حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    رمضان موسم الخيرات ومحفل البركات

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    رمضان موسم الخيرات ومحفل البركات Empty رمضان موسم الخيرات ومحفل البركات

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أبريل 15, 2022 11:04 am

    رمضان موسم الخيرات ومحفل البركات – خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
    -----------------
    الحمد لله رب العالمين، شرح صدورنا لطاعته، وبلغنا بفضله الكريم الحصول على كمال منته، وأوقفنا على مشارف شهر رمضان نسأله عزَّ وجلَّ أن يعيننا على صيامه وطاعته، ويجعلنا من أهل الجنان، وأن يُوسِّع لنا فيه الخيرات الحلال الحسان، وأن يحفظنا فيه من الكفر والفسوق والعصيان آمين.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واسع الفضل عميم الكرم والجود، يعُطى فى شهر الجود شهر رمضان عطاءاً غير محدود، يقول فيه عزَّ وجلَّ: {كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلى}{1}.
    وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، نبى الهدى والقرآن الذى جهَّز الله عزَّ وجلَّ قلبه فجعله أصفى وأتقى وأطهر بنى الإنسان، واختاره محلاًّ لنزول القرآن فى شهر رمضان وجعل شهر القرآن شهراً معظماً من أهل الإيمان فى الدنيا وشهراً كريماً بين أهل الجنان فى ملكوت حضرة الرحمن.
    اللهم صلى وسلِّم وبارك على سيدنا محمد خير من صلى وصام وقام لله، وأول العابدين كما الله فى كتابه: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (81الزخرف)
    صلوات ربى وتسليماته على النبى الكريم، والرسول الرءوف الرحيم، وآله وأصحابه والناهجين على سبيله إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
    أيها الأخوة جماعة المؤمنين: فى هذه الليلة الكريمة نحتفى جميعاً برؤية هلال شهر رمضان فى الأرض، ويستعد أهل الملكوت وأهل الجنان لهلال شهر رمضان، حتى قال صلى الله عليه وسلَّم: {إن الجنة لتُنجَّد من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان }{2}
    والملكوت والجنان ليس فيها ليلٌ ولا نهار، ولا شمسٌ ولا قمر، فكيف يعرفون هلال شهر رمضان ووقت الصيام؟
    استمع معى إلى الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وهو يحكى أول ليلة فى شهر رمضان من كل عامٍ لأهل الجنان، فيقول صلوات ربى وتسليماته عليه:
    إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبَّت ريحٌ من تحت العرش يُقال لها المثيرة تُصفِّق لها مصاريع الجنان وحِلق الأبواب، فتتساءل الحور العين: أى ليلة هذه يا رضوان؟ ـ وهو عظيم ملائكة الجنان ـ فيجيبهن: يا خيراتٌ حسان هذه أول ليلة من شهر رمضان{3}
    ثم يُصدر الحق عزَّ وجلَّ ثلاث قراراتٍ إلهية؛ قرارٌ إلى رضوان خازن الجنة، وقرارٌ إلى مالكٍ خازن النار، وقرارٌ إلى جبريل أمين الملائكة، فيقول الله تعالى: { يا رضوان افتح أبواب الجنان ويا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد صلى الله عليه وسلم ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صلى الله عليه وسلم صيامهم}{4}
    تظهر الأنوار فى عنان السماء، وتتقدم الملائكة بأمر الله إلى الله طالبة الإذن من الله أن ينزلوا إلى الأرض ليشهدوا مع أمة محمد صلى الله عليه وسلَّم صلاة القيام وتلاوتهم للقرآن، وخيراتهم التى يتوددون ويتقربون بها إلى حضرة الرحمن، حتى قال صلى الله عليه وسلَّم: {لو أذن الله للسماوات والأرض أن يتكلما، لبشرتا صائمي رمضان بالجنة }{5}
    أخى المؤمن: وأنت مُقْدِمٌ على موسم الخيرات، ومحفل البركات، والشهر الكريم الذى يتنزل فيه من الله ما لا يُعدُّ من النفحات والخيرات والبركات، ما الذى ينبغى علينا معشر المؤمنين أن نفعله لنفوز من الله بأكبر قدر من الخيرات والبركات فى شهر الصيام؟ - ولا أريد أن أطيل عليكم - وإنما ينبغى أن نأخذ شيئاً واحداً منها:
    أن نستعد بالتوبة النصوح لحضرة الله عزَّ وجلَّ، ننازع أنفسنا ونحن على أبواب هذا الشهر ونتوب إلى الله مما جنيناه، ونندم على ما صنعناه، ونسأله عزَّ وجلَّ الإقالة مما سمعناه، وهو عزَّ وجلَّ كما قال لنا فى كتاب الله: {إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222البقرة)
    الاستغفار من هذا العمل من الذنوب، والتوبة من العيوب، ومن الطلب إلى حضرة الله عزَّ وجلَّ أن يستر خطايانا، ويغفر عسراتنا، ويقيلنا من كل ما جنيناه، والله عزَّ وجلَّ تعهد لنا بذلك، فإنه عزَّ وجلَّ يغفر الذنب العظيم لمن أقبل عليه نادماً فى كل وقتٍ وحين.
    وعلينا كذلك أن نتلمَّس أبواب المغفرة فى شهر رمضان، فقد قال صلى الله عليه وسلَّم ذات يومٍ وكان فى مسجده العامر بأصحابه المباركين وصعد المنبر، وكان منبره ثلاث درجات، وبعد أن صعد الدرجة الأولى رفع يده وقال: (آمين). وكلمة آمين يعنى: (اللهم استجب)، ثم صعد الدرجة الثانية وقال: (آمين)، ثم صعد الدرجة الثالثة ورفع يديه قال: (آمين)، فقال أصحابه رضى الله تبارك وتعالى عليهم: يا رسول الله سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات، فعلى ما تقول ذلك؟، فقال صلوات ربى وتسليماته عليه:
    {عندما صعدت الدرجة الأولى جاءنى جبريل وقال: بعُد من رحمة الله من أدرك رمضان ثم انسلخ منه فلم يُغفر له، فقلت: آمين}{6}.
    في رواية: {رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له}.
    وفي رواية: {بُعدًا لِمَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له}.
    وفي رواية: {ومَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له، فأبعَدَه الله}.
    وفي رواية: {ومَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له دخل النار، فأبعَدَه الله وأسحَقَه}.
    أى أن من أدرك شهر رمضان ولم يفز فى آخرة بمغفرة الغفار عزَّ وجلَّ فليس له عند الله نصيبٌ من رحمته وعفوه ومغفرته، ولذلك قال صلوات ربى وتسليماته عليه: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، إِذَا لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتَى؟}{7}
    أى متى يدرك هذه المغفرة؟ لأن الله جعل كل العبادات فى شهر رمضان تستوجب المغفرة؛ من صام رمضان طلباً لمرضاة الله غفر له الله، لأن الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول فى ذلك: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً له غُفر له ما تقدم من ذنبه}{8}
    ومن صلى صلاة القيام - وأقلها ركعتين، وليس ثمانٍ كما يعتقد البعض - يقول فيه صلى الله عليه وسلَّم: {من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه}{9}
    فمن صامه يُغفر له، والذى يقومه يُغفر له، والذى يحضر غروب الشمس قبل آذان المغرب إلى أى موضع - ولو على حافة الطريق الزراعى - ومعه ماء وليس معه غيره، يعطيه للصائمين ليفطروا عليه، فكلما فطَّر صائماً واحداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وله أجرٌ مثل أجر هذا الصائم.
    فإذا زاد إلى إثنين كان له أجرين، وكلما زاد فبحساب ذلك، وكذلك من أعطى كل صائمٍ تمرة يفطر عليها فى رمضان أعطاه الله عزَّ وجلَّ مغفرة لذنوبه، وكان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص ذلك من أجر الصائم شيء، وكان عتق لرقبته من النيران.
    جعل الله عزَّ وجلَّ أبواب المغفرة نازلة فى رمضان حتى تخرج الأمة كلها عقب رمضان وقد اجتمعوا فى ساحة العيد بين يدى الرحمن، فيقول لهم ربُّ العزِّة كما أخبر النبى العدنان:
    {يا ملائكتى ما جزاء الأجير إذا وفَّى عمله؟ فيقولون: إلهنا وسيدنا، جزاؤه أن توفيه أجرته. فيقول عزَّ وجلَّ: أشهدكم يا ملائكتى أنى جعلت ثواب صيامهم وقيامهم من شهر رمضان رضائى ومغفرتى. ثم يقول لمعشر الصائمين: انصرفوا مغفوراً لكم}{10}.
    خطب النبى صلى الله عليه وسلَّم فى العام الثانى من الهجرة فى مثل هذا اليوم فى التاسع والعشرين من شهر شعبان، وكانوا أول مرةٍ يصومون فيها شهر رمضان، فقال - واسمعوا وعوا:
    {أيها الناس قد أظلكم شهرٌ عظيم شهرٌ مبارك، يغشاكم الله فيه فيُنزل الرحمة ويحُط الخطايا ويستجيب الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم فى الخير، شهرٌ أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار. من خفَّف عن مملوكه فيه - أى العامل الذى يعمل عنده - كان مغفرة لذنوبه وعتق لرقبته من النار. من فطَّر فيه صائماً كان عتقٌ لرقبته من النار، وكان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء. قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم عليه، فقال صلى الله عليه وسلَّم:
    {يعطى هذا الثواب لمن فطَّر صائماً على تمرة، أو على شربة ماء، أو على مذقة لبن، ومن أشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضى شربة لا يظمأ بعدها أبداً. فاستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما: أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله تعالى الجنة وتتعوذون به من النار}{11}
    أو كما قال: (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31النور).
    الخطبة الثانية:
    الحمد لله رب العالمين، الذى ملأ قلوبنا بالتُّقى والعفاف والغنى وجعلنا من عباده المسلمين، ونسأله عزَّ وجلَّ أن يُتم علينا المِنَّة، ويُكمل النعمة حتى نصوم رمضان ونقومه بإخلاصٍ وصدقٍ لله ربِّ العالمين.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غنىٌ فى رحمته ومنته عن طاعة الخلق أجمعين، وإنما أعمالكم يوفيكم الله بها عزَّ وجلَّ أجوركم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }الجاثية15
    وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، وتركنا على المحجة البيضاء، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.
    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، وسدِّدنا لخير القول وخير العمل، واجعلنا من أهل شفاعته فى الآخرة، ومن أهل رفقته فى الجنة أجمعين، آمين .. آمين، يا رب العالمين.
    أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
    أمرٌ ضرورى لا غنى لنا عنه أجمعين، أُنبِّه إليه نفسى وإخوانى الحاضرين والسامعين أجمعين، لابد ونحن نقدِّم التوبة إلى الله ونرجوا أن يحفنا الله عزَّ وجلَّ بعفوه وغفرانه، أن نلاحظ الموانع - التى تمنع مغفرة الله، ورحمة الله، وفضل الله – ونتجنبها، حتى لا نُحرم من إكرام الله عزَّ وجلَّ لنا أجمعين.
    ينبغى لمن أراد أن ينال مغفرته فى رمضان أن يتجنب ما يلى:
    أن يتجنب الخمر والمخدرات والمسكرات، وأن يتجنب عقوق الوالدين، وأن يتجنب المنَّ على أى عملٍ قدمه أو جناه أو أكرم به أحداً من الخلق، لقوله صلى الله عليه وسلَّم واسمعوا الحديث وعوه: {ثلاثٌ لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً: العاق لوالديه، والمنان، والمدمن الخمر}{12}.
    أما الأمر الرابع: أن نصفِّى قلوبنا نحو إخواننا المسلمين أجمعين، نطهرها من البغضاء والشحناء، والكُره والغِلِّ والغش لجميع المسلمين، ونعمل فيها بقول الله: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} 47الحجر
    وأرسل الله لنا رسالة فقال: { تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا}{13}
    وقال صلى الله عليه وسلَّم فى يوم الإجابة - ومنها ليلة النصف من شعبان على سبيل المثال: {إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ }{14}
    والمشاحن الذى بينه وبين أخيه بغضاء، أو حقدٌ أو حسد، أو كُرهٌ أو بُغض، فهذا لا يقبل الله منه، ويرد له عمله، حتى يصطلح على أخيه حتى ولو كان أخوه هو الظالم فقد قال صلى الله عليه وسلَّم: {لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ }{15}
    أما من زاد على ذلك فاسمع حديث المصطفى فى ذلك، قال صلى الله عليه وسلَّم: {مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ}{16}
    أى أن الذى يخاصم أخاه سنة، كأنه قتله وسفك دمه، ويحاسبه الله عزَّ وجلَّ على ذلك. {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} (22النور)
    كان سيدنا أبو بكر رضى الله عنه يُنفق على ابن خالته مسطح؛ يُطعمه ويكسوه ويوفر له كل نفقاته، فلما كانت حادثة الإثم بابنته التقية السيدة عائشة رضى الله عنها، كان أول من روَّجه فى المدينة ابن خالته مصطح الذى هو ولى نعمته، فقال الصديق رضى الله عنه: {لن أعطيه نفقة بعد اليوم}، فعاتبه ربُّ العزة عزَّ وجلَّ وقال له - كما سمعنا فى كتاب الله: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} (22النور).
    فقال سيدنا أبو بكر رضى الله عنه: {بلى يا ربّ} - وردَّ عليه نفقته، وكان على ذلك أصحاب رسول الله أجمعين، ومّْن بعدهم من السلف الصالح أجمعين.
    فاعفو - يا إخوانى فى الإسلام - عمن أساء إليكم، وسامحومهم مع بداية هذا الشهر الكريم، وفرغوا القلوب لحضرة علام الغيوب، وطهِّروها من العيوب، حتى تنالنا رحمة الله عزَّ وجلَّ ومغفرته ورضوانه، وجزاؤه وكرمه الذى أعدَّه للصائمين - نسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون منهم أجمعين.
    اللهم تُب علينا توبةً نصوحاً، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أظهرنا وما أبطنا، وما علمنا وما لم نعلم، وما أنت به أعلم، وبدِّل خطايانا بحسنات، واجعلنا من عبادك التوابين، واغفر لنا بسر قولك فى كتابك الكريم: {إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222البقرة).
    اللهم اجعل هذا الشهر الكريم - شهر رمضان - شهر بركة ورحمة، علينا وعلى بلدنا وعلى المسلمين أجمعين. اللهم أطفئ فيه نار الأحقاد المؤججة فى القلوب، وأطفئ فيه نار الفرقة التى فرقت بين الأحبة، واجعل المؤمنين فيه على قلب رجلٍ واحدٍ تقىٍّ نقىٍّ يا رب العالمين.
    اللهم خذ بناصيتنا وإخواننا المسلمين فيه لخير الطاعات والقربات، واحفظنا وإياهم من جميع المعاصى والغفلات والسيئات، وانصرنا على أنفسنا وعلى كل من عادانا يا خير الناصرين.
    اللهم أنزل سخطك وعذابك وعقابك على اليهود ومن عاونهم أجمعين، والمثيري الفرقة والفتنة والقتل بين ربوع عبادك المسلمين، واطفئ نار الحرب المشتعلة فى العراق واجعلهم إخوة متآلفين، واجمع شمل إخواننا المسلمين فى الصومال، وانصر إخواننا المجاهدين فى فلسطين، ووحد صفوف المسلمين أجمعين.
    اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا أجمعين، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وارحمنا برحمتك الجامعة يا أرحم الراحمين.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات يا رب العالمين.
    اللهم خذ بناصية رئيسنا إلى الحق والعمل بشرعك وبكتابك يا أرحم الراحمين.
    اللهم أيده بالبطانة الصالحة، والمعاونين المؤمنين الصادقين الحريصين على الخير والنفع لهذا البلد وللمسلمين أجمعين، وأبعد عنهم حاشية السوء، يا أرحم الراحمين.
    عباد الله، اتقوا الله: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (90النحل)
    {1} مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    {2} رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي
    {3} رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي
    {4} رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي
    {5} ذكره السيوطي في الجامع الكبير، من رواية الخطيب في المتفق
    {6} أخرجه ابن خُزَيمة، والبخاري في "الأدب المفرد"، والبيهقي في "الشعب"، والبزار في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك
    {7} أمالي الجوهري ومصنف ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه
    {8} رواه البخاري ومسلم
    {9} متفق عليه
    {10} خرجه سلمة بن شبيب في كتاب فضائل رمضان وغيره
    {11} ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في الشعب والأصبهاني في الترغيب والترهيب
    {12} رواه ابن أبي عاصم في السنة، والطبراني، وأبو القاسم الصفار في الأربعين في شعب الدين
    {13} صحيح مسلم
    {14} سنن ابن ماجة عن عبد الله بن قيس رضي الله عنه
    {15} البخاري ومسلم
    {16} رواه أبو داود

    اضغط على الرابط لقراءة وتحميل خطب الجمعة في جميع المناسبات
    http://www.fawzyabuzeid.com/category/خطب-الجمعة/

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 8:48 pm