تحويل القبلة
ولأن الله عز وجل يحب حبيبه ومصطفاه فإنه سبحانه رأى ما يدور في قلبه من رغبته في استقبال الكعبة البيت الحرام في صلاته، فأجابه عز وجل إلى ذلك بغير طلب، حيث كان صلى الله عليه وسلم يُصلي الظهر أو العصر في بني سلمة، وبعد أن انتهى من صلاة الركعة الأولى والثانية تجاه بيت المقدس نزل عليه الوحي الإلهي وهو في الصلاة بقول الله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ)
فاستجاب لها صلى الله عليه وسلم فوراً واتجه في الركعة الثالثة إلى البيت الحرام، وتحول عن الاتجاه إلى بيت المقدس، وتابعه المصلون خلفه في ذلك، وحتى يُثبِّت الله النبي وأتباعه في هذا أخبره أن توجهه إلى الكعبة في الصلاة هو الحق الثابت عند الله.وقد ذكر ذلك في الكتب السماوية السابقة، وعلى ألسنة الرسل، فقال تعالى في ذلك:
(وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ)
وحتى لا ينشغل الرسول صلى الله عليه وسلم بأقوالهم الباطلة وليِّهم للحقائق مع معرفتهم للحق قال تعالى: (وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)
فهو عز وجل يراهم ويراقبهم ويطلع على أعمالهم الظاهرة، ونوياهم الباطنة.
ثم أراد الله عز وجل أن يجلِّي لحبيبه حقيقةً الأمر حتى لا يشغل نفسه إلا بما يفيد، فأخبره خبراً أكيداً:
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ)
أي بكل معجزة وبكل دليل وبكل برهان فلن يسيروا خلفك ولا يتبعوا قبلتك، لماذا؟ لأنهم يعرفون أنه الحق، وما الذي يمنعهم؟ الحسد الذي عندهم، وما دام الداء هو الحسد فلا ينفع مع الحسد برهانٌ ولا دليلٌ ولا آيةٌ.(وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ) لأنك تعرف أنه الحق اليقين، الحق الذي حدده لك رب العالمين من قبل، وهم كذلك مع بعضهم:(وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ) فلن يمشي أحدهم تابعاً للآخر.
توجيه للأمة الإسلامية
ثم خاطب الله عز وجل الأمة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، عندما يكون هناك رئيسٌ عمل وهناك توجيه لأحدٍ تحت رئاسته فالخطاب يوجَّه لمن؟ لرئيس العمل ولكن من هو المسئول فيه ومن المخاطب فيه؟ المُوجَّه إليه الخطاب، فوجَّه الله عز وجل الحديث للحبيب لأنه أمير هذه الأمة ونبيها وقائدها في الدنيا وزعيمها في الآخرة، ويقصد بالحديث أمة النبي صلى الله عليه وسلم:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم)
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له هوىً إلا في مولاه، وليس له هوىً إلا في رضاه، لكن الذين تتلاعب بهم الأهواء أدعياء الإسلام الذين يظهرون في كل عصر يتمسحون بالإسلام، وهم يريدون في نفوسهم غرضاً خبيثاً أو غرضاً دنيوياً تحت مُسمَّى الإسلام، وهذا معصومٌ منه النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. وأنتم تعلمون أن أهل مكة عرضوا عليه فقالوا: إن كنت تريد بما جئت به مُلكاً ملكناك علينا، وإن كنت تريد بما جئت به مالاً جمعنا لك حتى تكون أغنانا، وإن كان ما عندك شيء من السحر جلبنا لك الحكماء حتى يطببوك، ولكنه صلى الله عليه وسلم قال لعمه:
{ يا عماه، لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ } إذاً النبي صلى الله عليه وسلم ليس عنده هوى وقد قال الله فيه: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) (3-4النجم) قوله وحيٌ، وعمله وحيٌ، وتشريعاته كلها وحيٌ، وتوجيهاته ووصاياه كلها وحيٌ، إذاً الخطاب في هذه الآية للأمة.
ولأن الله عز وجل يحب حبيبه ومصطفاه فإنه سبحانه رأى ما يدور في قلبه من رغبته في استقبال الكعبة البيت الحرام في صلاته، فأجابه عز وجل إلى ذلك بغير طلب، حيث كان صلى الله عليه وسلم يُصلي الظهر أو العصر في بني سلمة، وبعد أن انتهى من صلاة الركعة الأولى والثانية تجاه بيت المقدس نزل عليه الوحي الإلهي وهو في الصلاة بقول الله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ)
فاستجاب لها صلى الله عليه وسلم فوراً واتجه في الركعة الثالثة إلى البيت الحرام، وتحول عن الاتجاه إلى بيت المقدس، وتابعه المصلون خلفه في ذلك، وحتى يُثبِّت الله النبي وأتباعه في هذا أخبره أن توجهه إلى الكعبة في الصلاة هو الحق الثابت عند الله.وقد ذكر ذلك في الكتب السماوية السابقة، وعلى ألسنة الرسل، فقال تعالى في ذلك:
(وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ)
وحتى لا ينشغل الرسول صلى الله عليه وسلم بأقوالهم الباطلة وليِّهم للحقائق مع معرفتهم للحق قال تعالى: (وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)
فهو عز وجل يراهم ويراقبهم ويطلع على أعمالهم الظاهرة، ونوياهم الباطنة.
ثم أراد الله عز وجل أن يجلِّي لحبيبه حقيقةً الأمر حتى لا يشغل نفسه إلا بما يفيد، فأخبره خبراً أكيداً:
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ)
أي بكل معجزة وبكل دليل وبكل برهان فلن يسيروا خلفك ولا يتبعوا قبلتك، لماذا؟ لأنهم يعرفون أنه الحق، وما الذي يمنعهم؟ الحسد الذي عندهم، وما دام الداء هو الحسد فلا ينفع مع الحسد برهانٌ ولا دليلٌ ولا آيةٌ.(وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ) لأنك تعرف أنه الحق اليقين، الحق الذي حدده لك رب العالمين من قبل، وهم كذلك مع بعضهم:(وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ) فلن يمشي أحدهم تابعاً للآخر.
توجيه للأمة الإسلامية
ثم خاطب الله عز وجل الأمة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، عندما يكون هناك رئيسٌ عمل وهناك توجيه لأحدٍ تحت رئاسته فالخطاب يوجَّه لمن؟ لرئيس العمل ولكن من هو المسئول فيه ومن المخاطب فيه؟ المُوجَّه إليه الخطاب، فوجَّه الله عز وجل الحديث للحبيب لأنه أمير هذه الأمة ونبيها وقائدها في الدنيا وزعيمها في الآخرة، ويقصد بالحديث أمة النبي صلى الله عليه وسلم:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم)
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له هوىً إلا في مولاه، وليس له هوىً إلا في رضاه، لكن الذين تتلاعب بهم الأهواء أدعياء الإسلام الذين يظهرون في كل عصر يتمسحون بالإسلام، وهم يريدون في نفوسهم غرضاً خبيثاً أو غرضاً دنيوياً تحت مُسمَّى الإسلام، وهذا معصومٌ منه النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. وأنتم تعلمون أن أهل مكة عرضوا عليه فقالوا: إن كنت تريد بما جئت به مُلكاً ملكناك علينا، وإن كنت تريد بما جئت به مالاً جمعنا لك حتى تكون أغنانا، وإن كان ما عندك شيء من السحر جلبنا لك الحكماء حتى يطببوك، ولكنه صلى الله عليه وسلم قال لعمه:
{ يا عماه، لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ } إذاً النبي صلى الله عليه وسلم ليس عنده هوى وقد قال الله فيه: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) (3-4النجم) قوله وحيٌ، وعمله وحيٌ، وتشريعاته كلها وحيٌ، وتوجيهاته ووصاياه كلها وحيٌ، إذاً الخطاب في هذه الآية للأمة.
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)
أي كل رجلٍ في الأمة يميل بهواه لقصدٍ غير ما يريده مولاه أو حبيب الله ومصطفاه يكون من الظالمين كما نصَّ الله جل في علاه.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86/
أي كل رجلٍ في الأمة يميل بهواه لقصدٍ غير ما يريده مولاه أو حبيب الله ومصطفاه يكون من الظالمين كما نصَّ الله جل في علاه.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86/