المنهج الوسط لسيد الأولين والآخرين
نحن نمشى على المنهج الوسطى الذي كان عليه سيد الأولين والآخرين والذي قال لنا الله فيه:
{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[143 البقرة].
إذاً لا يجوز لرجل منا أو ينتسب إلينا أن يترك أهله وذويه ويذهب إلى مكان منعزل إن كان فى مسجد خرب أو في صحراء ويزعم أنه تفرغ لعبادة الله لأن هذا ليس نهجاً،
قيامه ليلة على رعاية ابن مريض خير من قيامه ألف ليلة صلاة للحميد المجيد عز وجل، ليس من منهجنا العزوبية بأن يظل المرء مع الاستطاعة البدنية والمالية منصرفاً عن الزواج بحجة أن هذا أقوى له على طاعة الله
لقول الحبيب صلي الله عليه وسلم :
{... أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إني لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّى أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّى وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سنتي فَلَيْسَ مِنِّى}(1)
ليس من هدينا أن يظهر الإنسان في صورة ذرية فى ملابسه وهيئته مع استطاعته المادية بحجة أن هذا لتقويم نفسه، إن منهج الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه الذي نحن أتباعه قال لنا فيه:"تزوج أجمل النساء وكل أشهى الطعام واشرب أفخر الشراب واستخدم ألين الفراش على أن يكون كل ذلك من حلال وتشكر الله عز وجل عليه بعد ذلك". ....
لكن الآن مثلاً أنا مسافر وذاهب إلى أسوان ومعى المال فبدلاً من أن أسافر فى قطار مكيف أسافر فى قطار عادى بحجة أن هذا جهاد للنفس والصالحون كانوا كذلك! من قال ذلك من الصالحين؟! هذا نظام الزاهدين، والزاهدون شئ والعارفون شئ آخر!!
لو أنَّ الله وسَّع علىَّ ومعي الأموال وأطعم أولادي فى كل وجبة عسل أسود بحجة أن هذا جهاد لأنفسهم، أى جهاد هذا؟! لو ليس معى أمشى على قدرى، لكن لو كان معى فلماذا لا أوسِّع على من معى؟!
معي الأموال وأرفض أن آتى لأولادي بمروحة أو تكييف بحجة أن هذا تبذير وأقول أن الصالحين كانوا ينامون في الصيف فى فرن ليجاهدون أنفسهم، هل هذا جهاد للنفس؟! وعلى منهج من هذا الجهاد؟!
الحبيب الأعظم صلي الله عليه وسلم رُوى عنه أنه لما أقبلت الوفود للدخول فى دين الله أفواجاً اشترى حلة لمقابلة الوفود بسبعة وعشرين جمل، هل كان فى ذلك تبذير أو إسراف؟ لا:
{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } [32 الأعراف] يكون معه المال وتكون عبادته قيام الليل ويصوم النهار بحجة أن هذا منهج الصالحين، نقول له: يا هذا لقد أدخلت نفسك فى غير مدخلها فقيام الليل وصيام النهار للفقراء الذين لا يملكون أما أنت فعبادتك الإنفاق:
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }[3 البقرة]
يقوم الليل ويصوم النهار وهو مقتر ويظن أن هذه هي العبادة، أي عبادة هذه؟! عبادتك الإنفاق، لأن لكل إنسان عبادته، حتى تدخل في قول الخلاق:
{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }[7 إبراهيم]
إذاً نحن فى كل مراحل جهادنا لأنفسنا نقتدي بحبيب الله ومصطفاة، ومَن بعده من الصحابة والتابعين الصادقين والعلماء العارفين العاملين...
الذين قال فيهم الله:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [90 الأنعام]
(1)صحيح البخاري ومسلم عن أنس بن مالك.
{نسمات القرب )
{لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
نحن نمشى على المنهج الوسطى الذي كان عليه سيد الأولين والآخرين والذي قال لنا الله فيه:
{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[143 البقرة].
إذاً لا يجوز لرجل منا أو ينتسب إلينا أن يترك أهله وذويه ويذهب إلى مكان منعزل إن كان فى مسجد خرب أو في صحراء ويزعم أنه تفرغ لعبادة الله لأن هذا ليس نهجاً،
قيامه ليلة على رعاية ابن مريض خير من قيامه ألف ليلة صلاة للحميد المجيد عز وجل، ليس من منهجنا العزوبية بأن يظل المرء مع الاستطاعة البدنية والمالية منصرفاً عن الزواج بحجة أن هذا أقوى له على طاعة الله
لقول الحبيب صلي الله عليه وسلم :
{... أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إني لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّى أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّى وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سنتي فَلَيْسَ مِنِّى}(1)
ليس من هدينا أن يظهر الإنسان في صورة ذرية فى ملابسه وهيئته مع استطاعته المادية بحجة أن هذا لتقويم نفسه، إن منهج الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه الذي نحن أتباعه قال لنا فيه:"تزوج أجمل النساء وكل أشهى الطعام واشرب أفخر الشراب واستخدم ألين الفراش على أن يكون كل ذلك من حلال وتشكر الله عز وجل عليه بعد ذلك". ....
لكن الآن مثلاً أنا مسافر وذاهب إلى أسوان ومعى المال فبدلاً من أن أسافر فى قطار مكيف أسافر فى قطار عادى بحجة أن هذا جهاد للنفس والصالحون كانوا كذلك! من قال ذلك من الصالحين؟! هذا نظام الزاهدين، والزاهدون شئ والعارفون شئ آخر!!
لو أنَّ الله وسَّع علىَّ ومعي الأموال وأطعم أولادي فى كل وجبة عسل أسود بحجة أن هذا جهاد لأنفسهم، أى جهاد هذا؟! لو ليس معى أمشى على قدرى، لكن لو كان معى فلماذا لا أوسِّع على من معى؟!
معي الأموال وأرفض أن آتى لأولادي بمروحة أو تكييف بحجة أن هذا تبذير وأقول أن الصالحين كانوا ينامون في الصيف فى فرن ليجاهدون أنفسهم، هل هذا جهاد للنفس؟! وعلى منهج من هذا الجهاد؟!
الحبيب الأعظم صلي الله عليه وسلم رُوى عنه أنه لما أقبلت الوفود للدخول فى دين الله أفواجاً اشترى حلة لمقابلة الوفود بسبعة وعشرين جمل، هل كان فى ذلك تبذير أو إسراف؟ لا:
{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } [32 الأعراف] يكون معه المال وتكون عبادته قيام الليل ويصوم النهار بحجة أن هذا منهج الصالحين، نقول له: يا هذا لقد أدخلت نفسك فى غير مدخلها فقيام الليل وصيام النهار للفقراء الذين لا يملكون أما أنت فعبادتك الإنفاق:
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }[3 البقرة]
يقوم الليل ويصوم النهار وهو مقتر ويظن أن هذه هي العبادة، أي عبادة هذه؟! عبادتك الإنفاق، لأن لكل إنسان عبادته، حتى تدخل في قول الخلاق:
{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }[7 إبراهيم]
إذاً نحن فى كل مراحل جهادنا لأنفسنا نقتدي بحبيب الله ومصطفاة، ومَن بعده من الصحابة والتابعين الصادقين والعلماء العارفين العاملين...
الذين قال فيهم الله:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [90 الأنعام]
(1)صحيح البخاري ومسلم عن أنس بن مالك.
{نسمات القرب )
{لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد