يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ}{1}، كيف يطلع على عباده؟ ألا يطلع سبحانه في كل لحظة عليهم؟
إن الله عزَّ وجلَّ قدَّر في هذه الليلة نفحات وجودٌ وكرمٌ إلهي وهبات وعطاءات، وهذه العطاءات والإكرامات تتعلق بالقلوب وصفائها، وصحيح القصود والنيات، فيطلع الله تعالى على قلوب عباده في هذه الأوقات ليُقرر لهم ما يستحقون من حضرته من نصيبٍ من الفضل الإلهي والكرم والعطاءات، وهذا فضل الله وإكرام الله الذي يقول فيه في كتاب الله: {إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ} 70الأنفال
على حسب النوايا والطوايا، وهذا ما ورد فيه في الأثر: "بنيَّاتكم تُرزقون"
فمن كانت نيَّته إخلاص الوجه لله كان عطاؤه ذاتياً لا يعلمه حتى ملائكة الله، لأنه ذاتيٌ من حضرة الله إلى قلبه مباشرةً، ومن كان قصده خيراً دنيوياً كان عطاؤه تكثير الخيرات أو جعلها مباركات أو إغنائه عن مد اليد لطلب المساعدة من الخلق أو ما شابه ذلك، وكل واحدٍ له بُغيته، وعنايته تكون على حسب بُغيته، وعطاؤه على حسب نواياه وقصوده التي في قلبه