الاقتداء برسول الله
===========
هناك موضوع حيوي جداً للسالكين في طريق الله تبارك وتعالى، ... ولكنه يخفى على أكثر المريدين .... سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أصحابه طائفتين:
وكلتا الطائفتين يحبوه ويعظموه ويوقروه.
طائفةٌ تقتدي وتعمل بقوله ..
وطائفة لا ترضى أن تقتدي أو تعمل إلا على نسق فعله.
جماعة منهم : ... يتلو عليهم حضرة النبي القرآن، فيسارعون للعمل به طمعاً في الجنة والدار الآخرة.
أما الجماعة الثانية فينظرون إلى العمل، كيف عمله صلى الله عليه وسلم حتى يعملون مثله طمعاً في أن يكونوا معه في الآخرة، ومعه في الجنة.
فهذه طائفة وهذه طائفة، الطائفة الذين يعملون بقوله ينظرون لكل الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم ويحاول كل واحد منهم أن يعمل بها قدر الاستطاعة.
أما الآخرين فقد أمرهم حضرة النبي أن يذبحوا هديهم ويحلقوا شعورهم فلم يجيبوه، حتى أنه دخل غاضباً عند السيدة أُم سلمة، فقالت له: ما بك يا رسول الله؟ فحكى لها ما حدث، فقالت له:
{ يَا نَبِيَّ اللَّهِ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ،
وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ،
نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا }(1)
هم يريدون أن يرون فعل رسول الله، ... وهؤلاء الحريصون أن يكونوا مع حضرة النبي، .... وهؤلاء الذين يقول فيهم الله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (20المزمل) ... ليسوا كلهم، ... ولكن طائفة من الذين معك.
فهؤلاء يفعلون مثله، قال له الله: { قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا )(2المزمل):
ولكن كيف يقومون؟ يذهب سيدنا عبد الله بن عباس إلى سيدنا رسول الله وكان النبي متزوجاً من خالته، فيستأذن خالته أن يبيت عندها في الليلة التي يبيت فيها النبي عندها، حتى يشاهد كيفية قيام حضرة النبي ليفعل مثله.
رأى حضرة النبي قام من الليل وتوضأ، فتوضأ مثله، ثم وقف يُصلي فوقف بجواره، ولكن وقف جهة الشمال، لأنه لا يزال لا يعرف الكيفية الصحيحة للوقوف في الجماعة، فسيدنا رسول الله أمسك به وجعله في الجهة اليُمنى.
وليس هو وحده الذي فعل ذلك، أيضاً نفر كثير من أصحاب رسول الله ذهبوا ليروه حتى يتابعوه ويقلدوه.
=====================================
(1) صحيح البخاري ومسند أحمد عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه
=====================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
===========
هناك موضوع حيوي جداً للسالكين في طريق الله تبارك وتعالى، ... ولكنه يخفى على أكثر المريدين .... سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أصحابه طائفتين:
وكلتا الطائفتين يحبوه ويعظموه ويوقروه.
طائفةٌ تقتدي وتعمل بقوله ..
وطائفة لا ترضى أن تقتدي أو تعمل إلا على نسق فعله.
جماعة منهم : ... يتلو عليهم حضرة النبي القرآن، فيسارعون للعمل به طمعاً في الجنة والدار الآخرة.
أما الجماعة الثانية فينظرون إلى العمل، كيف عمله صلى الله عليه وسلم حتى يعملون مثله طمعاً في أن يكونوا معه في الآخرة، ومعه في الجنة.
فهذه طائفة وهذه طائفة، الطائفة الذين يعملون بقوله ينظرون لكل الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم ويحاول كل واحد منهم أن يعمل بها قدر الاستطاعة.
أما الآخرين فقد أمرهم حضرة النبي أن يذبحوا هديهم ويحلقوا شعورهم فلم يجيبوه، حتى أنه دخل غاضباً عند السيدة أُم سلمة، فقالت له: ما بك يا رسول الله؟ فحكى لها ما حدث، فقالت له:
{ يَا نَبِيَّ اللَّهِ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ،
وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ،
نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا }(1)
هم يريدون أن يرون فعل رسول الله، ... وهؤلاء الحريصون أن يكونوا مع حضرة النبي، .... وهؤلاء الذين يقول فيهم الله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (20المزمل) ... ليسوا كلهم، ... ولكن طائفة من الذين معك.
فهؤلاء يفعلون مثله، قال له الله: { قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا )(2المزمل):
ولكن كيف يقومون؟ يذهب سيدنا عبد الله بن عباس إلى سيدنا رسول الله وكان النبي متزوجاً من خالته، فيستأذن خالته أن يبيت عندها في الليلة التي يبيت فيها النبي عندها، حتى يشاهد كيفية قيام حضرة النبي ليفعل مثله.
رأى حضرة النبي قام من الليل وتوضأ، فتوضأ مثله، ثم وقف يُصلي فوقف بجواره، ولكن وقف جهة الشمال، لأنه لا يزال لا يعرف الكيفية الصحيحة للوقوف في الجماعة، فسيدنا رسول الله أمسك به وجعله في الجهة اليُمنى.
وليس هو وحده الذي فعل ذلك، أيضاً نفر كثير من أصحاب رسول الله ذهبوا ليروه حتى يتابعوه ويقلدوه.
=====================================
(1) صحيح البخاري ومسند أحمد عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه
=====================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد