صورة رسول الله القدسية
الجزء الأول
ذكرت فضيلتك في كتاب: (الكمالات المحمدية): إذا كنا عاجزين عن وصف بشريته صلى الله عليه وسلَّم، فكيف نتكلم في روحانيته؟! وكيف نتكلم في نورانيته؟! وكيف نتكلم في شفافيته؟! ومن الذي يستطيع أن يتجرأ ويقترب من وصف كماله القلبي وجماله الروحي وصورته القدسية الإلهية؟! فما معنى صورته القدسية الإلهية؟
--------------------
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم جمَّله الله عز وجل بكل الجمالات الإلهية، فله في كل عالم من العوالم العُلوية صورة جمالية جلالية كمالية يستطيع أن يراها أهل هذا العالم من العوالم العُلوية ولا يراها غيرهم.
ثم بعد كل هذه الصور هناك له في الحضرة القدسية؛ حضرة الأحدية الذاتية صورة خاصة به عند رب البرية، لم يطَّلع عليها إنسان ولا يراها ملكٌ ولا نبيٌ ولا جان، صورة:
((قبضتُ قبضةً من نوري فقلت لها: كوني محمداً)) فكانت، ومن الذي رأى هذه صورة هذه القبضة من الأولين أو من الآخرين؟ لا أحد أبداً، فهي صورة ذاتية في الحضرة الإلهية للحضرة المحمدية
لا يشم شميماً منها إلا من فنوا في الحبيب صلى الله عليه وسلَّم بالكلية
والإمام أبو العزائم رضي الله عنه يقول في هذا الباب:
فتارةً أنا مخمورٌ أراك أنا **وتارةً أنا عبدٌ ذاته مُحقت
مخمور بخمر قدسية وليس خمر الدنيا، فأحياناً أراك أنا، وأحياناً أجد أنني عبد ليس معي شيء ومحمول ٌعليكم، والعبد على الأجواد محمولٌ.
هذه الصورة الخاصة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، لا تُبيَّن بالعبارة، ولا يُرمز لها بالإشارة، ولكنها تحتاج إلى:
أمن القلوب إلى القلوب شرابي **ومن الفؤاد إلى الفؤاد خطابي
ومن اللطيفة للطيفة نظرتي **تُعطى لمطلوبٍ من الوهاب
هناك علوم نسمعها بآذان الرؤوس مع بعضنا، لكن العلوم المخصوصة بآذان القلوب
لا نستطيع بيعها لمن حضر معنا وليس معه إلا آذان الرؤوس، لأنهم سينكرونها
ونكون قد أوقعناهم في الخطأ التام.
وهناك علوم تُرى ولا تُسمع: " كَلا إِنَّ كِتَابَ الابْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ " (18-21المطففين) مرقوم، يعني موجود، رقَّمه الحق عز وجل، ومن الذي يقرأه؟ لا أحد يقرأه، ولكن يشهده، أي من الشهود: (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) والذين قال فيهم:" شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ " ومن أيضاً؟ " وَأُولُو الْعِلْمِ" وماذا شهدوا؟ " قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (18آل عمران) هل من شاهد هذا المنظر يستطيع أن يصفه لنا أو يترجمه لنا؟ مستحيل، لكي نترجمه بلغة الإشارة مستحيل، فكيف يكون بلغة العبارة؟!! فهذا يحتاج إلى (جاهد تشاهد):
يا مريداً شهود ما قد شهدنا **فاخلع النعل واستمع لمقالي
لا بد أن تخلع الحظ والهوى وكل ما يشغلك، وتستمع لكلام الله سبحانه وتعالى لحبيبه ومصطفاه....
...يتبع إن شاء الله
من كتاب القول السديد
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
الجزء الأول
ذكرت فضيلتك في كتاب: (الكمالات المحمدية): إذا كنا عاجزين عن وصف بشريته صلى الله عليه وسلَّم، فكيف نتكلم في روحانيته؟! وكيف نتكلم في نورانيته؟! وكيف نتكلم في شفافيته؟! ومن الذي يستطيع أن يتجرأ ويقترب من وصف كماله القلبي وجماله الروحي وصورته القدسية الإلهية؟! فما معنى صورته القدسية الإلهية؟
--------------------
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم جمَّله الله عز وجل بكل الجمالات الإلهية، فله في كل عالم من العوالم العُلوية صورة جمالية جلالية كمالية يستطيع أن يراها أهل هذا العالم من العوالم العُلوية ولا يراها غيرهم.
ثم بعد كل هذه الصور هناك له في الحضرة القدسية؛ حضرة الأحدية الذاتية صورة خاصة به عند رب البرية، لم يطَّلع عليها إنسان ولا يراها ملكٌ ولا نبيٌ ولا جان، صورة:
((قبضتُ قبضةً من نوري فقلت لها: كوني محمداً)) فكانت، ومن الذي رأى هذه صورة هذه القبضة من الأولين أو من الآخرين؟ لا أحد أبداً، فهي صورة ذاتية في الحضرة الإلهية للحضرة المحمدية
لا يشم شميماً منها إلا من فنوا في الحبيب صلى الله عليه وسلَّم بالكلية
والإمام أبو العزائم رضي الله عنه يقول في هذا الباب:
فتارةً أنا مخمورٌ أراك أنا **وتارةً أنا عبدٌ ذاته مُحقت
مخمور بخمر قدسية وليس خمر الدنيا، فأحياناً أراك أنا، وأحياناً أجد أنني عبد ليس معي شيء ومحمول ٌعليكم، والعبد على الأجواد محمولٌ.
هذه الصورة الخاصة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، لا تُبيَّن بالعبارة، ولا يُرمز لها بالإشارة، ولكنها تحتاج إلى:
أمن القلوب إلى القلوب شرابي **ومن الفؤاد إلى الفؤاد خطابي
ومن اللطيفة للطيفة نظرتي **تُعطى لمطلوبٍ من الوهاب
هناك علوم نسمعها بآذان الرؤوس مع بعضنا، لكن العلوم المخصوصة بآذان القلوب
لا نستطيع بيعها لمن حضر معنا وليس معه إلا آذان الرؤوس، لأنهم سينكرونها
ونكون قد أوقعناهم في الخطأ التام.
وهناك علوم تُرى ولا تُسمع: " كَلا إِنَّ كِتَابَ الابْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ " (18-21المطففين) مرقوم، يعني موجود، رقَّمه الحق عز وجل، ومن الذي يقرأه؟ لا أحد يقرأه، ولكن يشهده، أي من الشهود: (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) والذين قال فيهم:" شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ " ومن أيضاً؟ " وَأُولُو الْعِلْمِ" وماذا شهدوا؟ " قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (18آل عمران) هل من شاهد هذا المنظر يستطيع أن يصفه لنا أو يترجمه لنا؟ مستحيل، لكي نترجمه بلغة الإشارة مستحيل، فكيف يكون بلغة العبارة؟!! فهذا يحتاج إلى (جاهد تشاهد):
يا مريداً شهود ما قد شهدنا **فاخلع النعل واستمع لمقالي
لا بد أن تخلع الحظ والهوى وكل ما يشغلك، وتستمع لكلام الله سبحانه وتعالى لحبيبه ومصطفاه....
...يتبع إن شاء الله
من كتاب القول السديد
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد