

علينا هنا أن نتسائل لماذا نزل الدين؟
نزل الدين لصلاح الدنيا وسعادة الآخرة.
فإن الله عز وجل وهو على كل شيء قدير ، خلق الإنسان وله قوى ملكوتية روحانية نورانية .. كالروح والقلب والعقل والسر والخفا والأخفى ..كل ذلك قوى نورانية ملكوتية ، حتى أن البشر جميعاً لا يعلمون عن هذه القوى الخفية أي شيء ، ولو قليل مع تقدم العلوم وانتشار الفهوم
وجعل الله للإنسان قوة من عالم الأرض يمشي ويتحرك بها ، وينفذ ما تريده القوى الإلهية والنورانية والملكوتية فيه بها وهي هذا الجسم.

ولذلك فإن الإنسان عندما تأخذه ثورة الغضب تجد أنه يقلد الوحوش في فعله :
فيضرب بيده كالأسد ، أو يضرب برأسه كالثور ، أو يرفس برجله كالحمار، أو يبصق من فمه كالثعبان ، فهو هنا يقلد الأعمال التى جعلها الله عز وجل في هذه الأمم التى قال فيها:
"أمم أمثالكم" ، فقد جعلها أمثالاً للإنسان ، ومهما كان عليه من خير ومهما جهَّز الله له من خيرات ومسرات إلا أن هذا السلوك وهذا الطبع يغلب عليه في كل أدواره الدنيوية لأنه قطع صلته بقواه المعنوية وقواه الروحانية النورانية التى أوجدها فيه رب البرية عز وجل .

فلماذا ينتحرون مع ما لديهم من مقومات هذه الحياة؟
ذلك لأن الإنسان عندهم لم يعمل التوازن بين القوى الظاهرية والقوى الباطنية.


