حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    السكينة ودائرة الحفظ الإلهي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

     السكينة ودائرة الحفظ الإلهي Empty السكينة ودائرة الحفظ الإلهي

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين ديسمبر 12, 2022 5:56 am

    🌻🌹💧🕋 السكينة ودائرة الحفظ الإلهي 🕋🌻🌹💧
    ﴿ فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ والسكينة شيئٌ معنوى لا تراه العيون التي في الرءوس، ولا تظهر عليها النفوس وإنما تراها عيون القلوب بعد أن يفتحها المليك القدوس عزوجلّ على قلوب الأحباب فيصيرون بعد ذلك كما قالت الآية :وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ﴾ (26:الفتح) وما ذا يعني : يُلزمهم الله كلمة التقوى ؟ من ينزل عليه السكينة يكون من الذين يقول الله فيهم :
    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ (201:الأعراف) فهذه السكينة هي التي تعمل عليه وعلى جوارحه وعلى فؤاده وعلى حقائقه سياج من النور يجعله ينقبض عندما تقترب منه المعاصي والآثام والظلمات، وهذه دائرة نُسميها دائرة الحفظ الإلهي .
    [ فالعصمة للأنبياء، والحفظ للأولياء ] ..
    فكيف يتم لهم الحفظ يا إخواني ؟ هل سيُمنعون من دواعي المعصية ؟ .. حتى سيدنا يوسف عليه السلام تزينت له وتبرجّت له وقالت هٌيئت لك .. فأين الحفظ والعصمة وكيف أتت ؟

    إنه مع وجود الدواعي فلم يقع في الذنب ولم يرتكب هذا الإثم، فلو كان الله منعهم من دواعي المعصية، فكيف يأخذون أجراً على الجهاد لأن هذا ليس له جهاد كالملائكة لأن الله عزوجلّ فطرهم على الطاعة وحفظهم من المعصية وأسبابها فكانوا كما قال الله في شأنهم :
    لا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6:التحريم) فما هي النتيجة ؟
    أن الملائكة ليس لهم ترقيات ولا درجات، وكل واحدٍ منهم في المقام الذي أقامه فيه الله على ما هو عليه .. أنظر إلي الملائكة التي خُلقت من قبل الكائنات، لكن كل واحد منهم في مقامه :
    الذاكر في مقام الذكر .. والمصلّي على النبي في مقام الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم .. والمستغفر في مقام الإستغفار .. ومنهم من يُجهّز الجنة .. ومنهم حملة العرش .. وغيرهم وغيرهم .. لا يوجد ترقيات .. وهو ثابت كما هو .. لماذا ؟
    لأنه ليس عنده مجاهدات وفُطر على طاعة الله، ونشأ على عبادة الله، فليس عنده فتن ولا عنده شهوة تُحركّه نحو هذه الفتن، ولا يوجد شهوة بداخله لطعام ولا لشراب ولا لنكاح ولا لجماع، ولا توجد حوله فتنٌ أيضاً لا توجد نساء ولا خيرات ولا مناصب من فتن الدنيا التي تفتن الإنسان وتجعله يتلتفت عن طريق الرحمن عزوجلّ . وهل أولياء الله على هذه الكيفية ؟ لا .. ربنا قال في شأنهم :
    ﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ الله ﴾ (163:آل عمران) وليس درجة واحدة ..
    وهذه الدرجات على أى أساس يا رب ؟ :
    ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ ﴾ (13:الحجرات) ولم يقل إن أكرمكم عند الله التقيّ فلو قال ذلك لكانت درجة التقوى واحدة، ولكنه قال : أتقاكم .. لأن هناك تُقى وأتقي وأتقي ولا يزال الإنسان يرتقي في درجات التقوى حتى يكون كما سمعنا الآيات :
    ﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ﴾ (26:الفتح) يُلزمهم بهذه الكلمة، وهذه الحالة تجعلهم يأتي إليهم الحفظ من الله عزوجلّ فيكون الواحد منهم لو عُرضت عليه خزائن الدنيا وأموالها وذهبها وكل ما فيها من خيرات لكي تلفته عن طريق الله عزوجلّ طرفة عين، فلا تؤثّر فيه لا قليلاً ولا كثير .. فلو عُرضت عليه الدنيا بما فيها لم تلفقته عن الله عزوجلّ طرفة عين .. لماذا ؟
    لأن الله يحفظه بحفظه الإلهي وهو الذي يحفظه من الوقوع في الدنيا، لكن لو تخلّت عناية الله عزوجلّ عن العبد طرفة عين فإنه يبحث عن دواعي المعصية .
    ولكن لو تجمعت وتزينت كل أنواع المعاصي وكان معه حفظ الله، فإن المعاصي وإن تنوعت لا تستطيع أن تُغوي الإنسان، لأن الله عزوجلّ يحفظه بحفظه وهو الذي يتولاه :﴿ فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ (64:يوسف) .
    فدائرة الحفظ الإلهي هذه يا إخوانا تُحصّن المؤمنين بعد نزول السكينة على قلوبهم من الله عزوجلّ .
    والسكينة نورٌ من الله يغشى صدور المخلصين ويجعل الأبواب مع هذا الإنسان مغلقة وموصدة أمام الشيطان، فيكون كما قال الله عزوجلّ :
    ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ (42:الحجر) فمن أين يدخل ؟ لأنه لايوجد شيئٌ من داخله يستدعيه، فالنفس نزعت عن الشر وإتجهت إلي الخير بالكلية ولم تعد تأمر بالشر وتحُث عليه، وإنما تسوق صاحبها شوقاً حسيساً إلي مراد الله وإلي طاعة الله وعلى الحُسن بالإقبال على الله عزوجلّ .
    ودارت السكينة وهي تُرفرف على الإنسان يراها بعين القلب كما حدث مع سيدنا أسيد بن الحُضير رضى الله عنه وأرضاه عندما كان يتلو القرآن في منزله وبجواره فرسه التي كان يركبها، وإبنه كان نائماً .. فأحسَّ أثناء قراءته للقرآن بأن الفرس تترحك بحركة غير عادية، فخاف أن تدوس ولده وهو نائم بأقدامها وكان في الليل فأنهى تلاوته مسرعاً ونظر فوجد عجباً ..
    رأى في سقف الحُجرة مصابيح وثُريات وكلها أنوار نجف نازلة من سقف الغرفة وكلها أنوار ولم يكن على عهدهم كهرباء ولا حتى لمبة جاز كما في عصرنا الآن، ولكن كانت الشمعة فقط فأسرع إلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخبره بالخبر، فقال له صلّى الله عليه وسلّم :
    ( تلك الملائكة تنزلت بالسكينة من تلاوتك القرآن ولو واصلت إلي وتدٍ لظلت حتى يراها الناس عند الصباح ) ) وفي رواية أخرى :
    ( تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت يَنظُر الناس إليها لا تتوارى منهم ) .. فالملائكة تنزل بالسكينة وتوضع في قلب العبد، لأن السكينة تنزل على قلوب المؤمنين وإذا تعرضوا لشياطسن الأرض فإن حفظ الله عزوجلّ يحفظهم من الوقوع في مثل هذه المعاصي .
    🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
    🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:26 pm