تابع القدوة
==========
عندما يكون هذا الرجل معاملته لزوجته في منتهى الشدة والقسوة، جائز - ومعذرة في العبارة - لو كان فلاح وعنده حمارة سيعطف عليها، ويبحث في أغراضها، ويحضر لها أكلها، ويسقيها، ويغسلها، ويحافظ عليها، وزوجته كلما رآها يضربها أو يشتمها .. ولا تجد منه غير ذلك، فبالله عليكم ماذا تفعل؟!!
قد لا تطلب الطلاق، ولكن حالها حال طلاق من هذا الرجل، وهذه هل ستحب الصالحين؟! وهل ستدعو أولادها وبناتها للسير مع الصالحين؟! لا، بل ستقول لهم: إياكم أن تمشوا مع أبيكم، أو مع من يمشي معهم، فهذا صفته كذا وكذا وفعل بي كذا وكذا، لماذا؟ لأنه نسي أنه قدوة.
فإن كنتُ في العمل - وهي من المآسي التي تحدث وأنا أتأذى منها - يسألون أين فلان؟ فيقال: غائب وله يومين في مولد السيدة زينب، أو مولد سيدي إبراهيم الدسوقي، لأنه درويش، وهل يغيب الإنسان عن العمل بدون إذن أو أجازة؟!! هذا الدرويش لمن أساء؟ أساء لكل الدراويش، وكلمة درويش يعني أدار وجهه إلى الله، بعد أن قام بكل ما عليه، لأنه لا يترك ما كُلِّف به، بل يفعل كل ما عليه.
فلا بد للإنسان أن يتذكر دائماً أنه قدوة في كل زمان ومكان، أنا في مكان ما في البلد، وأذن الأذان، فيجب أن أقول: هيا بنا نصلي، لماذا؟ لأنني قدوة، لكن لا يصح أن أجلس بعد أن يؤذن الأذان، وأقول لهم: لا يزال الوقت متسعاً نصلي قبل العصر بقليل، أو قبل المغرب، كيف ذلك؟ فأنت قدوة ويجب أن تكون أسبقهم في فرائض الله عز وجل، فأنت قدوة.
الأب توفاه الله، وترك شيئاً من حطام الدنيا الفاني، فعلى الفور أجمع إخوتي وأقول لهم: أهم شيء أُلفتنا ومحبتنا ومودتنا لكي نُرضي الله ورسوله، ونقر عين أبونا وهو في مكانه ومقامه عند الله عز وجل ، وهذه التركة كل واحد يختار ما يحب وما يرضيه، ومن يختار الأقل فأنا واثق أن الله سيُغنيه، ومن يطمع يُفنيه، وهي حقيقة نراها في المجتمع.
لكن يقولون: فلان يحضر مع الصالحين ويذكرون الله، ويقول لأخواته البنات: ليس لكُنَّ شيئ، هل تريدون أن أرض فلان الفلاني تذهب لفلان وعلان؟، وهم أزواج البنات، ومن تطالب بحقها لا تأتينا هنا ولا نذهب عندها، فمثل هذا سيكون سُبة في جبين الصالحين، ولن يكون ذلك لنفسه، ولكن سيكون سُبة لكل الصالحين الذين مشى معهم هنا أو هنا.
لكن مَن يمشي مع الصالحين تكون كلمته موثقة من رب العالمين وليس من الشهر العقاري، فيقولون: إذا قال فلان كلمة ينتهي الأمر، لأن كلمته موثقة ولا تنزل الأرض.
لكن أسمع أن فلان قال كذا، فيقولون: إن فلان هذا كذاب، فيقال: إنه يمشي مع الصالحين، فيقولون: لا يغرك ذلك، صحيح هو يمشي مع الصالحين لكنه يكذب على الدوام .. فلو نسي الإنسان في لحظة أنه قدوة سيزلّ أو يضلّ أو يكلّ والعياذ بالله تبارك وتعالى.
=======================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
==========
عندما يكون هذا الرجل معاملته لزوجته في منتهى الشدة والقسوة، جائز - ومعذرة في العبارة - لو كان فلاح وعنده حمارة سيعطف عليها، ويبحث في أغراضها، ويحضر لها أكلها، ويسقيها، ويغسلها، ويحافظ عليها، وزوجته كلما رآها يضربها أو يشتمها .. ولا تجد منه غير ذلك، فبالله عليكم ماذا تفعل؟!!
قد لا تطلب الطلاق، ولكن حالها حال طلاق من هذا الرجل، وهذه هل ستحب الصالحين؟! وهل ستدعو أولادها وبناتها للسير مع الصالحين؟! لا، بل ستقول لهم: إياكم أن تمشوا مع أبيكم، أو مع من يمشي معهم، فهذا صفته كذا وكذا وفعل بي كذا وكذا، لماذا؟ لأنه نسي أنه قدوة.
فإن كنتُ في العمل - وهي من المآسي التي تحدث وأنا أتأذى منها - يسألون أين فلان؟ فيقال: غائب وله يومين في مولد السيدة زينب، أو مولد سيدي إبراهيم الدسوقي، لأنه درويش، وهل يغيب الإنسان عن العمل بدون إذن أو أجازة؟!! هذا الدرويش لمن أساء؟ أساء لكل الدراويش، وكلمة درويش يعني أدار وجهه إلى الله، بعد أن قام بكل ما عليه، لأنه لا يترك ما كُلِّف به، بل يفعل كل ما عليه.
فلا بد للإنسان أن يتذكر دائماً أنه قدوة في كل زمان ومكان، أنا في مكان ما في البلد، وأذن الأذان، فيجب أن أقول: هيا بنا نصلي، لماذا؟ لأنني قدوة، لكن لا يصح أن أجلس بعد أن يؤذن الأذان، وأقول لهم: لا يزال الوقت متسعاً نصلي قبل العصر بقليل، أو قبل المغرب، كيف ذلك؟ فأنت قدوة ويجب أن تكون أسبقهم في فرائض الله عز وجل، فأنت قدوة.
الأب توفاه الله، وترك شيئاً من حطام الدنيا الفاني، فعلى الفور أجمع إخوتي وأقول لهم: أهم شيء أُلفتنا ومحبتنا ومودتنا لكي نُرضي الله ورسوله، ونقر عين أبونا وهو في مكانه ومقامه عند الله عز وجل ، وهذه التركة كل واحد يختار ما يحب وما يرضيه، ومن يختار الأقل فأنا واثق أن الله سيُغنيه، ومن يطمع يُفنيه، وهي حقيقة نراها في المجتمع.
لكن يقولون: فلان يحضر مع الصالحين ويذكرون الله، ويقول لأخواته البنات: ليس لكُنَّ شيئ، هل تريدون أن أرض فلان الفلاني تذهب لفلان وعلان؟، وهم أزواج البنات، ومن تطالب بحقها لا تأتينا هنا ولا نذهب عندها، فمثل هذا سيكون سُبة في جبين الصالحين، ولن يكون ذلك لنفسه، ولكن سيكون سُبة لكل الصالحين الذين مشى معهم هنا أو هنا.
لكن مَن يمشي مع الصالحين تكون كلمته موثقة من رب العالمين وليس من الشهر العقاري، فيقولون: إذا قال فلان كلمة ينتهي الأمر، لأن كلمته موثقة ولا تنزل الأرض.
لكن أسمع أن فلان قال كذا، فيقولون: إن فلان هذا كذاب، فيقال: إنه يمشي مع الصالحين، فيقولون: لا يغرك ذلك، صحيح هو يمشي مع الصالحين لكنه يكذب على الدوام .. فلو نسي الإنسان في لحظة أنه قدوة سيزلّ أو يضلّ أو يكلّ والعياذ بالله تبارك وتعالى.
=======================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد