مقدمة
================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وافر الجود كرمه وعطاوءه بغير حدود وفضله سابق ولاحق على كل موجود، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب المقام المحمود والكوثر المشهود وإمام الركع السجود وآله وصحبه ومن كان معه من الوفود.
وبعد،
هذه جملة من النصائح والتوجيهات التى وجهنا بها الأحباب السالكين الصادقين في طريق الله في بعض المناسبات وفي أماكن متفرقة بحسب زيارتنا لتلك الجهات، والأصل فيها تفقد أحوال السالكين وملاحظة أحوالهم وأفعالهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وتوجيههم إلى الأفضل فيها أجمعين، وكذلك تَبَيُنْ الحجب والقواطع التى تمنعهم من الوصول إلى فتح الله،
ومن حصول كل سالك على ما يتمناه من عطاءات الله وإكرامات الله وفضل الله، وإماطة الستائر عن هذه الحجب حتى يظهر للسالكين الصادقين الحقيقة التى ينبغي أن يواجهوا بها أنفسهم ليعبروا إلى مقامات العارفين والصديقين، وإحاطتهم بالعوائق المعنوية إن كانت في النفس أو في الآداب أو في السلوك وتجاوزها وعدم الوقوع فيها فيحجب الطالب بسببها، وقد قال الإمام الجنيد:
لو أن سالكاً سار إلى الله تعالى ألف عام ثم إلتفت عن الله تعالى نفساً لكان ما فاته في هذا النفس أكثر مما حصله في الألف عام".
وقد كان جُلّ سَير العارفين الصالحين يتوقف على الإحاطة بمعرفة هذه الحقائق، ولهذا قالوا: "سيروا إلى الله عرجاً ومكاسير فإن انتظار الصحة بطالة" ، وقيل أيضاً : "متلفت لا يصل، ومعرض عن الله لا يفلح"، قال سيدي أحمد الرفاعي رضى الله عنه : "طرقت إلى الله تعالى سبعين بابا فلم أدخل إلا من باب الذل" ، وقال الإمام أبوالعزائم t:
ألا يا أخي بالذل ترقى وترفعن
وبالزهد تعطى ما له تتشوق
نسأل الله تعالى أن يجملنا وأحبابنا أجمعين من القاصدين الصادقين معرفة أنفسنا والوقوف عند مكانتنا العبدية حتى يفتح لنا فتوحاته الوهبية ويشرق علينا بأنواره القدسية العلية، ويمتعنا بالنظر إلى شمس الحقيقة المحمدية وينظمنا في عقد أهل هذه المعية إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وافر الجود كرمه وعطاوءه بغير حدود وفضله سابق ولاحق على كل موجود، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب المقام المحمود والكوثر المشهود وإمام الركع السجود وآله وصحبه ومن كان معه من الوفود.
وبعد،
هذه جملة من النصائح والتوجيهات التى وجهنا بها الأحباب السالكين الصادقين في طريق الله في بعض المناسبات وفي أماكن متفرقة بحسب زيارتنا لتلك الجهات، والأصل فيها تفقد أحوال السالكين وملاحظة أحوالهم وأفعالهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وتوجيههم إلى الأفضل فيها أجمعين، وكذلك تَبَيُنْ الحجب والقواطع التى تمنعهم من الوصول إلى فتح الله،
ومن حصول كل سالك على ما يتمناه من عطاءات الله وإكرامات الله وفضل الله، وإماطة الستائر عن هذه الحجب حتى يظهر للسالكين الصادقين الحقيقة التى ينبغي أن يواجهوا بها أنفسهم ليعبروا إلى مقامات العارفين والصديقين، وإحاطتهم بالعوائق المعنوية إن كانت في النفس أو في الآداب أو في السلوك وتجاوزها وعدم الوقوع فيها فيحجب الطالب بسببها، وقد قال الإمام الجنيد:
لو أن سالكاً سار إلى الله تعالى ألف عام ثم إلتفت عن الله تعالى نفساً لكان ما فاته في هذا النفس أكثر مما حصله في الألف عام".
وقد كان جُلّ سَير العارفين الصالحين يتوقف على الإحاطة بمعرفة هذه الحقائق، ولهذا قالوا: "سيروا إلى الله عرجاً ومكاسير فإن انتظار الصحة بطالة" ، وقيل أيضاً : "متلفت لا يصل، ومعرض عن الله لا يفلح"، قال سيدي أحمد الرفاعي رضى الله عنه : "طرقت إلى الله تعالى سبعين بابا فلم أدخل إلا من باب الذل" ، وقال الإمام أبوالعزائم t:
ألا يا أخي بالذل ترقى وترفعن
وبالزهد تعطى ما له تتشوق
نسأل الله تعالى أن يجملنا وأحبابنا أجمعين من القاصدين الصادقين معرفة أنفسنا والوقوف عند مكانتنا العبدية حتى يفتح لنا فتوحاته الوهبية ويشرق علينا بأنواره القدسية العلية، ويمتعنا بالنظر إلى شمس الحقيقة المحمدية وينظمنا في عقد أهل هذه المعية إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد