النبي صلى الله عليه وسلم
معلما ومربيا
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد
🥦🥦🥦
الحمد لله رب العالمين، أرسل لنا نبي الهدى ورسول الرحمة و القدوة الطيبة لنا وللمؤمنين أجمعين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، آله رؤوف بخلقه رحيم بعباده لطيف بجميع الكائنات ومن لطفه أن هدانا إلى الطاعات وحمانا ووقانا جميعا من المعاصي والسيئات.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أكرمه الله عز وجل برسالته وأمره بتبليغ شريعته ووعد من اتبعه بدخول جنة وتوعد من عصاه وخالف هديه بالخلود في دار شقوته.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد أكرم الأكرمين وأجود الأجودين والرحمة العظمى لجميع العالمين.
أما بعد...
فيا إخواني ويا أحبابي
سمعنا معاً توجيهاً من الله عز وجل لنا أجمعين في قرآنه الكريم، قال لنا فيه
"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (21 الأحزاب)
ولكي نعمل بهذه الآية، حتى نكون من أهل العناية، وجب علينا أن نعلم أحواله وأخلاقه وأفعاله وسلوكياته في كل أحيانه،
ونحن في هذا الوقت القصير لا نستطيع إتيان كل هذه الأحوال وكل هذه الأفعال لكننا نذكر نبذة مختصرة عن حاله في تعامله مع الآخرين، لعلَّنا نتأسَّى به في حياتنا، فنتعلم ونتأدب ونمشي على دربه إماماً لنا فنُخفّف من غَلْواء هذه الحياة على أنفسنا، وعلى إخواننا أجمعين
فقد كان صلى الله عليه وسلم في تعامله مع إخوانه صُورة للأدب العالي قلَّما يجُود بها الله عز وجل على أحد من الناس!!
🥦فقد كان صلى الله عليه وسلم يُحدِّث أصحابه، ومن شدّة حياءه لا يستطيع أن يثبت بصره في عين أحدهم أثناء الحديث، حتى قالوا في شأنه صلى الله عليه وسلم
{كَانَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا} [رواه مسلم وابن حبان وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]
يعنى البنت البكر في خلوتها....
وكان إذا تكلم يتكلم بترسّل وبصوت هادئ تقول فيه السيدة عائشة رضي الله عنه:
{ مَا كانَ رَسُولُ اللَّهِ يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ يُبَيِّنُهُ فَصْلٌ يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إلَيْهِ } [أخرجه أبو داود وأحمد والنسائي]
يكاد يعدّه العادّ لهدوئه وترتيب كلماته واتّضاح مخارجه،
حتى أنك إذا استمعت إليه لا يكاد يفوتك كلمة من كلماته !
كان إذا تكلّم ينصت جُلساؤه، وإذا تكلَّم أحد جلسائه أنصت حتى ينتهى حديثه
وقد علّم أصحابه ذلك حتى لا يُقاطع بعضهم بعضاً، ولا ينصرف مَنْ في المجلس إلى الأحاديث الجانبية، فتصير غوغاء هذا يتحدث مع هذا، وذاك مع ذاك.
وكان إذا أراد أن يُفضي بسرّ إلى واحد منهم، انتظر حتى ينفض المجلس، ثم استدعاه وحدَّثه فيما بينه وبينه.
ويقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه مُعلِّماً:
{ إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا. فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ }[ رواه الشيخان ومالك عن ابن عمر رضي الله عنهما]
فلو كنا ثلاثة نجلس مع بعضنا ..، وأخذ اثنان منا يتكلمان مع بعضهما فقط ولا يُسمعان الثالث ...، فإنه ربما يظن أنهم يتحدثون عنه، أو أنهم لا يجدون فيه ثقة ليُسمِعوه حديثهم !!، فيحزن في نفسه.
وكان صلى الله عليه وسلم في نهاية المجلس يعلمهم ويقول لهم :
{ الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ }[ رواه الديلمى والقضاعي والعسكري عن علي رضي الله عنه]
يعنى المجلس الذي جلستموه لا تكشفوا سرّه، ولا تخبروا بشأنه إلا إذا استأذنتم من الحاضرين والسامعين، حرصاً على العلاقات بين المؤمنين أجمعين.
وكان مجلسه صلى الله عليه وسلم كما قيل فيه:
{مجلس علم ورحمة، لا تُؤبَّن فيه الحرمات، ولا تُنْتهك فيه الأعراض}
يعنى لا تذكر فيه الغيبة والنميمة، ولا الوقيعة، ولا السبّ والشّتم، ولا المؤامرات ولا المخادعات أو ما شاكل ذلك.
وكان من أدبه صلى الله عليه وسلم إذا وضع يده في يد إنسان لا يسحب يده حتى يكون الرجل هو الذي يسحب يده،
وإذا نادى أصحابه يناديهم بأحب أسمائهم، ويكنِّيهم بأكبر أبنائهم، والذي حُرم من نعمة الولد كان يكنيه بأبي يحي تبشيراً له بأن الله قد يرزقه كما رزق سيدنا زكريا عليه السلام بعد أن بلغ ثمانين عاماً بغلامه يحي.
آداب كثيرة لا نستطيع أن نُحيط بها، ولكننا في أشدَّ الحاجة إليها في زماننا هذا.
ما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة التي جعلها نبينا صدقة، وما أحوجنا إلى البسمة الطيبة التي قال فيها نبينا صلى الله عليه وسلم:
{ تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ }[ رواه الترمذي عن أبي ذر وأحمد والترمذي وابن حبان عن أبي الدرداء].
ما أحوجنا إلى أن ننْبذ الجَفوة والغِلْظة في معاملة إخواننا وقد سمعنا الله عز وجل يقول لنبينا صلى الله عليه وسلم
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ"(159 آل عمران)
وانظروا كيف علمنا صلى الله عليه وسلم الرحمة بمن يعملون معنا
عندما رأى جارية واقفة تبكى، أخذته الشفقة عليها فذهب نحوها وقال:
ما يبكيك؟ فقالت:
أرسلني أهلي بإناء فوقع من يدي فانكسر .. فأخاف منهم أن يضربوني !!
فأخذها صلى الله عليه وسلم وذهب معها إلي أهلها، وقال لهم:
{ لاَ تَضْرِبُوا إِمَاءَكُمْ عَلَى كَسْرِ إِنَائِكُمْ فَإِنَّ لَهَا آجَالاً كَآجَالِكُمْ }[ أحمد عن كعب عن عجرة]
آداب عالية، وأخلاق راقية، ليتنا في هذه الأيام نطالع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فإني أعجب لمن يدرسّون علم الاتيكيت، كيف غاب عنهم هذه الأحوال في سلوك رسول الله؟
وهل يجدون مثله أو ما يشابهه أو ما يقاربه عند غيره؟ كلا!
إنه كما قال حسان بن ثابت رضى الله عنه وأرضاه في شأنه:
وأجمل منك لم تر قط عيني
وأكمل منك لم تلد النساء
خُلقت مُبرّءاً من كل عيب
كأنك قد خُلقت كما تشاء
قال صلى الله عليه وسلم:
{ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ ـ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ ـ إلاّ تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ وَلاَ فَخْرَ }[ رواه أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي فَلَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ }[ ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]
أو كما قال
🤲ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين الذي هدانا للإسلام وجعلنا مسلمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا ربَّ العالمين.
أما بعد...
فيا إخواني ويا أحبابي في الله ورسوله أجمعين ..
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله في السر والعلانية، وأنهاكم وأنهى نفسي عن مخالفته وعصيان أمره لقوله جلَّ شأنه:
"مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" (46 فصلت)
علينا يا إخواني في هذه الأيام أن نطالع الأخلاق المحمدية، والأوصاف النبوية.
كلنا والحمد لله قد حفظ سيرته وقد علم مسيرته لكننا جميعاً نحتاج إلى هيئته وإلى حلمه وإلى حنانه وإلى عطفه وإلى شفقته وحنانته، وإلى معاملاته وأدبه صلى الله عليه وسلم مع الآخرين حتى نحتذى حذوه، ونكون خلفه صلى الله عليه وسلم فيكرمنا الله عز وجل بما أكرمه به من العزة والتمكين
🤲نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن اتباعه، وأن يوفقنا للسير على منهاجه 🤲
🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو
الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد
معلما ومربيا
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد
🥦🥦🥦
الحمد لله رب العالمين، أرسل لنا نبي الهدى ورسول الرحمة و القدوة الطيبة لنا وللمؤمنين أجمعين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، آله رؤوف بخلقه رحيم بعباده لطيف بجميع الكائنات ومن لطفه أن هدانا إلى الطاعات وحمانا ووقانا جميعا من المعاصي والسيئات.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أكرمه الله عز وجل برسالته وأمره بتبليغ شريعته ووعد من اتبعه بدخول جنة وتوعد من عصاه وخالف هديه بالخلود في دار شقوته.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد أكرم الأكرمين وأجود الأجودين والرحمة العظمى لجميع العالمين.
أما بعد...
فيا إخواني ويا أحبابي
سمعنا معاً توجيهاً من الله عز وجل لنا أجمعين في قرآنه الكريم، قال لنا فيه
"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (21 الأحزاب)
ولكي نعمل بهذه الآية، حتى نكون من أهل العناية، وجب علينا أن نعلم أحواله وأخلاقه وأفعاله وسلوكياته في كل أحيانه،
ونحن في هذا الوقت القصير لا نستطيع إتيان كل هذه الأحوال وكل هذه الأفعال لكننا نذكر نبذة مختصرة عن حاله في تعامله مع الآخرين، لعلَّنا نتأسَّى به في حياتنا، فنتعلم ونتأدب ونمشي على دربه إماماً لنا فنُخفّف من غَلْواء هذه الحياة على أنفسنا، وعلى إخواننا أجمعين
فقد كان صلى الله عليه وسلم في تعامله مع إخوانه صُورة للأدب العالي قلَّما يجُود بها الله عز وجل على أحد من الناس!!
🥦فقد كان صلى الله عليه وسلم يُحدِّث أصحابه، ومن شدّة حياءه لا يستطيع أن يثبت بصره في عين أحدهم أثناء الحديث، حتى قالوا في شأنه صلى الله عليه وسلم
{كَانَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا} [رواه مسلم وابن حبان وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]
يعنى البنت البكر في خلوتها....
وكان إذا تكلم يتكلم بترسّل وبصوت هادئ تقول فيه السيدة عائشة رضي الله عنه:
{ مَا كانَ رَسُولُ اللَّهِ يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ يُبَيِّنُهُ فَصْلٌ يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إلَيْهِ } [أخرجه أبو داود وأحمد والنسائي]
يكاد يعدّه العادّ لهدوئه وترتيب كلماته واتّضاح مخارجه،
حتى أنك إذا استمعت إليه لا يكاد يفوتك كلمة من كلماته !
كان إذا تكلّم ينصت جُلساؤه، وإذا تكلَّم أحد جلسائه أنصت حتى ينتهى حديثه
وقد علّم أصحابه ذلك حتى لا يُقاطع بعضهم بعضاً، ولا ينصرف مَنْ في المجلس إلى الأحاديث الجانبية، فتصير غوغاء هذا يتحدث مع هذا، وذاك مع ذاك.
وكان إذا أراد أن يُفضي بسرّ إلى واحد منهم، انتظر حتى ينفض المجلس، ثم استدعاه وحدَّثه فيما بينه وبينه.
ويقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه مُعلِّماً:
{ إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا. فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ }[ رواه الشيخان ومالك عن ابن عمر رضي الله عنهما]
فلو كنا ثلاثة نجلس مع بعضنا ..، وأخذ اثنان منا يتكلمان مع بعضهما فقط ولا يُسمعان الثالث ...، فإنه ربما يظن أنهم يتحدثون عنه، أو أنهم لا يجدون فيه ثقة ليُسمِعوه حديثهم !!، فيحزن في نفسه.
وكان صلى الله عليه وسلم في نهاية المجلس يعلمهم ويقول لهم :
{ الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ }[ رواه الديلمى والقضاعي والعسكري عن علي رضي الله عنه]
يعنى المجلس الذي جلستموه لا تكشفوا سرّه، ولا تخبروا بشأنه إلا إذا استأذنتم من الحاضرين والسامعين، حرصاً على العلاقات بين المؤمنين أجمعين.
وكان مجلسه صلى الله عليه وسلم كما قيل فيه:
{مجلس علم ورحمة، لا تُؤبَّن فيه الحرمات، ولا تُنْتهك فيه الأعراض}
يعنى لا تذكر فيه الغيبة والنميمة، ولا الوقيعة، ولا السبّ والشّتم، ولا المؤامرات ولا المخادعات أو ما شاكل ذلك.
وكان من أدبه صلى الله عليه وسلم إذا وضع يده في يد إنسان لا يسحب يده حتى يكون الرجل هو الذي يسحب يده،
وإذا نادى أصحابه يناديهم بأحب أسمائهم، ويكنِّيهم بأكبر أبنائهم، والذي حُرم من نعمة الولد كان يكنيه بأبي يحي تبشيراً له بأن الله قد يرزقه كما رزق سيدنا زكريا عليه السلام بعد أن بلغ ثمانين عاماً بغلامه يحي.
آداب كثيرة لا نستطيع أن نُحيط بها، ولكننا في أشدَّ الحاجة إليها في زماننا هذا.
ما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة التي جعلها نبينا صدقة، وما أحوجنا إلى البسمة الطيبة التي قال فيها نبينا صلى الله عليه وسلم:
{ تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ }[ رواه الترمذي عن أبي ذر وأحمد والترمذي وابن حبان عن أبي الدرداء].
ما أحوجنا إلى أن ننْبذ الجَفوة والغِلْظة في معاملة إخواننا وقد سمعنا الله عز وجل يقول لنبينا صلى الله عليه وسلم
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ"(159 آل عمران)
وانظروا كيف علمنا صلى الله عليه وسلم الرحمة بمن يعملون معنا
عندما رأى جارية واقفة تبكى، أخذته الشفقة عليها فذهب نحوها وقال:
ما يبكيك؟ فقالت:
أرسلني أهلي بإناء فوقع من يدي فانكسر .. فأخاف منهم أن يضربوني !!
فأخذها صلى الله عليه وسلم وذهب معها إلي أهلها، وقال لهم:
{ لاَ تَضْرِبُوا إِمَاءَكُمْ عَلَى كَسْرِ إِنَائِكُمْ فَإِنَّ لَهَا آجَالاً كَآجَالِكُمْ }[ أحمد عن كعب عن عجرة]
آداب عالية، وأخلاق راقية، ليتنا في هذه الأيام نطالع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فإني أعجب لمن يدرسّون علم الاتيكيت، كيف غاب عنهم هذه الأحوال في سلوك رسول الله؟
وهل يجدون مثله أو ما يشابهه أو ما يقاربه عند غيره؟ كلا!
إنه كما قال حسان بن ثابت رضى الله عنه وأرضاه في شأنه:
وأجمل منك لم تر قط عيني
وأكمل منك لم تلد النساء
خُلقت مُبرّءاً من كل عيب
كأنك قد خُلقت كما تشاء
قال صلى الله عليه وسلم:
{ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ ـ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ ـ إلاّ تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ وَلاَ فَخْرَ }[ رواه أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي فَلَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ }[ ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]
أو كما قال
🤲ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين الذي هدانا للإسلام وجعلنا مسلمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا ربَّ العالمين.
أما بعد...
فيا إخواني ويا أحبابي في الله ورسوله أجمعين ..
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله في السر والعلانية، وأنهاكم وأنهى نفسي عن مخالفته وعصيان أمره لقوله جلَّ شأنه:
"مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" (46 فصلت)
علينا يا إخواني في هذه الأيام أن نطالع الأخلاق المحمدية، والأوصاف النبوية.
كلنا والحمد لله قد حفظ سيرته وقد علم مسيرته لكننا جميعاً نحتاج إلى هيئته وإلى حلمه وإلى حنانه وإلى عطفه وإلى شفقته وحنانته، وإلى معاملاته وأدبه صلى الله عليه وسلم مع الآخرين حتى نحتذى حذوه، ونكون خلفه صلى الله عليه وسلم فيكرمنا الله عز وجل بما أكرمه به من العزة والتمكين
🤲نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن اتباعه، وأن يوفقنا للسير على منهاجه 🤲
🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو
الدخول على موقع فضيلة
الشيخ فوزي محمد أبوزيد