ما الحكمة من الاحتفاء بالإسراء والمعراج والمناسبات الدينية؟
--------------
أولاً: حكمة جلية يقول الله عزَّ وجلَّ فيها في آياته القرآنية عن الأنبياء وقصصهم وأحداثهم: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ) (111يوسف) يكون فيها عبرة لنا ودروس لنا، وأُسوة لنا، وقدوة لنا، فينبغي على أي مؤمن أن يتدارس هذه الأحداث، ليفتح الله عزَّ وجلَّ عليه من حكم ومن عبر يستفيد بها في سلوكه وفي حياته إن شاء الله. والعبرة الأعظم في حادثة الإسراء والمعراج أننا علمنا علم اليقين أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو إمام الأنبياء والمرسلين، لأنه هو الذي صلَّى بهم إمام في المسجد الأقصى. الحكمة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلى النبيين والمرسلين، بل أعلى من الملائكة المقربين في القدر العظيم عند الله، لأنه ترك النبيين في السماوات، وترك أمين الوحي ورئيس الملائكة عند سدرة المنتهى، وقال له الأمين جبريل: إلى هاهنا انتهى مقامي: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ) (164الصافات)، وهذا يعني أن المقام الذي ستدخل فيه خاص لك بمفردك، لم يجتازه ولم يدخل فيه أحد من النبيين ولا المرسلين ولا الملائكة المقربين، ولكنه خصوصية فردية من الله لإمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤكد لنا ذلك فقال: يا أخي يا جبريل أهاهنا يترك الخليل خليله؟ قال: ((لو تقدمت قدر أنملة لاحترقت، وأنت لو تقدمت لاخترقت))، حتى نعرف قدره ومقداره عند الله عزَّ وجلَّ بالنسبة للملائكة وبالنسبة للأنبياء والمرسلين. لذلك من جملة العقيدة التي ينبغي أن يعقد عليها المؤمن قلبه أن يعتقد تمام الاعتقاد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم النبيين قدراً وأرفعهم شأناً، لذلك كان ذلك بياناً عملياً في رحلة الإسراء والمعراج. -
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC
منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
[/frame]