الرئيسية
علاج التشدد والتعصب
نريد أن نجتث هذا الوباء الذي ظهر الآن،
وهو التشدد والتعصب لأراء العلماء الأجلاء مهما كان شأنهم، 
.لكن نقول كما قال الإمام البوصيري رضى الله عنه:..
وكلهم من رسول الله ملتمسٌرشفًا من البحر أوغرفاً من الديمماذا نفعل
..
سيدنا رسول الله ﷺدلنا على أن تجاهد نفسك أولا، حتى يدخل بعض من النور إلى قلبك، وبعد ذلك استفت قلبك، والذي اطمأن إليه قلبك امش فيه فهو الطريق السوي لك.
ولكن قد يكون سويًا لك ولكنه لا يصح لغيرك؛ فلا تحاول أن تحكم على المحيطين بك على أن يمشوا على منهجك وتقول: هذا هو الصحيح وغيره خطأ، لا يصلح ذلك، ولكن لكل واحد من المسلمين،كما قال سيدي أبو العباس المرسي رضى الله عنه".
إن لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق " عدد الأنفاس وليس عدد الخلائق، لكل واحد منهم طريق، من الذي يستطيع أن يمشي في كل هذه الطرائق؟! لا أحد يستطيع ذلك.
الخلق كلهم لكل واحد منهم باب يمشى فيه
فمنهم من يمشي في أبواب العبادات، وهي كثيرة، فمنهم من يدخل من باب الصيام، ومنهم من يدخل من باب القيام، ومنهم من يدخل من باب الضحى، ومنهم من يدخل من باب التسابيح، ومنهم من يدخل من باب الذكر، ومنهم من يدخل من باب الصلاة على حضرة النبي ﷺ، ومنهم من يدخل من باب الاستغفار، ومنهم من يدخل من باب الصدقة التي يعطيها للفقراء المساكين، ومنهم من يدخل من باب الحج،
أبواب العبادات كثيرة، هناك أبواب لا عد لها ولا حد لها من أبواب القرباتفأحدهم يأخذ ببابِ خدمة المسلمين، والسعي في مصالحهم، وآخر يأخذ بباب الصلح بين المتخاصمين من المسلمين، وآخر يأخذ بباب السعي لإنشاء المنشآت التي يحتاجها المسلمون؛ من معاهد ومساجد وغيرها من أبواب كثيرة لا عد لها ولا حد لها،
هل يستطيع أحد أن يمشي في كل هذه الأبواب أو يقول هذا الباب هو الصواب وغيره خطأ
... لا.
سيدنا رسول الله ﷺ، كان في غزوة ومعه أصحابه، وكان بعضهم صائم، وبعضهم مفطر، وكان الجو شديد الحرارة، وآخر النهار تعب الصائمون تعبًا شديدًا، وقام المفطرون بنصب الخيام وفكها، وتجهيز الطعام فقال ﷺ:{ ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَجْرِ }[1]أنت بصومك تنفع نفسك، أما الآخر فهو الذي عمل وكدح وينفع غيره.--------------------------
[1] رواه البخاري عن أنس رضى الله عنه
---------------------------
همسات صوفية من كتاب 
{مجالس تزكية النفوس} لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد ** إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
