مقام الإحسان
الإنسان متى يَخطُّون اسمه فى ديوان الصالحين؟ إذا كان يراقب الله فى كل وقت وحين! أما إذا كان يراقب الخلق فهو بعيد بعد المَشرقيْن عن ديوان الصالحين،
لأن الصالحين بدايتهم مقام الإحسان، ومقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ومقام الإحسان يا أحباب هبة من الله، ومنة من حبيب الله ومصطفاه، وليس بالشطارة وليس بالمهارة، ولا بالقراءة والاطلاع، ولا بقيام الليل ولا بصيام النهار،
وإنما فضل يتفضل به المُتفضل على الصادقين من الصالحين والأبرار فيمنحهم هذا المقام فى نَفَس أو أقـل فى ليل أو نهار.
ومن هو فى مقام الإحسان أين يكون
( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل]
فما دام وصل إلى مراقبة الله فقد صلح فى أن يكون رجلاً من رجالات الله لأنه فى هذا الوقت وفى هذه الحالة لن يتحكم فيه حظه ولن يحكمه هواه، ولن يجامل أحداً فى دين الله ،
ولن يشهد لرجل بغير ما يرضاه الله، ولا يعطى أحداً عطاءً صغيراً أو كبيراً إلا إذا كان يستحق هذا العطاء فى نظر مولاه ، وبهذا يستحق أن يكون فى ديوان الصالحين والمتقين، وعلى الفور يوضع فى قـول رب العالمين وفى الدائـرة النورانيـة:
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ • الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس]
فتأتيه بعد ذلك البشريات ( لَهُمُ الْبُشْرَىٰ) [63 يونس]
فى المنامات الصادقة، والفراسة النورانية، والمكاشفات الربانية والعطاءات الإلهية التى لا نستطيع حصرها ولا عدها ولا الإشارة إليها فى هذا المقام لأنه أمر يطول...
ولهم من البشريات مالا تستطيع الكتب أن تتحمله، ولو رمزت إليه بإشارات ولا تستطيع إلا أن تقول فيها كما قال الإمام الغزالي رضى الله عنه وأرضاه :
فكان ما كان مما لست أذكره
فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
ذلك لأن هـذا شئ سـابق لوقته يلزمها أن يصل الإنسان إلى هذا المقـام ويعاين ويتذوق ! ذق تعرف ! فلا ينفـع هنا إلا مقـام التـذوق.
فـلا ينفـع مقـام الفـهم ولا مقـام السـماع ولا مقـام التـلقى، ولكـن مقـام الــذوق .
========================
هـــمــــســات إيــمـانــيــة مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله
========================
الإنسان متى يَخطُّون اسمه فى ديوان الصالحين؟ إذا كان يراقب الله فى كل وقت وحين! أما إذا كان يراقب الخلق فهو بعيد بعد المَشرقيْن عن ديوان الصالحين،
لأن الصالحين بدايتهم مقام الإحسان، ومقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ومقام الإحسان يا أحباب هبة من الله، ومنة من حبيب الله ومصطفاه، وليس بالشطارة وليس بالمهارة، ولا بالقراءة والاطلاع، ولا بقيام الليل ولا بصيام النهار،
وإنما فضل يتفضل به المُتفضل على الصادقين من الصالحين والأبرار فيمنحهم هذا المقام فى نَفَس أو أقـل فى ليل أو نهار.
ومن هو فى مقام الإحسان أين يكون
( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل]
فما دام وصل إلى مراقبة الله فقد صلح فى أن يكون رجلاً من رجالات الله لأنه فى هذا الوقت وفى هذه الحالة لن يتحكم فيه حظه ولن يحكمه هواه، ولن يجامل أحداً فى دين الله ،
ولن يشهد لرجل بغير ما يرضاه الله، ولا يعطى أحداً عطاءً صغيراً أو كبيراً إلا إذا كان يستحق هذا العطاء فى نظر مولاه ، وبهذا يستحق أن يكون فى ديوان الصالحين والمتقين، وعلى الفور يوضع فى قـول رب العالمين وفى الدائـرة النورانيـة:
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ • الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس]
فتأتيه بعد ذلك البشريات ( لَهُمُ الْبُشْرَىٰ) [63 يونس]
فى المنامات الصادقة، والفراسة النورانية، والمكاشفات الربانية والعطاءات الإلهية التى لا نستطيع حصرها ولا عدها ولا الإشارة إليها فى هذا المقام لأنه أمر يطول...
ولهم من البشريات مالا تستطيع الكتب أن تتحمله، ولو رمزت إليه بإشارات ولا تستطيع إلا أن تقول فيها كما قال الإمام الغزالي رضى الله عنه وأرضاه :
فكان ما كان مما لست أذكره
فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
ذلك لأن هـذا شئ سـابق لوقته يلزمها أن يصل الإنسان إلى هذا المقـام ويعاين ويتذوق ! ذق تعرف ! فلا ينفـع هنا إلا مقـام التـذوق.
فـلا ينفـع مقـام الفـهم ولا مقـام السـماع ولا مقـام التـلقى، ولكـن مقـام الــذوق .
========================
هـــمــــســات إيــمـانــيــة مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله
========================