الرحمة العظمى لجميع العالم
----------------------
رحمة رسول الله بالمؤمنين في الدنيا والآخرة
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبين هذه الرحمة، فكان في إحدى الغزوات وامرأةٌ من المشركين سقط صبيها بعيداً عنها، فأخذت تبحث عنه وهي ملهوفة حتى عثرت عليه، فارتمت عليه واحتضنته وكادت تُزمه زمَّاً من شدة احتضانها له، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه المباركين:
{ أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ، قالوا: لَا، فَقَالَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا } 1
ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم في بيان متسلسل سعة رحمة الله التي يقول فيها في الحديث الصحيح:
{ إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً فِي الدُّنْيَا تَتَرَاحَمُونَ بِهَا}2
وفي رواية أخرى:
{ جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ }2
إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، واحدةٌ منها في الأرض، فبها تتراحم الناس، وبها تشفق الأم على وليدها، وبها ترفع الدابة حافرها عن صغيرها، وادَّخر التسعة والتسعين ليوم القيامة، وبَيَّن صلى الله عليه وسلم هذه الرحمة فقال:
{ مَثَلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ }3
وفي رواية أخرى:
{ مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلا كَحَلَقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ }
مثل السماوات السبع، والأراضين السبع، بالنسبة للعرش كحلقة حديد ملقاة في أرض صحراء، ومثل العرش بالنسبة للكرسيِّ كذرة رمل في هذا الصحراء واسعة.
ثم يأتي قول الله : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
(156الأعراف) رحمة الله وسعت العوالم كلها، العالية والدانية، الأرضية والسماوية، لنعلم أن الله أعزَّ أوصافه هي الرحمة.
***********************************
(1)البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2) المطالب االعالية لابن حجر عن أبي ذر رضي الله عنه
(3)حلية الأولياء لأبي نعيم عن أبي ذر رضي الله عنه
--------------------------------------------------------------
كتاب (خصائص النبي الخاتم)
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد
----------------------
رحمة رسول الله بالمؤمنين في الدنيا والآخرة
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبين هذه الرحمة، فكان في إحدى الغزوات وامرأةٌ من المشركين سقط صبيها بعيداً عنها، فأخذت تبحث عنه وهي ملهوفة حتى عثرت عليه، فارتمت عليه واحتضنته وكادت تُزمه زمَّاً من شدة احتضانها له، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه المباركين:
{ أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ، قالوا: لَا، فَقَالَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا } 1
ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم في بيان متسلسل سعة رحمة الله التي يقول فيها في الحديث الصحيح:
{ إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً فِي الدُّنْيَا تَتَرَاحَمُونَ بِهَا}2
وفي رواية أخرى:
{ جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ }2
إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، واحدةٌ منها في الأرض، فبها تتراحم الناس، وبها تشفق الأم على وليدها، وبها ترفع الدابة حافرها عن صغيرها، وادَّخر التسعة والتسعين ليوم القيامة، وبَيَّن صلى الله عليه وسلم هذه الرحمة فقال:
{ مَثَلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ }3
وفي رواية أخرى:
{ مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلا كَحَلَقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ }
مثل السماوات السبع، والأراضين السبع، بالنسبة للعرش كحلقة حديد ملقاة في أرض صحراء، ومثل العرش بالنسبة للكرسيِّ كذرة رمل في هذا الصحراء واسعة.
ثم يأتي قول الله : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
(156الأعراف) رحمة الله وسعت العوالم كلها، العالية والدانية، الأرضية والسماوية، لنعلم أن الله أعزَّ أوصافه هي الرحمة.
***********************************
(1)البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2) المطالب االعالية لابن حجر عن أبي ذر رضي الله عنه
(3)حلية الأولياء لأبي نعيم عن أبي ذر رضي الله عنه
--------------------------------------------------------------
كتاب (خصائص النبي الخاتم)
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد