السؤال الثانى و الأربعون
جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة متاحة لأمته بعد إنتهاء الهجرة المكانية - فالهجرة من الذنوب والمعاصي، والهجرة من الدنيا للآخرة وغيرها - فهل الإسراء والمعراج متاحاً لأمته من بعده؟
------------
الإسراء والمعراج متاحٌ لأمته مناماً، يُتاح للروح إذا صفت ورقت في عالم المنام أن تسري إلى أى مكانٍ من أرض الله، تسري إلى بيت المقدس، وتسري إلى المدينة المنورة، وتسرى إلى الكعبة، وتسري إلى أى مكانٍ من أرض الله، وما الذي يمنعها من ذلك مناماً؟ لا يوجد.
وإذا زاد صفاؤها وقوى نورها لا مانع من أن تسبح في ملكوت الله الأعلى - على حسب طاقتها الروحانية، وقدرتها النورانية - فقد تبلغ السماء السابعة، وقد تدخل الجنة، وترى ما أعدَّ الله فيها للصالحين والأولياء. قد ترى النار وما أعدَّ الله عزَّ وجلَّ فيها للمجرمين وللمذنبين، وقد ترى ما هو مخطوطٌ في عالم القلم، وقد ترى ما هو مكتوبٌ على عالم العرش، على حسب ما يفتح الله لها، وقد قال الله تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ) (2فاطر)
لكن الإسراء والمعراج بالجسم والروح ليس ذلك إلا لشخصٍ واحدٍ وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.