حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    كيف ينال المؤمن ثواب الحج في الأيام العشر؟

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    كيف ينال المؤمن ثواب الحج في الأيام العشر؟ Empty كيف ينال المؤمن ثواب الحج في الأيام العشر؟

    مُساهمة من طرف Admin السبت أغسطس 03, 2019 6:35 am

    خطبة فضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد
    الجمعة 2/8/2019 الموافق غرة ذي الحجة 1440
    {كيف ينال المؤمن ثواب الحج في الأيام العشر؟}
    وفضل صيام يوم عرفة وأحكام الأُضحية

    الحمد لله رب العالمين، جعل للخير والفضل الإلهي أوقات، وللعطاء الرباني والتنزلات الربانية آنات، يفتح فيها كنوز الأرض وكنوز السماوات، ويفيض فيها على قلوب عباده المتقين من هذه النفحات، فطوبى لمن أحيا هذه الأوقات، عملاً بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم :
    (إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، فعسى أن تصيبكم نفحةً لن تشقوا بعدها أبدا).[الطبراني في الأوسط عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه].
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يفتح أبواب رحمته للمرحومين والراجين في رحمته على الدوام، ويفتح أبواب توبته لأمة سيدنا محمد على الدوام، ويتنزل لعباده في كل ليلة في سائر الأيام، إلا في يوم عرفة فإنه يتنزل فيه من شروق شمسه إلى غروبها، وينادي عباده ليعطيهم ما يطلبون، ويستجيب لهم فيما يدعون، ويحقق لهم ما يتمنون، وأقلهم أجراً وثواباً الذي يقول فيه الحبيب المختار:
    (من حجَّ البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).[عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ متفق عليه]. وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، عمَّم الله به الخيرات، وكثَّر به الله علينا التفضلات، وجعله رحمةً عظمى لنا في الدنيا وفي الآخرة.
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، صاحب الحوض المورود، والكوثر الممدود، والمقام المحمود، وآله الركع السجود، وكل من تبعهم على هذا الخير إلى يوم الدين، واجعلنا منهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
    أيها الأحبة جماعة المؤمنين: ونحن في أول يومٍ من أيام شهر ذي الحجة في أيام العشر المباركةـ، وهي خير أيام الله تبارك وتعالى في الأرض، ولذا أقسم بها في القرآن، ولا يقسم الله تعالى بشيئٍ إلا إذا كان عظيماً عنده، وله قدرٌ كبيرٌ لديه، فقال عز وجل في هذه الأيام المباركة:
    " وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ " (3) (الكوثر).
    قال نبينا صلى الله عليه وسلَّم واصفاً هذه الأيام:
    (ما من أيامٍ أحب إلى الله عز وجل فيها العمل الصالح منه في عشر ذي الحجة).[عن ابن عباس رضي الله عنه ـ صحيح البخاري].
    فأحب الأعمال الصالحة التي يُقبل ويتقبلها الله ما كانت في هذه الأيام العشر، وقد جعل ربنا سبحانه وتعالى في هذه العشر كل أنواع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله، ففيها أولاً: حج بيت الله الحرم:
    وكما تعلمون يجعل الحاج إذا كان ماله من حلال، ونيته خالصة لله رجع خارجاً من ذنوبه كيوم ولدته أمه، والرسول صلى الله عليه وسلَّم، حتى لا يحرم أمثالنا الذين لم يكن نصيبٌ في السفر لأداء الفريضة هناك من هذا الأجر والثواب، جعل لنا هنا أعمالاً ميسرة إذا عملها المرء كُتب له ثواب الحج، ولكنها لا تغني حج الفريضة إلى كان مستطيعا، من ذلكم قوله صلى الله عليه وسلَّم: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس قدر رمح ـ يعني حوالي ثلث ساعة ـ ثم صلى ركعتين لله، كُتب له ثواب حجة مقبولة وعمرة مقبولة تامة تامة تامة).[عن أنس رضي الله عنه الترمذي والطبراني وغيرهم].
    ما أسهل هذا العمل علينا ولو عملناه مرةً واحدةً في هذه العشر، نحصل على ثواب الحج بفضل الله وإكرام الله تبارك وتعالى.
    ثم تنزَّل صلى الله عليه وسلَّم وخفَّف علينا أكثر في سبيل الحصول على هذا الثواب، أي ثواب الحج إلى بيت الله، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (من تطهر في بيته ثم ذهب لأداء الفريضة في بيت الله في وقتها في جماعة، كُتب له ثواب حجة مقبولة، تامة تامة تامة).[أبو هريرة ـ الإمام مسلم].
    لعلكم تقولون نحن نفعل ذلك، ولكن لابد من النية:
    (إنما العمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى).
    لابد أن يستحضر المرء قبل خروجه من بيته نية العمل بهذا الحديث الشريف، حتى يحصل على هذا الأجر الكبير المنيف.
    ويسر لنا صلى الله عليه وسلَّم أكثر، فقال صلى الله عليه وسلَّم:
    (من راح إلى المسجد ليطلب علماً أو يعلم غيره، كُتب له ثواب حجة مقبولة).
    [عن أبي أمامة رضي الله عنه ـ الطبراني وأبو نعيم في الحلية].
    كأننا في هذا اليوم وقد جئنا لصلاة الجمعة إذا نوينا قبل خروجنا من بيتنا الذهاب إلى الجمعة لسماع ذكر الله، وهو درس العلم، وذهبنا مبكرين قبل صعود الإمام إلى المنبر، وجلسنا منصتين أعطانا عز وجل ثواب الحج إلى بيت الله الحرام.
    وجعل الله تبارك وتعالى في هذا الأيام من أكمل الأعمال الصيام، وخاصةً في يوم عرفة، فقد قال فيه صلى الله عليه وسلَّم: (يوم عرفة أحتسب على الله تعالى لمن صامه أن يغفر الله له ذنوب سنة ماضية وسنة آتية).[عن أبي أمامة ـ رواه الإمام مسلم].
    وجعل الله تبارك وتعالى هذه الأيام أيام ذكرٍ لله:
    " وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ " (28الحج).
    ولذا قال صلى الله عليه وسلَّم:
    (ما من أيامٍ أحب ُإلى الله تعالى فيها ذكر الله من أيام العشر من شهر ذي الحجة).
    فعلينا أن نكثر من ذكر حتى ندخل في قول الله في وصف الصالحين من عباد الله:
    " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ " (191آل عمران).
    قال صلى الله عليه وسلَّم: (ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وخيرٌ لكم من إنفاق الورق والذهب ـ والورق أي الفضة ـ وخيرٌ لكم من إنفاق الورق والذهب في سبيل الله، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوكم فيقطع أعناقكم وتقطعوا أعناقهم؟ ـ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ ـ قال: ذكر الله تبارك وتعالى).[عن أبي الدرداء رضي الله عنه ـ الترمذي وأحمد والحاكم]. أو كما قال: أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

    الخطبة الثانية:
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، الصادق الوعد الأمين.
    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله الطيبين وصحابته المباركين، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
    أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
    من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى في هذه العشر، وهو يكون في أول يومٍ من أيام العيد وثلاثة أيام بعده الأُضحية، والأُضحية لمن يملك مالاً زائداً عن نفقاته الأصلية، فلا ينبغي أن يستدين الإنسان من أجل فعلها، ولا أن يصطنع مشكلات في بيته لا تنتهي من أجل فعلها، لأنها سنة وسنة للمستطيع، وليس شرطاً على المرء أن يُضحي كل عام، بل يكفيه أن يُضحي مرةً واحدةً في عمره كله ليأتي بسنة خير الأنام صلى الله عليه وسلَّم.
    صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كرَّه للأغنياء أن يمر عليهم عامٌ ولم يضحوا، وقال صلى الله عليه وسلَّم في يوم العيد:
    (من وجد سعةً ـ يعني كثرةً في المال وغنى ـ من وجد سعةً ولم يُضحي، فلا يرقبن مصلانا) [عن أبي هريرة ـ رواه الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم في المستدرك].
    وكأنه كره له هذا الأمر، لأنه ينبغي أن يوسع على الفقراء والمساكين.
    أما من لم يجد فإن النبي صلى الله عليه وسلَّم أتى بكبشين أملحين في يوم العيد، وذبح بيده الشريفة الأول وقال:
    (اللهم إن هذا عن محمد وآل محمد، ـ ثم ذبح الثاني ـ وقال: اللهم هذا عن فقراء أمتي).[رواه ابن ماجة والطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه].
    فضحَّى النبي صلى الله عليه وسلَّم عن فقراء أمته، حتى لا يشقون على أنفسهم ولا يملأون حياتهم عنتاً ومشقة في سبيل سنة من سنن الإسلام.
    والأُضحية إذا كانت جملاً أو بقرةً أو جموساً، يجوز أن يشترك فيها سبعة، كل واحدٍ منهم له سُبع ولا يقل السهم عن السُبع، يعني لا تجوز لثمانية وما فوقهم.
    وإذا كانت كبشاً أو نعجةً أو ماعزاً فإنها تجوز عن واحد، والواحد معناه الرجل وأهل بيته أجمعين، أي الرجل وزوجته وأولاده غير البالغين، أما البالغ فيقوم بهذا العمل تدريباً له على القيام بسنة سيد الأولين والآخرين، ولكي تكون الأُضحية مقبولة عند الله:
    الأمر الأول: لابد أن تُذبح في أول يوم ٍمن أيام العيد بعد صلاة العيد، أو في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع لقول الله تعالى:
    " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " (2الكوثر).
    أما من يذبح قبل ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلَّم في خطبة العيد:
    (أول ما نبدأ به في يومنا هذا الصلاة ثم نُضحي، فمن فعل فعلتنا فإنما هي أُضحية تقبلها منه الله، وأما من ذبح قبل ذلك فهو لحمٌ قمه لأهله).[عن البراء رضي الله عنه ـ إبن ماجة وأحمد].
    فمن يذبح في يوم عرفة أو قبل الصلاة، فهو لحمٌ وليس أُضحيةٌ لها أجرها ولها ثوابها عند الله تبارك وتعالى.
    الأمر الثاني: أن تكون هذه الأُضحية مستوفيةٌ للشروط الشرعية، فلا تكون مريضة ولا بها عيبٌ من العيوب التي تعيبها، فلا يصح أن نضحي بعرجاء ولا كسحاء ولا عوراء ولا عمياء ولا جرباء، وإنما لابد أن تكون سليمة من كل العيوب لقول الله تعالى:
    " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ " (27المائدة).
    الشرط الثالث: أن لا نبيع منها شيئاً لا جلدها ولا لحمها ولا شيئ منها، ولا نُعطي الجزار أجرته جلدها أو شيئاً منها، قال صلى الله عليه وسلَّم للإمام علي، وقد كلفه بذبح أُضحيته:
    (إعطي الجزار أجره من عندنا، ولا تعطيه من الأُضحية شيئا).
    [عن علي رضي الله عنه ـ الحاكم في المستدرك].
    أما توزيعها فبحسب حالة الإنسان، إذا كان الإنسان موسراً فيوزعا كلها، وأما إذا كان فقيراً لا مانع أن يأكلها كلها، وإذا أراد أن يوزع إستحسن العلماء وليس حديثاً ولا شيئاً وارداً في السنة أن يقسمها إلى ثلاثة أثلاث: ثُلثٌ لنفسه وثلثٌ لأقاربه وثُلثٌ للفقراء، هذا إستحسان العلماء، لكن لك أن تفعل ما تشاء بحسب وسعتك وحسب حالتك، وحسب الفقراء من حولك، فأنت لك مطلق الأمر في هذا الشأن.
    ماذا نصنع بالجلد؟ يجوز أن نبيع الجلد على أن نتصدق بثمنه للفقراء والمساكين، ولا يدخل ما له جيوبنا، أو نتبرع به لإحدى الجهات الخيرية التي تجمع الجلود وتعمل بها الأعمال الخيرية للمؤمنين والمؤمنات.
    ويُسن أن يحضر الإنسان أضحيتة لقوله صلى الله عليه وسلَّم لابنته التقية النقية، السيدة فاطمةSadيا فاطمة ققومي إلى أُضحيتك فاشهديها، فإن الله يغفر لكي عند أول قطرة تنزل من دمها كل ذنبٍ فعلتيه).[عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ـ البيهقي بإسناده].
    وإذا لم يستطع الإنسان أن ينفذ هذه الأًضحية إما لأنه لا يجد المكان، وإما أنه لا يستطيع أن يوزع، لا مانع أن يشتري سكَّاً من السكوك التي تقدمها وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية لأنهم يقومون بذبحها بالطريقة الشرعية، وتوزيعها على المستحقين من الفقراء والمساكين.
    ومن لم يجد أُضحية فعليه بالصدقات فإن أعظم الأعمال في هذه الأيام الصدقة، أن يتصدق على الفقراء والمساكين ولو بشيئٍ قليل، قال صلى الله عليه وسلَّم:
    (تصدقوا ولو بنصف تمرة). [عن عدي بن حاتم ـ الشيخان].
    فإن لم يجد قال صلى الله عليه وسلَّم: (الكلمة الطيبة صدقة). [عن أبي هريرة ـ متفق عليه].
    ليتنا في هذه الأيام نتصدق جميعاً بالكلمة الطيبة لمن معنا ومن حولنا من الأنام.
    أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا في هذه الأيام للعمل الصالح، والدعاء الرافع والتوبة النصوح، وأن يجعلنا فيه من من عباده الذاكرين الشاكرين الفاكرين الحاضرين بين يديه في كل وقتٍ وحين.
    وأسأله تبارك وتعالى أن يكتب لنا أجمعين لمن حج أو لم يحج حج بيته الحرام، وزيارة روضة جبيبه المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، ويجعلنا من عباده الذين يغمرهم بخالص عطاياه.
    ﴿إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (90النحل).
    أذكروا الله يذكركم واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 6:10 pm