[frame="13 98"]
لو كان الله عزَّ وجلَّ أخذ حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم من المسجد الحرام إلى السموات العلى مباشرة، لما كان هناك رد مقنع على الكافرين، لأنه لو أخبرهم أنه عُرج به إلى السماء، لم يصعدوا إلى السماء وليس معهم سؤال يسألوه ولا دليل به يطلبوه،
وإنما عندما أخبرهم بأنه أسرى به إلى بيت المقدس وقد علموا بأنه لم يذهب إليه، وهم ذهبوا إليه وعرفوه، سألوه عن نعته ووصفه فجلاه الحق عزَّ وجلَّ له فوصفه لهم كما يعرفوه، فقالوا أما الوصف فقد صدقت، وهذا دليل على صدقه في هذه الدعوى، لكنهم لم يؤمنوا به لأنهم سبق لهم سوء الخاتمة من الله.
ثم طلبوا دلائل حسية أخرى فأخبرهم بقوافلهم التي تسير إلى بيت المقدس، وكيف أنهم مروا بقوم ندَّ لهم بعير (أي ضل)، فناداهم وأخبرهم به فحصلوه، وأنه ذهب إلى قوم آخرين وكان ظمآناً من الماء وعندهم إناء ملئ بالماء فكشفه وشرب كل ما فيه وغطاه، فلما كشفوه لم يجدوا فيه شيئاً، ولكنهم لم يزدهم ذلك إلا عناداًثم طلبوا منه أمراً ظنوا أنه فوق طاقته فقالوا: إن كنت صادقاً فمتى ستأتي هذه القافلة؟ وهذا غيب لا يعلمه إلا الله، لكن الله أيده فقال: ستأتي في يوم كذا ساعة العصر، فانتظروا ذلك اليوم وكانت الشمس تكاد تغيب والقافلة لم تأت، فدعا الله تعالى فاصفرت الشمس أو كما قالت الروايات الواردة ردّها الله بعد أن كانت قد توارت خلف الجبال والنخيل إلى كبد السماء حتى جاءت القافلة. وقد كان قال لهم يتقدمها جمل (أورق) يعني مختلط لونه بين الأسود والأبيض، عليه غرارتان يعني (قفتان)، وكان الأمر كما قال، جاءت القافلة في ميعادها وكما وصفها لهم، لكنهم كانوا ظالمين وبآيات الله يجحدون.
فكان ذهابه صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بيت المقدس ليثبت عليهم بالحجة والبرهان أن هذه الحادثة أجراها له الرحمن عزَّ وجلَّ. لكنها لو كانت مباشرة من البيت الحرام إلى السماء ماذا كانوا سيقولون؟
وكيف كانوا يطلبون الدليل أو البرهان؟
وهناك حكم كثيرة وأدلة عظيمة، جعلها الله عزَّ وجلَّ في إسراء حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذي نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يطهره من اليهود والزائغين، وأن يجعله خالصاً للمسلمين والموحدين. وأن يحيينا حتى نتمتع ونفرح جميعاً بهذا النصر المبين، وأن يعيننا ويصحح أجسامنا حتى نصلي فيه صلاة لرب العالمين.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D8%AC%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية شهر رجب والاسراء والمعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=VfWNH80yFgs
[/frame]وإنما عندما أخبرهم بأنه أسرى به إلى بيت المقدس وقد علموا بأنه لم يذهب إليه، وهم ذهبوا إليه وعرفوه، سألوه عن نعته ووصفه فجلاه الحق عزَّ وجلَّ له فوصفه لهم كما يعرفوه، فقالوا أما الوصف فقد صدقت، وهذا دليل على صدقه في هذه الدعوى، لكنهم لم يؤمنوا به لأنهم سبق لهم سوء الخاتمة من الله.
ثم طلبوا دلائل حسية أخرى فأخبرهم بقوافلهم التي تسير إلى بيت المقدس، وكيف أنهم مروا بقوم ندَّ لهم بعير (أي ضل)، فناداهم وأخبرهم به فحصلوه، وأنه ذهب إلى قوم آخرين وكان ظمآناً من الماء وعندهم إناء ملئ بالماء فكشفه وشرب كل ما فيه وغطاه، فلما كشفوه لم يجدوا فيه شيئاً، ولكنهم لم يزدهم ذلك إلا عناداًثم طلبوا منه أمراً ظنوا أنه فوق طاقته فقالوا: إن كنت صادقاً فمتى ستأتي هذه القافلة؟ وهذا غيب لا يعلمه إلا الله، لكن الله أيده فقال: ستأتي في يوم كذا ساعة العصر، فانتظروا ذلك اليوم وكانت الشمس تكاد تغيب والقافلة لم تأت، فدعا الله تعالى فاصفرت الشمس أو كما قالت الروايات الواردة ردّها الله بعد أن كانت قد توارت خلف الجبال والنخيل إلى كبد السماء حتى جاءت القافلة. وقد كان قال لهم يتقدمها جمل (أورق) يعني مختلط لونه بين الأسود والأبيض، عليه غرارتان يعني (قفتان)، وكان الأمر كما قال، جاءت القافلة في ميعادها وكما وصفها لهم، لكنهم كانوا ظالمين وبآيات الله يجحدون.
فكان ذهابه صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بيت المقدس ليثبت عليهم بالحجة والبرهان أن هذه الحادثة أجراها له الرحمن عزَّ وجلَّ. لكنها لو كانت مباشرة من البيت الحرام إلى السماء ماذا كانوا سيقولون؟
وكيف كانوا يطلبون الدليل أو البرهان؟
وهناك حكم كثيرة وأدلة عظيمة، جعلها الله عزَّ وجلَّ في إسراء حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذي نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يطهره من اليهود والزائغين، وأن يجعله خالصاً للمسلمين والموحدين. وأن يحيينا حتى نتمتع ونفرح جميعاً بهذا النصر المبين، وأن يعيننا ويصحح أجسامنا حتى نصلي فيه صلاة لرب العالمين.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D8%AC%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية شهر رجب والاسراء والمعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=VfWNH80yFgs