شهر شعبان … ترفع فيه الأعمال وتحويل القبلة
————————————–
الحمد لله رب العالمين .. نُورُهُ باهر، وفَضْلُهُ عزَّ وجلَّ للمؤمنين كافٍ ووافٍ وسع الأوائل والأواخر، يقول فيه عزَّ شأنه – في حديثه القدسي: (يا عبادي .. لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلَّ واحد مسألته،لم ينقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا وضع في البحر).
سبحانه .. سبحانه، هو الكريم الذي وسع كرمه كلَّ شيء، وهو الجَوادُ الذي فتح كنوز جوده لكلِّ امرئٍ في الأرض ولكلِّ ملك وكائن في السماء!!
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يفتح أبواب الخيرات، ويفتح كنوز الفضل والعطاء والهبات لعباده المؤمنين فى كل الأزمنة والأيام والأوقات،وإن استثنى بعض الشهور والأيام والليالي بمزيد فضله ليعلم المؤمنين أن لهم خصوصية في جوده وكرمه. فسبحان المتفضل بما شاء على من يشاء، والذي يعمّ بخيره وجوده وكرمه جنوده وعبيده في الأرض وفي السماء.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله .. اختاره الله عزَّ وجلَّ باباً لهدايته،وجعله مفتاحاً في الدنيا – لكنوز فضله وبرِّه ونعمته، عزَّ وجلَّ وجعله – في الآخرة – صاحب لواء الشفاعة، ومفتاح دار خلده وجنته.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، الذي أعلى الله شأنه على جميع الأنبياء والمرسلين، وجعله سدرة المنتهى للمقربين، وقرَّة العين للعارفين، ومُهجة الفؤاد للصالحين، والسراج المنير لكل المؤمنين والمتقين.
صلى الله عليه وآله الطيبين، وصحابته المباركين ، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين .. آمين .. آمين يا ربَّ العالمين.
إخواني وأحبابي: بارك الله عزَّ وجلَّ فيكم أجمعين كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يلحظ بعيونه الربانية الأوقات والأنات التي تفتح فيها أبواب السماء في أوقات مخصوصة بإكرامات مخصوصة ليحييها متعرضاً لفضل الله، ويأمر أصحابه – وهو الحريص علينا وعليهم – أن يتعرضوا فيها جميعاً لفضل الله، ويقول في حديثه المبارك: (إن لربِّكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها عسى أن تصيبكم نفحة لن تشقوا بعدها أبداً (أخرجه الطبرانى فى الاوسط عن محمد بن مسلمة).
وما أكثر النفحات التي يتعرض لها الحبيب في شهر شعبان!! مرة يتعرض لها بالصيام، وتارة يتعرض لها بطول القيام، وأخرى يتعرض فيها بالصدقة على الفقراء والمساكين والأيتام،ومرة يتعرض لها بالدوام على ذكر الله في كل الأوقات والأنات.
وسنمسك خيطاً واحداً منها يكفينا اليوم: فقد كان صلى الله عليه وسلم كما وصفته السيدة عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها فتقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، وكان صلى الله عليه وسلم يفطر حتى نقول لا يصوم،وما رأيته استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان) (رواه الإمام البخاري)
ولأن أصحابه البررة الكرام كانوا حريصين على صدق إتباعه، والتأسي به في كل هديه وأحواله،فأرادوا أن يعلموا ويعرفوا السرَّ في الإكثار من الصيام في شهر شعبان،فأرسلوا أسامة بن زيد – حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم – ليسأله عن ذلك، لأنهم كانوا من شدة هيبتهم من رسول الله لا يستطيعون أن يثبتوا أبصارهم في بصره، ولا يرفعوا أصواتهم عند حديثه، ولا يتوجهوا بالسؤال المباشر لحضرته،فكانوا يأتون بالأعراب، أو بمن لهم مودة وخُلطة بحبيب الله ومصطفاه، يطلبون منه أن يسأله عما يريدون معرفته،مما استشكل عليهم من الأمور التي رأوها أو سمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال أسامة بن زيد موجهاً الخطاب لحبيب الله ومصطفاه، بأدبٍ يليق بمقام النبوة، لم يكثر فيه من الكلام، ولا توضيح ما يريده من سيد الأنام، بل قال كلمة مختصرة: (يا رسول الله لَمْ نرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟)
وسكت، حتى لم يقل له فَلِمَ ذلك؟ لأنه يعلم أن النبيَّ يعلم منه ذلك، فاكتفى بهذا الجزء اليسير في خطاب البشير النذير، حتى نعلم دقة أدبِهم في حديثهم مع النبيِّ صلوات ربي وتسليماته عليه. فقال صلى الله عليه وسلم مجيباً له ولنا وللأمة كلها: (ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله،وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) (رواه الإمام أحمد وغيره عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما)
وإذا تتبعنا الأحاديث النبوية التي تبين رفع الأعمال إلى الله – وأضفنا إليها الآيات القرآنية – نجد أن أعمالنا جماعة المؤمنين وأعمال الناس أجمعين ترفع في الوقت والحين عند العمل إلى رب العالمين لأن الله يقول في كتابه المبين: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (آية 105 سورة التوبة).
يُرفع العمل فوراً إلى حضرة الله لأن الله يطلع على كل شيء نعمله ويراه، لا يرى ظاهر العمل بل يري خفايا النوايا، ويرى ما بداخل الحنايا والطوايا، وهو القصد والنية عند هذا العمل، لأن الله يحاسب على النيات: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمريءٍ ما نوى) (متفق عليه).
ثم يعرض العمل كل ليلة، لقول البشير النذير صلى الله عليه وسلم: (تعرض عليَّ أعمالكم كل ليلة فإن وجدت خيراً حمدت الله تعالى على ذلك، وإن وجدت غير ذلك استغفرت الله عزَّ وجلَّ لكم) (البزار عن عبد الله بن مسعود، وابن عدى عن أنس وله شواهد) (أنظر كتاب (نهاية الآمال في صحة وشرح حديث: “عرض الأعمال”).
ثم يعرض العمل مرة ثالثة يوم الاثنين ويوم الخميس، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس دائماً، فسئل عن سرِّ ذلك، فكان يقول في ذلك: (ذاك يوم تعرض فيه الأعمال على الله، فأحب أن برفع عملي وأنا صائم)
ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم أن العمل يُعرض على الله عزَّ وجلَّ مرَّة في العام في شهر شعبان .. عندما ترك زوجته السيدة عائشة في ليلتها بعد أن نام بجانبها، وخرج يتعبد لله عزَّ وجلَّ في مدافن البقيع، فعندما استيقظت ولم تجد الحبيب بجوارها خرجت تبحث عنه فوجدته ساجداً يناجي مولاه .. يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، عزَّ جارك، وجلَّ سلطانك، ولا إله غيرك)
ثم رفع رأسه من السجدة الأولى، وسجد السجدة الثانية، وناجى مولاه قائلاً: (عفَّرتُ وجهي بالتراب لسيِّدي، وحُقَّ لوجهي سيِّدي أن يُعَفَّرَ .. يا عظيماً يرجى لكلِّ عظيم اغفر الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم).
فلما رأته في التشهد الأخير وسيسلم أسرعت إلى حجرتها، فعاد النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: (يا عائشة .. أتدرين هذه الليلة؟ قالت: فقلت الله ورسوله أعلم. قال: هذه ليلة النصف من شعبان، وإن الله عزَّ وجلَّ يتجلى لجميع خلقه فيغفر لهم جميعاً ويؤخر أهل الحقد كما هم) (رواه البيهقي عن السيدة عائشة رضي الله عنها).
وهذا بيت القصيد الذي أوضحه لنفسي ولإخواني الحاضرين والمسلمين أجمعين فإن الله عزَّ وجلَّ يتقبل الأعمال إذا كان الإنسان قلبه سليم وصدره مستقيم وليس بينه وبين خلق الله ضغائن ولا أحقاد ولا أحساد ولا شيء يعكر النفوس، ولا شيء يغير صفو القلوب. فليتقَِ الله المؤمن ويتوب، ويعلم أنه إذا كان على ذلك فإن الله عزَّ وجلَّ يقبل منه كلَّ عمل.
أما لو أخلص العمل لله، وأحسن فيه المتابعة لحبيب الله ومصطفاه، وتشبه به ظاهراً في حركات العمل، كالصيام أو الصلاة، ولكنه عند العمل في صدره دخن، في صدره حقد أو حسد، أو كُره أو غلٌّ لأحد من عباد الله فإن الله يؤخر قبول عمله، ولا يقبل عمله، ولا يستجيب دعاءه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ويؤخر أهل الحقد كما هم).
فخير استعداد لله ليتقبل منا العمل، وليغفر لنا الزلل، وليستجيب لنا الدعاء، أن نطهر القلب بالكلية، وننزع ما فيه من أحقاد نحو جميع البرية، ونتخلق بقول الله في المؤمنين في الآيات القرآنية: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) (آية 47 من سورة الحجر)
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نَهارها، فإن الله يتنزَّل لغروب الشمس في تلك الليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من كذا؟ هل من كذا؟ حتى مطلع الفجر) (رواه الإمام بن ماجة عن الإمام عليّ كرَّم الله وجهه ورضي الله عنه).
أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الذي وهبنا – فضلاً من عنده – الإيمان والتُّقى وجعلنا مسلمين. وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، حدَّد شرط إجابة الدعاء في قرآنه فقال: (ِإِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (آية 27 من سورة المائدة). وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسوله، أضاف إلى شرط الإجابة أساساً جعله الأساس الأول في الإجابة، والذي عليه وبه تتحقق الاستجابة، فقال: ( يا سعد .. أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، الذي استجبت له في كلَّ شأن سأله،وخاصة في هذه الأيام والليالي المباركة،فقد حوَّلت قبلة الصلاة من أجله، تحقيقاً لرغبته في باطنه، وإن لم يحرك بذلك لسانه، فقد علم الله عزَّ وجلَّ أن حبيبه يريد أن يتَّجه إلى الكعبة قبلة إبراهيم، ويتحيَّر في طلب هذا الأمر من الله، من شدَّة أدبه مع مولاه، فتحرج من سؤال الله، فكشف الله عزَّ وجلَّ الغطاء عن درجة محبوبيته عند ربِّه، فقال – ملمحاً إلى حضرته: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء) (آية 144 من سورة البقرة)
لم يتحدث ولم يسأل!! ولكن كان يقلِّب قلبه ووجهه إلى ربِّه ولا يحرك لسانه حياءاً من ربِّه: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) (آية 144 من سورة البقرة)
فانظر إلى درجة الحبيب عند الله!! الله عزَّ وجلَّ يعطي لحبيبه القِبْلة التي يتمنى أن يتَّجه إليها بلا طلب!! حتى نعلم أن الله ادَّخر له عنده ما لا يستطيع أحدٌ من الأولين والآخرين وصفه ولا بيانه، ولا ذِكره ولا عدَّه، وحسبك قول الله عزَّ وجلَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (آية 5 من سورة الضحى)
أرضاه الله في الدنيا فأعطاه ما يتمناه، ووعده الله عزَّ وجلَّ في الآخرة بأن يرضيه، بأن يعطيه ما يهواه – ولا يهوى شيئاً لنفسه، وإنما كان كلُّ هواه في أمته، فكان دوماً يقول: (أمتي أمتي .. أمتي أمتي)
فأنزل الله عزَّ وجلَّ الأمين جبريل وقال: (قل له: يا محمد أبشر .. فإنا لن نسيئك في أمتك)، وأنزل الله عزَّ وجلَّ قوله: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (آية 5 من سورة الضحى)
فصلِّ اللهم وسلم وبارك بذاتك العلية، وبأسمائك الجمالية والجلالية والكمالية على خير البريَّة سيدنا محمد وعطرته التَّقية، وصحابته أصحاب الأحوال المْرضية، وكل من تابعه على هذه الشريعة الإسلامية النقية وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين يا ربّ العالمين.
إخواني وأحبابي: بارك الله عزَّ وجلَّ فيكم أجمعين طلبٌ بسيط .. طلبه منا الله .. بعده يستجيب لنا كلَّ دعاء، ويحقق لنا كلَّ رجاء!! جعل الله عزَّ وجلَّ القلب محِلاً لحضرته، يتنزَّل فيه بأنوار عظمته، وينزِّل فيه للعبد كلَّ هبات ونفحات حضرته، وأمرنا أن نحافظ على صيانته، فلا ندنسه بالدنيا وأهوائها، ولا نملأه بالأحقاد والأحساد فيتعكر صفوُّه، فيمتنع نزول الخير فيه والعطاء من الله، ويحرم القبول إذا عمل عملاً إلى مولاه، لأنك عندما تعمل أيَّ عمل؛ إذا عملت العمل بأعضائك الظاهرة، فإن القلب يملأ هذا العمل بما فيه من أنوار باهرة، ويخرج هذا العمل في صورة روحانية نورانية، تفتح له أبواب السماء، ويجعل الله عزَّ وجلَّ له رائحة طيبة يشمُّها أهل السماء، ويجعله مباركاً كلما مرَّ على ملأٍ من أهل السماء أثنوا عليه!! لأن العمل خرج وفيه نورٌ من نور القلب الذي خرج منه هذا العمل، قال صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلاة بخشوعها خرجت وهي بيضاء مسفرة – في صورة نقية – حتى تصل إلى أبواب السماء، فتفتح لها أبواب السماء، فتلتفت لصاحبها وتقول: حفظك الله كما حفظتني)
أما إذا كان القلب مليئاً بالظلمات، مدنَّساً بالأحقاد والأوهام والأحساد والشبهات، فإن العمل يخرج وله ظلمة،يقول فيه سيِّد الأمة: (ومن توضأ فلم يحسن الوضوء، ولم يتم خشوعها وخضوعها، تخرج وهي سوداء مظلمة، فلا تتجاوز رأسه، حتى تلفَّ كما يُلفٌّ الثوب الخرق –أي: الثوب البالي – ويُلقى بها في وجهه وتقول: ضيَّعك الله كما ضيَّعتني)
إذاً رُوح الأعمال هو الإخلاص الموجود في القلوب يا رجال الله المؤمنين، وسرُّ قبول الأعمال هو خلُوُّ القلوب من الدخائل التي بين العبد وبين غيره من خلق الله.
بِمَ يملأ العبد قلبه؟ بحبِّ الله، وبتقوى الله .. برعاية حدود الله .. بحبِّ حبيب الله ومصطفاه، بالخشوع لمولاه، بالحضور بين يدي مولاه. فإذا كان القلب عامراً بهذه الخصال، يكون العمل الذي يعمله مقبولاً عند ذي الجلال والإكرام.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يصلح لنا أحوالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يستر لنا عيوبنا، وأن يريَنا الحقَّ حقًّا ويرزقنا إتباعه، ويريَنا الباطل زاهقاً وهالكاً ويرزقنا اجتنابه.
اللهم حبِّب إلينا فعل الخيرات، وعمل الصالحات، والتنافس في الباقيات الصالحات،وانزع من قلوبنا الغلَّ والغشّ والحقد لعباد الله المسلمين أجمعين. واغفر اللهم لوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع مجيب الدعوات يا ربَّ العالمين.
اللهم ولِّى أمورنا خيارنا، ولا تولِّى أمورنا شرارنا، وأصلح أئمتنا وحكامنا، وأصلح حكام المسلمين أجمعين، واجعلهم بشرعك عاملين، وبسنة حبيبك آخذين، وأجرِ على أيديهم المصالح للفقراء والمستضعفين، ولعباد الله المسلمين أجمعين.
اللهم أهلِكْ الكافرين بالكافرين، وأوقع الظالمين في الظالمين، وانتقم من اليهود ومن عاونهم أجمعين، وحرِّر من رجسهم وفسادهم بيت المقدس وأرض فلسطين، وأخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين آمنين يا ربَّ العالمين.
عباد الله اتقوا الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (آية 90 من سورة النحل). اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
*******************
من كتاب الخطب الإلهامية لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد