سنن صلاة الجمعة: هام لكل مسلم
==================
صلاة الجمعة فريضة على المسلمين، لأن الله سبحانه وتعالى يقول فيها: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ " (9الجمعة) لم يقُل الله: فاسعوا إلى الصلاة، لأن أغلب المسلمين في هذا الزمان يظن أن المقصد منه صلاة ركعتي الجمعة، لكن لو كان المقصد الصلاة، فالجمعة ركعتين والظهر أربع ركعات، يعني الظهر أكثر، لكن الله قال في نص الآية: " فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله " (9الجمعة) التذكير الذي يحدث على المنبر من رسول الله، أو من ينوب عنه من العلماء بالله، فهذا الهدف الأسمى من فريضة الجمعة التي فرضها علينا الله سبحانه وتعالى.
ولذلك لا بد للمسلم أن يدخل المسجد قبل صعود الإمام إلى المنبر، حتى يأخذ الثواب على هذه الصلاة.
ما السنن التي سنَّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لصلاة الجمعة؟ أول هذه السنن أن الإنسان يغتسل ويلبس أحسن ما عنده عند توجهه إلى الصلاة، وإن كان عنده عُذرٌ يمنعه من الاغتسال يتوضأ، لقوله صلى الله عليه وسلَّم:
{ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ }[1]
يغتسل ويتوضأ في المنزل لأن النبي قال في الحديث القدسي عن الله:
{ إِنَّ بُيُوتِي فِي أَرضِي الْمَسَاجِدُ، وَإِنَّ زُوَّارِيَ مِنْهَا عُمَّارُهَا، فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي، وحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ }[2]
جُعلت الطهارة في المساجد للضرورات، لكن الأصل في الطهارة أن تكون في المنزل تقديساً لبيت الله تبارك وتعالى.
ولذلك لا يوجد في الحرمين الشريفين بداخلهما مكانٌ للوضوء، وإنما خارج المسجد، وكذلك في المساجد الكبرى عندنا دورات المياه خارج المسجد، تقديساً للمسجد وحتى يظل المسجد على الدوام مستعداً لطاعة الله وعبادة الله سبحانه وتعالى.
فيتطهر ويتوضأ ثم يلبس أحسن ما عنده، أو يلبس ملابس بيضاء لقوله صلى الله عليه وسلَّم:
{ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى اللَّهِ الْبَيَاضُ }[3]
ويغسل أسنانه جيداً إن كان بمعجون أسنان، أو بسواك، أو بهما معاً، حتى ولو في رمضان، ويضع عطراً حتى لا يشم من بجواره من المصلين إلا الرائحة الطيبة.
ويذهب في وقت يكفي لأن يقرأ قبل الصلاة سورة الكهف، لقوله صلى الله عليه وسلَّم:
{ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، غُفِرَ لَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَأُعْطِيَ نُورًا يَبْلُغُ إِلَى السَّمَاءِ وَوُقِيَ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ }[4]
فيحرص على قراءة سورة الكهف قبل الصلاة، ويحرص على أن يكون له وقتٌ في ليلة الجمعة، وفي يوم الجمعة للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لقوله صلوات ربي وتسليماته عليه:
{ أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عَلَى نَبِيِّكُمْ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ، وَالْيَوْمِ الأَزْهَرِ، لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ }[5]
هذه بعض السنن التي لا غنى لنا عنها.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حُسن الأدب في الدخول إلى بيته المبارك، وأن يرزقنا الأدب في الوقوف بين يديه، وأن يجعلنا من خيار المقبلين عليه.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
[1] صحيح مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] رواه أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
[3] مسند البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما
[4] الأمالي الخميسية للشجري عن عمرو بن سعيد الأموي رضي الله عنه
[5] شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
==================
صلاة الجمعة فريضة على المسلمين، لأن الله سبحانه وتعالى يقول فيها: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ " (9الجمعة) لم يقُل الله: فاسعوا إلى الصلاة، لأن أغلب المسلمين في هذا الزمان يظن أن المقصد منه صلاة ركعتي الجمعة، لكن لو كان المقصد الصلاة، فالجمعة ركعتين والظهر أربع ركعات، يعني الظهر أكثر، لكن الله قال في نص الآية: " فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله " (9الجمعة) التذكير الذي يحدث على المنبر من رسول الله، أو من ينوب عنه من العلماء بالله، فهذا الهدف الأسمى من فريضة الجمعة التي فرضها علينا الله سبحانه وتعالى.
ولذلك لا بد للمسلم أن يدخل المسجد قبل صعود الإمام إلى المنبر، حتى يأخذ الثواب على هذه الصلاة.
ما السنن التي سنَّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لصلاة الجمعة؟ أول هذه السنن أن الإنسان يغتسل ويلبس أحسن ما عنده عند توجهه إلى الصلاة، وإن كان عنده عُذرٌ يمنعه من الاغتسال يتوضأ، لقوله صلى الله عليه وسلَّم:
{ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ }[1]
يغتسل ويتوضأ في المنزل لأن النبي قال في الحديث القدسي عن الله:
{ إِنَّ بُيُوتِي فِي أَرضِي الْمَسَاجِدُ، وَإِنَّ زُوَّارِيَ مِنْهَا عُمَّارُهَا، فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي، وحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ }[2]
جُعلت الطهارة في المساجد للضرورات، لكن الأصل في الطهارة أن تكون في المنزل تقديساً لبيت الله تبارك وتعالى.
ولذلك لا يوجد في الحرمين الشريفين بداخلهما مكانٌ للوضوء، وإنما خارج المسجد، وكذلك في المساجد الكبرى عندنا دورات المياه خارج المسجد، تقديساً للمسجد وحتى يظل المسجد على الدوام مستعداً لطاعة الله وعبادة الله سبحانه وتعالى.
فيتطهر ويتوضأ ثم يلبس أحسن ما عنده، أو يلبس ملابس بيضاء لقوله صلى الله عليه وسلَّم:
{ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى اللَّهِ الْبَيَاضُ }[3]
ويغسل أسنانه جيداً إن كان بمعجون أسنان، أو بسواك، أو بهما معاً، حتى ولو في رمضان، ويضع عطراً حتى لا يشم من بجواره من المصلين إلا الرائحة الطيبة.
ويذهب في وقت يكفي لأن يقرأ قبل الصلاة سورة الكهف، لقوله صلى الله عليه وسلَّم:
{ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، غُفِرَ لَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَأُعْطِيَ نُورًا يَبْلُغُ إِلَى السَّمَاءِ وَوُقِيَ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ }[4]
فيحرص على قراءة سورة الكهف قبل الصلاة، ويحرص على أن يكون له وقتٌ في ليلة الجمعة، وفي يوم الجمعة للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لقوله صلوات ربي وتسليماته عليه:
{ أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عَلَى نَبِيِّكُمْ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ، وَالْيَوْمِ الأَزْهَرِ، لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ }[5]
هذه بعض السنن التي لا غنى لنا عنها.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حُسن الأدب في الدخول إلى بيته المبارك، وأن يرزقنا الأدب في الوقوف بين يديه، وأن يجعلنا من خيار المقبلين عليه.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
[1] صحيح مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] رواه أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
[3] مسند البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما
[4] الأمالي الخميسية للشجري عن عمرو بن سعيد الأموي رضي الله عنه
[5] شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما