مدحك في رسول الله يرفع قدرك لا قدره
الإمام أبوالعزائم رضي الله عنه وأرضاه لما تكلم عن رسول الله وأفاض فى الكلام عنه قال فى النهاية:
(( وكلٌ يتكلم على قدره بما شرح الله صدره، أما كمالات هذا الدُرى المنير الممنوحة من العلى الوهاب ففوق الإدراك والتصوير، وماذا نقول فيمن قال الله فيه: {وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين }
[الأنبياء] وماذا نقول فيمن قال الله فيه:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }﴿سبأ ٢٨﴾ثم قال بعد ذلك:
على قدرى أصوغ لك المديحا
ومدحك صاغه ربى صريحا
ومن أنا يا إمام الرسل حتى
أوفِّى قدرك السامى شروحا
ولكنى أحبك ملء قلبى
فأسعد بالوصال فتىً جريحا
وداوى بالوصال فتىً معنَّى
يروم القرب منك ليستريحا
فكل واحد فينا يتكلم على قدر ما يهبه مولاه من فتح فى آيات كتاب الله، لكن كمالات رسول الله
لن يستطيع أحد من الأولين ولا الآخرين أن يصل إلى بعض ذرة مما مدح الله به وأثنى عليه به فى كتابه!!
فيجب أن ننتبه جميعاً لمثل هذه القضايا، ولابد أن ندافع عن سيدنا رسول الله وننتصر لسيدنا رسول الله
لأن الله هو الذى أمرنا فى كتاب الله بذلك، فإذا لم تفعل فقد تخليت عن الوصية الإلهية التى أوصاك بها ربُّ البرية،
فلابد أن نبين للناس هذه الحقائق ولا نترك الساحة لمن يقدحون فى رسول الله، ويحاولون أن يُنزلوا من مقامه العظيم الجاه الذى أحلَّه فيه مولاه.
فمن الجائز أن معظم ما حلَّ بالمسلمين فى هذا الزمان بسبب قلة الحبِّ لرسول الله تأثراً بالسماع من هؤلاء القوم المبعدين
كيف ذلك؟ ياإخوانى ... مادامت الناس تحبُّ رسول الله فإنها ستحرص على سنته، وتحرص على أخلاقه، وتحرص على كمالاته، .. مادامت تحبه فستحرص على العمل بشريعته، وعندها يكون المجتمع كله { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ}
لكن عندما يقل عند الناس حبُّ رسول الله يبدأون بالتفريط فى سُنَّته،
وكذا يبدأون فى التكاسل عن الأوامر الشرعية، وعن تنفيذ التعليمات الربانية، .... وعندها تظهر فى الأُمة التحذيرات القرآنية:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور 63)}