ونحن في هذه الأيام الكريمة أيام ذكرى ميلاد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم. ماذا فعلنا حتى اختار الله لنا الإسلام ديناً؟
وماذا أنفقنا حتى اختار الله عز وجل لنا القرآن كتاباً؟ وماذا قدمنا حتى خصنا الله عز وجل بالإيمان والإسلام؟
لم نُقدِّم قليلاً ولا كثيراً، ولكنها عناية الله وفضل الله وتكريم الله الذي خصَّنا به نحن جماعة المؤمنين، ولكي نعلم هذه النعمة وقدرها ننظر للرجل الذي وهب حياته للدفاع عن نبيِّكم الكريم وهو عمَّه أبو طالب وأخذ على عاتقه طوال حياته أن يُدافع عنه ضد الكافرين وأن يحميه من المشركين،
فأراد النبي أن يُكافأه فدعا الله له أن يهديه، فأجابه الله عز وجل ليبيِّن لنا ما تفضل به
علينا فقال: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) (56القصص)
فعلمنا أن الهداية من الله عز وجل.
فيا أخي المهتدي إلى دين الله، والعارف برسول الله، والمصدق بكتاب الله، لو عشت عمرك كله لا تجد لقمة عيش تسد جَوْعتك، ولا ثوب يستر عورتك، ولكن مِتَّ على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ماذا فاتك من خير الدنيا؟
ماذا ينقصك من نعيم الدنيا بعد أن مِتَّ على خير الكلام، وعلى هَدْي سيِّد الأنام، وعلى وسام السعادة يوم لقاء الملك العلام؟
إن خير هديِّه، وخير نعمة أنعم بها علينا الله هي نعمة الإيمان، ولكننا لا ندري قيمتها، ولا نعرف حقيقتها، لأننا صرنا كبقية الخلق ننظر ونبحث عما يُشْبع بطوننا، وعما به نفتخر في شبابنا، وعن الرَّياش الذي نُؤسس به بيوتنا،
وظنَّنا أن تلك هي النِّعم العظمى التي يتفضل بها الله على أحبابه حتى وصل الأمر بجهلائنا أنهم جعلوها مقياس رضا الله، فيقولون فلان رضي الله عنه لأن الله رزقه سبعين ألف جنيه، أو رزقه سفرية إلى السعودية، أو رزقه كذا في الأرض أو في المال أو غيرها من عوالم الدنيا الدنيِّة، وظننا أن ذلك دليل على رضا الله،
وهذا خطأ فلو كان المال ومُتع الدنيا دليل على رضا الله ما أعطى الكافرين ما نشاهده من هذه النعم، فقد أعطاهم عز وجل الدنيا لهوانها عليه.
أما الدليل على رضا الله فتجدوه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقهْهُ فِي الدينِ، وَيُلْهِمْهُ رُشْدَهُ }(1)
والدليل على رضا الله أن يفتح الله قلبك فتفتح كتاب الله، وتقرأه في الليل والنهار، ولا تملّ منه، بل تريد الاستكثار، لأنك تحسّ فيه برضا الواحد القهار. والدليل على رضا الله عز وجل أن يفتح الله عليك باب العمل الصالح لأنه هو المتْجر الرابح الذي يجعلك تخرج من الدنيا فتجد سعْيك مشكوراً فيقول الله تعالى لك ولأمثالك:
(وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) (22الإنسان).
فالله تعالى يقول هذا لمن سعى في العمل الصالح، أما من يسعى في الدنيا ويكدّ فيها فإنه لا ينال إلا ما كُتب له، ولا يأخذ منها إلا ما قدَّره الله عز وجل له، فإن كان ذلك على حساب دينه فقد خسر الدنيا والآخرة.
فالفتح الحقيقي والرضا الحقيقي من الله على العبد أن يُلْهمه الطاعة، وأن يُوفِّقه لعمل البر ولعمل الخير، فإن وفَّقه الله لذلك فهذا دليل على إنَّه دخل في قول الله تعالى:
(رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (8البينة).
(1)رواه الشيخان وأحمد عن معاوية والترمذي عن ابن عباس والبزَّار عن ابن مسعود والبيهقي عن أنس.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#000000 face=times new roman]
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=-mYgEOYaaN0
وماذا أنفقنا حتى اختار الله عز وجل لنا القرآن كتاباً؟ وماذا قدمنا حتى خصنا الله عز وجل بالإيمان والإسلام؟
لم نُقدِّم قليلاً ولا كثيراً، ولكنها عناية الله وفضل الله وتكريم الله الذي خصَّنا به نحن جماعة المؤمنين، ولكي نعلم هذه النعمة وقدرها ننظر للرجل الذي وهب حياته للدفاع عن نبيِّكم الكريم وهو عمَّه أبو طالب وأخذ على عاتقه طوال حياته أن يُدافع عنه ضد الكافرين وأن يحميه من المشركين،
فأراد النبي أن يُكافأه فدعا الله له أن يهديه، فأجابه الله عز وجل ليبيِّن لنا ما تفضل به
علينا فقال: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) (56القصص)
فعلمنا أن الهداية من الله عز وجل.
فيا أخي المهتدي إلى دين الله، والعارف برسول الله، والمصدق بكتاب الله، لو عشت عمرك كله لا تجد لقمة عيش تسد جَوْعتك، ولا ثوب يستر عورتك، ولكن مِتَّ على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ماذا فاتك من خير الدنيا؟
ماذا ينقصك من نعيم الدنيا بعد أن مِتَّ على خير الكلام، وعلى هَدْي سيِّد الأنام، وعلى وسام السعادة يوم لقاء الملك العلام؟
إن خير هديِّه، وخير نعمة أنعم بها علينا الله هي نعمة الإيمان، ولكننا لا ندري قيمتها، ولا نعرف حقيقتها، لأننا صرنا كبقية الخلق ننظر ونبحث عما يُشْبع بطوننا، وعما به نفتخر في شبابنا، وعن الرَّياش الذي نُؤسس به بيوتنا،
وظنَّنا أن تلك هي النِّعم العظمى التي يتفضل بها الله على أحبابه حتى وصل الأمر بجهلائنا أنهم جعلوها مقياس رضا الله، فيقولون فلان رضي الله عنه لأن الله رزقه سبعين ألف جنيه، أو رزقه سفرية إلى السعودية، أو رزقه كذا في الأرض أو في المال أو غيرها من عوالم الدنيا الدنيِّة، وظننا أن ذلك دليل على رضا الله،
وهذا خطأ فلو كان المال ومُتع الدنيا دليل على رضا الله ما أعطى الكافرين ما نشاهده من هذه النعم، فقد أعطاهم عز وجل الدنيا لهوانها عليه.
أما الدليل على رضا الله فتجدوه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقهْهُ فِي الدينِ، وَيُلْهِمْهُ رُشْدَهُ }(1)
والدليل على رضا الله أن يفتح الله قلبك فتفتح كتاب الله، وتقرأه في الليل والنهار، ولا تملّ منه، بل تريد الاستكثار، لأنك تحسّ فيه برضا الواحد القهار. والدليل على رضا الله عز وجل أن يفتح الله عليك باب العمل الصالح لأنه هو المتْجر الرابح الذي يجعلك تخرج من الدنيا فتجد سعْيك مشكوراً فيقول الله تعالى لك ولأمثالك:
(وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) (22الإنسان).
فالله تعالى يقول هذا لمن سعى في العمل الصالح، أما من يسعى في الدنيا ويكدّ فيها فإنه لا ينال إلا ما كُتب له، ولا يأخذ منها إلا ما قدَّره الله عز وجل له، فإن كان ذلك على حساب دينه فقد خسر الدنيا والآخرة.
فالفتح الحقيقي والرضا الحقيقي من الله على العبد أن يُلْهمه الطاعة، وأن يُوفِّقه لعمل البر ولعمل الخير، فإن وفَّقه الله لذلك فهذا دليل على إنَّه دخل في قول الله تعالى:
(رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (8البينة).
(1)رواه الشيخان وأحمد عن معاوية والترمذي عن ابن عباس والبزَّار عن ابن مسعود والبيهقي عن أنس.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#000000 face=times new roman]
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=-mYgEOYaaN0