ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين، أكرمنا فأعاننا ووفقنا للعمل بما يحبه ويرضاه، وتقَّبل منا هذا العمل بقبول حسن، وأمرنا بأن نحتفي به وبقبوله في يوم العيد، لنسمع بآذان قلوبنا ربنا عز وجل وهو يقول:
{ يَا عِبَادِي، سَلُونِي فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا فِي جَمْعِكُمْ لآخِرَتِكُمْ إِلا أَعْطَيْتُكُمْ، وَلا لِدُنْيَاكُمْ إِلا نَظَرْتُ لَكُمْ فَوَعِزَّتِي لأَسْتُرَنَّ عَلَيْكُمْ عَثَرَاتِكُمْ مَا رَاقَبْتُمُونِي، وَعِزَّتِي لا أُخْزِيكُمْ وَلا أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِ الْحُدُودِ، انْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ أَرْضَيْتُمُونِي وَرَضِيتُ عَنْكُمْ }(1)
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، فرض علينا العبادات ليُحقق لنا بها أهدافاً وغايات تتعلق بإصلاح الأفراد والمجتمعات، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، علَّمنا وعلَّم صحبه الكرام كيف ينظرون إلى فضل الله عليهم في الصيام والقيام بعد انتهاء شهر رمضان، اللهم صل وسلم وبارك على المُعلم الأول للبشرية، والزعيم الأوحد لجميع الأديان والملل الإلهية، سيدنا محمد وآله الأطهار وصحابته الأبرار، وكل من تمسك بهديه وصار على دربه إلى يوم القرار، وعلينا معهم أجمعين .... آمين آمين يارب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبه الكرام أن ينظروا بعد العمل إلى قبول الله عز وجل وعلاماته في هذا العمل، فليس الشأن أن تعمل وإنما الشأن أن يتقبل منك الله عز وجل العمل، فهناك قوم يعملون ويستزيدون ويستكثرون من الأعمال حتي تكون أعمالهم أمثال الجبال، يقول فيهم الواحد الأحد عز وجل: " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً " [23الفرقان] جعل الله عملهم كله هباء، لأنهم لا يعملون لله وإنما رياءاً وسمعة وشهرة بين خلق الله، وهناك قوم يعملون وأعمالهم قليلة، لكن نياتهم مليئة بالإخلاص لله، وإفراد الله عز وجل بالعبادة والوحدانية، ولا يرجون من العمل إلا رضا الله، والثواب الذي أعدَّه الله لمن أطاعه يوم لقياه، ولا ينتظرون من الخلق أجراً ولا ثواباً ولا سمعة ولا ثناءاً لأنهم يعلمون أن الخلق لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، فكيف يملكون ذلك لغيرهم؟!! وهؤلاء حتي لو أخطأوا في بعض الأعمال، وانتابت أعمالهم بعض الهفوات وبعض الزلات، يقول عنهم الله عز وجل: " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ " [16الأحقاف] يتقبل الله منهم أحسن ما في هذه الأعمال وأطيبها، ويدع الهفوات والزلات والأخطاء والنسيان لأنهم يعملون راجين فضل الرحمن عز وجل.
فعلَّمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ينظروا إلى علامات جليات واضحات إذا ظهرت في المرء تدل على أن الله تقبل منه عمله، فيباركون له قبول العمل، ويُهنئونه بعظيم المثوبة وكريم الأجر من الله عز وجل، لأن الله تقبل عمله.
وعلامات قبول الصيام كثيرة، نكتفي منها بثلاث، لعل الله عز وجل يُلهمنا جميعاً رشدنا، ويوفقنا إلى العمل الرافع، ويرزقنا النور الساطع والقلب الخاشع، إنه عز وجل قريب مجيب سميع الدعاء.
أول علامة لقبول صيام شهر رمضان أن يخرج العبد بعد رمضان وقد تحسنت أخلاقه، وقد تغيرت معاملاته سواء مع أهله أو مع خلق الله عز وجل أجمعين، لأن الله عز وجل جعل من أهداف الصيام وغاياته قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
{ الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ (2)
إذا كان قبل رمضان عنده شئ من الجفاء في معاملة الخلق، والقسوة في معاملة الزوجة والأولاد، وسرعة الغضب في التعامل مع الآخرين، والغضب لأي قول يقال له من الحاضرين .... تجده بعد رمضان وقد غلبت عليه الرحمة للخلق أجمعين، والشفقة في معاملة زوجه وأولاده، والحلم في معاملة كل خلق الله، لأن علامة الصيام المقبول أن الله عز وجل يُغير أخلاق الصائم، ويجعله على وفق الأخلاق المرضية وقد ورد في الأثر:
{ إن الله يحب من خَلقه من كان على خُلقه}
وقد جعل الله عز وجل الصيام هو وحده الذي يُثقل موازين حسناتنا يوم القيامة، وهو الذي يُبلغنا المقام العظيم، فنحظي بجوار النبي الكريم في الدار الآخرة وجنة النعيم فالذى يريد أن يُثقّل ميزان حسناته ماذا يفعل ؟ نسأل الخبير الذى عيّنه لنا العلىّ الكبير عزوجلّ، قال صلى الله عليه وسلم:
{ مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ }(3)
والذي يريد أن يكون مع النبي في الدار الآخرة وفي جواره في جنة النعيم، ماذا يفعل لينال هذا المقام الكريم ؟ وضّح السيد السند العظيم هذا الباب وكيفية الدخول إلى هذا الرحاب فقال لأولى الألباب:
{ إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا }(4)
بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم قيمة حُسن الخلق وشأنه في العبادات عندما قال له صحبه يوماً: إِنَّ فُلانَةَ تُصَلِّي اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَفِي لِسَانُهَا شَيْءٌ يُؤْذِي جِيرَانَهَا سَلِيطَةٌ، قَالَ:
{ لا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ فِي النَّارِ }
وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلانَةَ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَتَصَدَّقُ بِالأَثْوَارِ، وَلَيْسَ لَهَا شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا، قَالَ:
{ هِيَ فِي الْجَنَّةِ }(5)
فبيَّن أن الذي يحسن الأعمال ويجعلها تنال القبول عند الواحد المتعال هو الخلق الحسن الذى يتخلق الإنسان به فى نفسه إن كان مع أهله، أو كان مع ذوي رحمه، أو كان مع زملائه في العمل، أو كان مع الخلق في ميادين هذه الحياة، ولذلك جعل صلى الله عليه وسلم من جملة العبادات التي يتناساها الخلق الآن هي الهشاشة والبشاشة في وجوه الآخرين، فمن تبسّم في وجه أخيه كان له بذلك صدقة، ومن قال لأخيه كلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة، ومن مدّ يده مصافحاً أخيه غسل الله عز وجل هذا الرجل وأخيه من الذنوب ونزلت عنهما ذنوبهما لأنهما تصافحا وأذهبا وحر الصدر من قلوبهما، وكان من جملة العبادات التعاملات العبادية التي لا غنى عنها جماعة المؤمنين والمؤمنات.
الأمر الثاني الذي يدرك العبد فيه أن الله قد تقبل عمله: أن قيمة العبد عند ربه بمراقبته لربه عز وجل، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم تفاوت الناس في القرب فقال:
{إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا }(6)
فأنا أقربكم من الله وأنا أشدكم خوفاً من الله عز وجل، فكلما زادت مراقبة العبد لمولاه دلّ هذا على قرب مكانته من الله، وعلى رفعة مقامه عند الله، ويزيد على ذلك إذا كانت هذه المراقبة في غيبة الخلق بأن يراقب الله في السّر والعلن .. بأن يراقب الله في الظاهر والباطن .. بأن يراقب الله عز وجل في الخلأ والملأ .. بأن يعلم علم اليقين بأن الله عز وجل لا يخلو عنه زمان ولا مكان، فلا يستطيع أن يحرّك جوارحه في أي زمان ولا مكان بمعصية الديان لأنه يعلم أن الله يطلع عليه ويراه .
والصيام من أهدافه العظمى هو ترقية هذه المراقبة الإلهية ووصولها إلى الحالة المثالية، ولذلك قال فيه رب البرية للملائكة الكرام:
{ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ }(7)
يراقب الله ولا يمشي إلا لله وبذلك تكون له مكانة عظيمة عند مولاه جل فى علاه .
فإذا رأى الإنسان نفسه يخشى من الله عز وجل أن يقع في عصيانه ولو كان بمفرده وحيداً ليس عليه شاهدٌ من الخلق، فإنه يستبشر ويعلم أن الله قد قبل عمله ورفع شأنه وجعله من عباده المقربين الذين يقول فيهم: " إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " [128النحل] قال صلى الله عليه وسلم:
{ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ }(
وقال:
{ اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ }(9)
أو كما قال: { ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة }
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين الذى أعاننا بعونه، وقوانا بقوته، وأمدنا بحوله على طاعته وأثابنا على هذا العمل بالأجر الجزيل والثواب العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يُعزّ من أطاعه فيجعله في مقام أعلى من الملائكة الكرام، لأن الذين أطاعوا الله " تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " [30فصلت] وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، تركنا صلى الله عليه وسلم وقد وضحت المحجة، وأقام به الله على الخلق جميعاً الحجة حتى تكون لله عز وجل الحجة البالغة، اللهم صل وسلم وبارك على من كان قوله فصل، ونطقه شرع، وعمله هدْىٌ من الله، محفوظ ومعصومٌ لأنه نبي الله، سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين لسبيله إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين .. آمين يا رب العالمين.
أما بعد فيا أيها الأخوة المسلمون:
من علامة قبول العمل فى شهر رمضان والتى يشعر بها كل مسلم أخلص لله قلباً وقالباً، أنه يشعر بحلاوة الطاعة ويتذوق حلاوة الإيمان فيدخل فى حديث حضرة النبى:
{ ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ}(10)
يتذوق طعم حلاوة الإيمان وينعم بحلاوة تلاوة كتاب الله ويأنس بمناجاة مولاه جلّ فى علاه، والذى يشعر بهذه الحلاوة هل يتركها بعد شهر رمضان إلى أن يأتى رمضان القادم؟ حاشا لله عز وجل، فالذي سيشعر بهذه الحلاوة لا بد أن يستزيد، يزيده الحميد المجيد من هذه الطاعة ويحمله في قلبه من أنوار هذه البضاعة، ولذلك سنّ لنا الحبيب ألا نهجر الصيام بعد شهر الصيام، بل نواصل الصيام وقال لنا فى ذلك مشجعاً وحاثاً ومرشداً :
{ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ }(11)
والدهر أي السنة أو العام، فمن صام شهر رمضان وأتبعه بستٍ من شوال أي من أيام شهر شوال، ولايشترط أن تكون متتابعة ولا أن تكون بعد العيد فوراً، المهم هو أن يصوم الست أيام من شهر شوال المبارك .
فمن صام رمضان وأكمل ستاً فى شوال كتب عند الله صائماً طوال العام وإن كان مفطراً بأكلٍ وشربٍ .. عناية من الله وتحبيب للمؤمن على المداومة على طاعة الله لأن المصطفي صلى الله عليه وسلم علم بتعليم الله له ما يحبه من خلقه فقال لنا:
{ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }(12)
أي الذي تديم عليه ولو كان قليلاً، يعني من يقرأ القرآن فى رمضان في كل يوم مرة ويتركه فى غير رمضان خيرٌ منه الذى يقرأ عشر آيات فى رمضان وفى غير رمضان عند الرحمن عز وجل، لأن الله يحب المداومة على العمل الصالح، وكان على هذا النهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيدة عائشة رضى الله عنها واصفةً عمله لله :
{ كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً }(13)
أي يداوم عليه.
إذا جعل لنفسه وقتاً لذكر الله دام على هذا الوقت كل يوم، وإذا جعل لنفسه ركعات يتهجّد بها لله دام على هذا التهجد فى كل ليلة، ولذا لم يكن صلى الله عليه وسلم يتهجد في رمضان ويترك التهجد في غير رمضان، بل كان طوال العام إذا جاء الثلث الأخير من الليل يقوم مناجياً مولاه يصلي له في جنح الظلام لأن الله قال له: " قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلا " [2-4 المزمل].
فالعمل الصالح الذي وفقك الله له في رمضان يجب عليك أن تحافظ عليه بعد رمضان، إن كنت لاتستطيع أن تصلى ماكنت تصليه في رمضان فلا تحرم نفسك ولو من صلاة ركعتين، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ لَرَكْعَتَيْنِ يَرْكَعُهُمَا ابْنُ آدَمَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا }(14)
ولو ركعتين فلا تحرم نفسك منهما، إياك أن تكون قد مللت من كتاب الله وأغلقته في اليوم الأخير من رمضان ولم تفتحه بعد رمضان، وقد تتركه للعام القادم، هذا يكون هجران للقرآن، والقرآن يشكو هاجريه، والمدّعي العام هو الذي يقدم الشكوى إلى خالقه وباريه ويقول كما قال الله: " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا " [30الفرقان] لا يكون إلا في رمضان، ثم بعد رمضان ليس عندهم وقت إلا للمقت وغضب الرحمن عز وجل.
كان أصحاب حضرة النبى صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي لا يستفتحون صباحاً بقراءة ما تيّسر من القرآن، يظل الرجل منهم مهموماً وحزيناً طوال اليوم لأنه لم يستفتح يومه ويبتدءه بكتاب ربه عز وجل، فاجعل لنفسك ما تيسر من تلاوته، والله عز وجل لم يكلفنا شططاً بل قال: " فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " [20 المزمل] قال صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِينَ }(15)
أي هم الذين حسابهم بالقناطير من الثواب والأجر الكبير عند العلي الكبير عز وجل.
فالذى ذاق حلاوة الطاعة وذاق طعم هذه البضاعة الإيمانية لا يستطيع أن يتسلى عنها أو أن يتخلى عنها مهما شغلته المسائل الكونية الدنيوية لأنه يريد أن يستنكه دوما طعم حلاوة الإيمان الذى جعله الله للمديم للطاعة لحضرة الرحمن عز وجل.
وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمّ
(1) شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عباس
(2) البخاري ومسلم عن أبي هريرة
(3) جامع الترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء
(4) جامع الترمذي ومسند أحمد عن جابر
(5) الحاكم ومسند أحمد عن أبي هريرة
(6) صحيح البخاري
(7) البخاري ومسلم عن أبي هريرة
( جامع الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة
(9) جامع الترمذي والدارمي عن أبي ذر
(10) مسلم والترمذي عن العباس
(11) سنن أبي داود وابن ماجة عن أبي أيوب
(12) صحيح مسلم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها
(13) البخاري ومسلم
(14) مختصر قيام الليل للمروزي والزهد لابن المبارك
(15) سنن أبي داود وابن خزيمة عن عبد الله بن عمرو