مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الثانية عشر : حول الآية << البقرة 186 >>
يقول الحق عز وجل :- << وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ >>
أكرم الله عز وجل المؤمنين جميعاً بما لا يُعد ولا يُحد، ولا يستطيع أحد - ولو مكث إلى أبد الأبد - أن يبين بعض عطاءات الله للمؤمنين ، وأعظم هذه العطاءات وأكرم هذه المنن ما قال فيه الله :-
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي ))
كلمة (عبادي) تُدوِّب قلوب العارفين، عباده أهل خصوصيته، أهل القرب من حضرته، وأهل عنايته ورعايته على الدوام،
>>> لم يقل (وإذا سألك الناس) لكن (إذا سألك عبادي) .. المطلوبين والمُخلصين والمُغرمين ،
<< عَنِّي >> عن جمالي وعن كمالي وعن جلالي وعن كبريائي ،
<< فَإِنِّي قَرِيبٌ >> أقرب إليهم من أنفسهم، ليس بينك وبين مولاك إلا أنت (فارفع أنا تجد المسرة والهنا)
أنت الحجاب، وإذا زال صرت من الأحباب ورأيت وجه الحق ظاهراً بلا ستارة ولا نقاب.
فالعبارة أراحت قلوب الظائمين إلى جمال الله، والمتعطشين إلى نظرةٍ من وجه الله ، طمأنهم الله عز وجل بقربه ورعايته لهم على الدوام :-
<< وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ >>
.. لكن الباقون عن أي شيء يسألون؟
.. الذي يسأل عن الأحكام الشرعية ،
والذي يسأل عن الدنيا الدنية ،
والأتقى قليلاً يسأل عن الآخرة أو عن النار، أو عن الجنة،
لكن الذين يسألون عن الله فهم قليلة قليلة، لذلك قال الله :- << وَإِذَا >> ....
<< أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ >>
يعني لا يؤخر لمطلوب طلب ، إذا دعا الله فوراً يستجيب له مولاه جل في علاه،
ولكن بشرط أن يكون هذا الداعي استجاب لله أولاً:
<< فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي >> ،،، وآمن وصدَّق تماماً بكبرياء الله وجلال الله وكمال الله جل في علاه: << وَلْيُؤْمِنُوا بِي >>
ولذلك قال الله لنا ليقرب لنا هذا الأمر :-
<< يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ .. (24الأنفال) >> .
إذاً من الذي يجيبه الله؟
الذي استجاب وأناب، وأصبح في معية الحبيب المصطفى على الدوام :-
<< فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ >> ، وقلنا أن كلمة (لعل) في القرآن بمعنى اللام، فتكون (ليرشدون).
بعض أهل الإشارة قال في هذه الآية :-
<< وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي >> ، وجَّه الخطاب لرسول الله، لم يقل (وإذا سأل عبادي عني) ،،،،
.. فحتى يسألوا لا بد أن يذهبوا أولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو من ينوب عن حضرته
<< فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ >>
والداع الذي أرسله الله داع واحد، (( إِذَا دَعَانِ )) إذا دعان لكم في أي أمر من الأمور يستجيب له الله فوراً، بلا تردد ولا تمهل ولا إبطاء، وإنما فوراً يستجيب له مولاه جل في علاه.
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الثانية عشر : حول الآية << البقرة 186 >>
يقول الحق عز وجل :- << وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ >>
أكرم الله عز وجل المؤمنين جميعاً بما لا يُعد ولا يُحد، ولا يستطيع أحد - ولو مكث إلى أبد الأبد - أن يبين بعض عطاءات الله للمؤمنين ، وأعظم هذه العطاءات وأكرم هذه المنن ما قال فيه الله :-
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي ))
كلمة (عبادي) تُدوِّب قلوب العارفين، عباده أهل خصوصيته، أهل القرب من حضرته، وأهل عنايته ورعايته على الدوام،
>>> لم يقل (وإذا سألك الناس) لكن (إذا سألك عبادي) .. المطلوبين والمُخلصين والمُغرمين ،
<< عَنِّي >> عن جمالي وعن كمالي وعن جلالي وعن كبريائي ،
<< فَإِنِّي قَرِيبٌ >> أقرب إليهم من أنفسهم، ليس بينك وبين مولاك إلا أنت (فارفع أنا تجد المسرة والهنا)
أنت الحجاب، وإذا زال صرت من الأحباب ورأيت وجه الحق ظاهراً بلا ستارة ولا نقاب.
فالعبارة أراحت قلوب الظائمين إلى جمال الله، والمتعطشين إلى نظرةٍ من وجه الله ، طمأنهم الله عز وجل بقربه ورعايته لهم على الدوام :-
<< وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ >>
.. لكن الباقون عن أي شيء يسألون؟
.. الذي يسأل عن الأحكام الشرعية ،
والذي يسأل عن الدنيا الدنية ،
والأتقى قليلاً يسأل عن الآخرة أو عن النار، أو عن الجنة،
لكن الذين يسألون عن الله فهم قليلة قليلة، لذلك قال الله :- << وَإِذَا >> ....
<< أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ >>
يعني لا يؤخر لمطلوب طلب ، إذا دعا الله فوراً يستجيب له مولاه جل في علاه،
ولكن بشرط أن يكون هذا الداعي استجاب لله أولاً:
<< فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي >> ،،، وآمن وصدَّق تماماً بكبرياء الله وجلال الله وكمال الله جل في علاه: << وَلْيُؤْمِنُوا بِي >>
ولذلك قال الله لنا ليقرب لنا هذا الأمر :-
<< يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ .. (24الأنفال) >> .
إذاً من الذي يجيبه الله؟
الذي استجاب وأناب، وأصبح في معية الحبيب المصطفى على الدوام :-
<< فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ >> ، وقلنا أن كلمة (لعل) في القرآن بمعنى اللام، فتكون (ليرشدون).
بعض أهل الإشارة قال في هذه الآية :-
<< وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي >> ، وجَّه الخطاب لرسول الله، لم يقل (وإذا سأل عبادي عني) ،،،،
.. فحتى يسألوا لا بد أن يذهبوا أولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو من ينوب عن حضرته
<< فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ >>
والداع الذي أرسله الله داع واحد، (( إِذَا دَعَانِ )) إذا دعان لكم في أي أمر من الأمور يستجيب له الله فوراً، بلا تردد ولا تمهل ولا إبطاء، وإنما فوراً يستجيب له مولاه جل في علاه.