنا، وفي هذه الأيام من زماننا في أمسَّ حاجة إلى حلاوة الإيمان، ولا يتذوقها إلا القلب السليم الذي اختاره الله وجعله محِلاً لنوره عز وجل.
واعلموا علم اليقين أن كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو كان من رأسه إلى أخمص قدميه يتمرَّغ في المعاصي، إلا أن الله حينما اختار قلبه لنور الإيمان جعل فيه الذَّوْق الذي يتذوق به آيات القرآن، وحديث النبي العدنان، والذي يميل به إلى فعل الصالحات، واستباق الخيرات،
وما انتابه مِنْ فَتَرات في عصره وأيامه يكون لمرض ألمَّ به نتيجة البعد عن الله، والميل إلى معاصي الله، فإن الإنسان السَّوي الجسم يشعر بالمرارة والحلاوة وبالحموضة وباللَّسوعة، لكنه إذا أصيب بالحمى وهذا مرض عارض يمرض فيه الذوق، فتعطيه السكر فينبأك بأنه مُرّ، لأن فمه في هذا الوقت مُرّ، وكذلك المؤمن عندما يكون في معمعة المعاصي وفي أودية الغفلة عن الله يكون مريضاً، لكنه مرض عارض، أثناء هذا المرض قد لا يحسّ بحلاوة القرآن، ولا يشعر بتذوق كلمات النبي العدنان، لكنه لا يدوم مرضه، فإذا شفاه الله ولابد من ذلك فهنا يستطعم القرآن ويتذوق حديث النبي العدنان، ويشعر للطاعات بأنوار بينات.
وكم رأينا في مجتمعنا هذا من نماذج مازالت تعيش بيننا ونعرفها جميعاً من أناس كانوا في قمة المعاصي لا يتحجبن كنساء، ولا يعرفن المساجد كرجال فهداهم الله فصرن مؤمنات ومؤمنين يحجون بيت الله ويعتمرون إلى حرم الله، ويحافظون على الصلاة، ويدعون غيرهم إلى طاعة الله، لنعلم أن سر الإيمان المعجز موجود في كل قلب آمن بالله عز وجل.
إياك أن تصف مؤمناً بأنه ليس له توبة، أو ليس له رجوع، أو ليس له إنابة، أو ليس له عودة إلى الله، فإن الله لم يتفضل عليه بكلمة الإيمان إلا لاصطفاء خصَّه به الرحمن، ولكن ربما تأخر عنه الزمان، لكن سينكشف عنه في وقت:
(فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (22ق).
فعلينا أن نبحث في هذه الأيام عن إخواننا الضالين والشاردين والتائهين، الذين ضحك عليهم الشيطان، وأخذتهم زخارف الدنيا وزينتها إلى حين، فلنحاول أن نردهم بل نرسل لهم بارقة الأمل، ونعرِّفهم ونُعْلمهم أن الله في انتظارهم، وأنه يشتاق إلى رجوعهم ويحنّ إلى توبتهم، وأنه سيقابلهم بكل مغفرة وبكل رحمة، وبكل خير وبكل برٍّ، وبكل تكرمة. قال صلى الله عليه وسلم:
{ حَببُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ يُحِبُّكُمُ اللَّهُ }(1)
وورد فى الزهد لأحمد بن حنبل أن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام:
{ إنك إن استنقذت هالكا من هلكته سميتك جهبذا}
, والجهبذ يعني العالم الكبير.
(1) عن أبى أمامة رضي الله عنه، رواه السيوطي في الجامع الصغير، وللحديث رويات أخرى قريبة.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=HWkuOlxHrnM
واعلموا علم اليقين أن كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو كان من رأسه إلى أخمص قدميه يتمرَّغ في المعاصي، إلا أن الله حينما اختار قلبه لنور الإيمان جعل فيه الذَّوْق الذي يتذوق به آيات القرآن، وحديث النبي العدنان، والذي يميل به إلى فعل الصالحات، واستباق الخيرات،
وما انتابه مِنْ فَتَرات في عصره وأيامه يكون لمرض ألمَّ به نتيجة البعد عن الله، والميل إلى معاصي الله، فإن الإنسان السَّوي الجسم يشعر بالمرارة والحلاوة وبالحموضة وباللَّسوعة، لكنه إذا أصيب بالحمى وهذا مرض عارض يمرض فيه الذوق، فتعطيه السكر فينبأك بأنه مُرّ، لأن فمه في هذا الوقت مُرّ، وكذلك المؤمن عندما يكون في معمعة المعاصي وفي أودية الغفلة عن الله يكون مريضاً، لكنه مرض عارض، أثناء هذا المرض قد لا يحسّ بحلاوة القرآن، ولا يشعر بتذوق كلمات النبي العدنان، لكنه لا يدوم مرضه، فإذا شفاه الله ولابد من ذلك فهنا يستطعم القرآن ويتذوق حديث النبي العدنان، ويشعر للطاعات بأنوار بينات.
وكم رأينا في مجتمعنا هذا من نماذج مازالت تعيش بيننا ونعرفها جميعاً من أناس كانوا في قمة المعاصي لا يتحجبن كنساء، ولا يعرفن المساجد كرجال فهداهم الله فصرن مؤمنات ومؤمنين يحجون بيت الله ويعتمرون إلى حرم الله، ويحافظون على الصلاة، ويدعون غيرهم إلى طاعة الله، لنعلم أن سر الإيمان المعجز موجود في كل قلب آمن بالله عز وجل.
إياك أن تصف مؤمناً بأنه ليس له توبة، أو ليس له رجوع، أو ليس له إنابة، أو ليس له عودة إلى الله، فإن الله لم يتفضل عليه بكلمة الإيمان إلا لاصطفاء خصَّه به الرحمن، ولكن ربما تأخر عنه الزمان، لكن سينكشف عنه في وقت:
(فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (22ق).
فعلينا أن نبحث في هذه الأيام عن إخواننا الضالين والشاردين والتائهين، الذين ضحك عليهم الشيطان، وأخذتهم زخارف الدنيا وزينتها إلى حين، فلنحاول أن نردهم بل نرسل لهم بارقة الأمل، ونعرِّفهم ونُعْلمهم أن الله في انتظارهم، وأنه يشتاق إلى رجوعهم ويحنّ إلى توبتهم، وأنه سيقابلهم بكل مغفرة وبكل رحمة، وبكل خير وبكل برٍّ، وبكل تكرمة. قال صلى الله عليه وسلم:
{ حَببُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ يُحِبُّكُمُ اللَّهُ }(1)
وورد فى الزهد لأحمد بن حنبل أن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام:
{ إنك إن استنقذت هالكا من هلكته سميتك جهبذا}
, والجهبذ يعني العالم الكبير.
(1) عن أبى أمامة رضي الله عنه، رواه السيوطي في الجامع الصغير، وللحديث رويات أخرى قريبة.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=HWkuOlxHrnM