ثانيا: قال الله تعالى: ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ﴾. [255، البقرة]
فقد وصف الله نفسه في هذه الآية الشريفة بالإلوهية وبالحياة وبالقيومية،
- ومعنى قوله تعالى: ﴿الْحَيُّ﴾ أن الحياة صفة ذاتية له سبحانه وتعالى، وأنه سبحانه واهب الحياة لجميع الخلائق التي قدَّر الله أن تكون حيَّة فحيت بذلك.
فهو جلَّ شأنه حيُّ في نفسه، ومفيض الحياة على غيره
فكلُّ حيِّ استمد حياته منه سبحانه وتعالى، لأنه جلَّ شأنه المُحيي لكل الأحياء، وقد كانوا موتى وعدمًا قبل إحياء الله لهم.
- ومعنى قوله جل شأنه: ﴿ الْقَيُّومُ﴾ أي القائم بذاته، المستغنى عن جميع مخلوقاته،
والقائم على كل كائن في السموات والأرض وما بينهما بالقهر والهيمنة، والرعاية والعلم والإحاطة.
- وقوله تعالى: ﴿لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ﴾. والسِّنة هي الغفوة التي تأخذ الإنسان في أول النعاس، فتطرف بها العين لحظة ثم يفيق الإنسان بعدها،
والله عزَّ وجلَّ لا تعتريه مثل هذه الغفوة - ولا أقل منها - فإنه لو وقع منه جلَّ شأنه ذلك لاخْتَلَّ نظام هذا الوجود الذي يقوم الله بتدبيره بعد إيجاده،
فسبحان من لا يغفل ولا ينام.
وإذا انتفت السِّنَةُ عنه سبحانه وتعالى فقد انتفي عنه النوم بالطريق الأوْلَى،
لأن النوم هو استغراق جميع المشاعر والحواس في الغفلة وعدم الإدراك.
فقد وصف الله نفسه في هذه الآية الشريفة بالإلوهية وبالحياة وبالقيومية،
- ومعنى قوله تعالى: ﴿الْحَيُّ﴾ أن الحياة صفة ذاتية له سبحانه وتعالى، وأنه سبحانه واهب الحياة لجميع الخلائق التي قدَّر الله أن تكون حيَّة فحيت بذلك.
فهو جلَّ شأنه حيُّ في نفسه، ومفيض الحياة على غيره
فكلُّ حيِّ استمد حياته منه سبحانه وتعالى، لأنه جلَّ شأنه المُحيي لكل الأحياء، وقد كانوا موتى وعدمًا قبل إحياء الله لهم.
- ومعنى قوله جل شأنه: ﴿ الْقَيُّومُ﴾ أي القائم بذاته، المستغنى عن جميع مخلوقاته،
والقائم على كل كائن في السموات والأرض وما بينهما بالقهر والهيمنة، والرعاية والعلم والإحاطة.
- وقوله تعالى: ﴿لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ﴾. والسِّنة هي الغفوة التي تأخذ الإنسان في أول النعاس، فتطرف بها العين لحظة ثم يفيق الإنسان بعدها،
والله عزَّ وجلَّ لا تعتريه مثل هذه الغفوة - ولا أقل منها - فإنه لو وقع منه جلَّ شأنه ذلك لاخْتَلَّ نظام هذا الوجود الذي يقوم الله بتدبيره بعد إيجاده،
فسبحان من لا يغفل ولا ينام.
وإذا انتفت السِّنَةُ عنه سبحانه وتعالى فقد انتفي عنه النوم بالطريق الأوْلَى،
لأن النوم هو استغراق جميع المشاعر والحواس في الغفلة وعدم الإدراك.
ثالثا: قال الله تعالى:
﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[18، آل عمران]
وفي هذه الآية الشريفة شهادة الله لنفسه بالإلوهية ونفيها عن كل من سواه وما سواه
ومَنْ أعظم شهادةً من الله؟ لا أحد!!
وفي الآية أيضًا شهادة الملائكة بإلوهية الحقِّ تبارك وتعالى ونفيها عن كل شئ غيره.
والملائكة هم القائمون بتدبير هذا الكون بإذن الله، وهم أقوياء وأشداء، لو أن مَلَكًا منهم نشر جناحه على الدنيا لغطاها كلَّها،
ومع ذلك فهم مربوبون لعظمة الله، مقهورون لجلال الله، وفي عظيم الرهبة والهيبة من سلطان الله،
قال الله تعالى فيهم: ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[6، التحريم]
فلو كان هناك آلهة غير الله لكانوا أحقَّ بها - لما ذكرنا من شدتهم وقوتهم وعظم خلقتهم، وتدبيرهم لهذا الكون -
لكنهم عباد أذلاء لله، ولو لم يشهدوا بإلوهية الله لمحقهم الله، لأنهم في معاينة اليقين الحقِّ لصفاء عناصرهم وكمال عقولهم.
وفي الآية الكريمة شهادة العلماء الراسخين بإلوهية الله عزَّ وجلَّ، ونفيها عن كل ما سواه
وذلك لأنهم نظروا بعقولهم في أنفسهم وفي الكائنات من حولهم، وفكَّروا فيها مليَّا،
فوجدوا أن تعدد الآلهة لا يمكن أن يقوم معه هذا الوجود العظيم، ولا هذا الصنع البديع الحكيم، ولا ذلك التدبير العجيب
فشهدوا وأقروُّا بإلوهية الواحد الأحد القوى القادر، إذ: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[22، الأنبياء]
أي لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله لفسدت السموات والأرض، ولم تكن على هذا النظام البديع،
وذلك لأن لو كل إله منهم يريد أن يخلق ويبرز قدرته وقوته، فيقع بينهم النزاع والقتال فلا يوجد شئ من هذا العالم.
ولا يجوز الاتفاق فيما بينهم على إيجاد هذا العالم، لأنهم لو اتفقوا لثبت عجزهم جميعا، لعدم قدرة كلِّ واحد منهم على إيجاد شئ بنفسه
والعجز على الإله محال ولذلك لم يكن هناك إله إلا الله الذي شهد به الله والعلماء والملائكة
وشهادة العلماء تفرض على غيرهم من الناس الإقرار والإيمان بما شهدوا به،
لأن العوام والجهَّال والأميين لا يقدرون على النظر والتفكر والاستدلال مثل العلماء،
فوجب عليهم أن يؤمنوا بما شهد به العلماء،
وهذا الإيمان ليس تقليدًا للعلماء، وإنما هو تسليمٌ لهم في كَشْفِهِم وشُهُودِهم،
لأن إيمان العلماء وتوحيدهم عن شهود ويقين. وإيمان غيرهم من العامة عن تسليم وإذعان
ولذلك قال الله تعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ﴾[18، آل عمران]
يعنى شهد الله لنفسه بالإلوهية، وشهد بها الملائكة، وشهد بها أولوا العلم كذلك، لأن العلم كشف الحقائق لهم،
والشهادة في مثل هذا المقام تكون بعين البصيرة والعقل بعد الفكر والتدبر
وهذا لا يتأتى إلا من العلماء الراسخين، حيث لديهم القدرة على ذلك دون غيرهم.
وشهادة الله والملائكة والعلماء بإلوهية الله ونفيها عن غيره ..
قررت أن هذا الإله: ﴿قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ﴾ أي: قائمًا بالحقِّ والعدل، وقائمًا بالقوة والقهر، وقائمًا بالرحمة والفضل، وقائمًا بالخير والبرِّ.
وقررت هذه الشهادة أيضًا هذه الشهادة أن هذا الإله ﴿هُوَ الْعَزِيزُ﴾ يعنى: أنه سبحانه وتعالى جلَّ شأنه لا يغلبه أحد. ولا يفوته شئ،
وأنه سبحانه هو ﴿الْحَكِيمُ﴾ جعل كل أفعاله وأقواله لحكمة سامية جلت عن الإدراك.
وأنه سبحانه وتعالى قد وضع كلَّ شئ في موضعه المعَّد والمناسب له، من غير زيادة ولا نقصان،
فقد اتسمت كل شئونه بالتمام والكمال والحسن والإتقان.
فقد شهد الله والملائكة والعلماء أنه جل شأنه:
﴿ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[18، آل عمران]
وكفي بالله والملائكة والعلماء شهودًا على هذه القضية،
وإن أي كلام يتعارض مع هذه الشهادة الكبرى لا يعبأ به، لأن غير هؤلاء الشهود لا تقبل شهادتهم في هذا المقام،
حيث أنهم من أهل العجز والجهل الذين لم يقدروا على فهم شئ من حيثيات هذه القضية حتى يقرروه ويشهدوا به
قال الله تعالى: ﴿مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ﴾[51، الكهف]
أما العلماء فقد أشهدهم الله سبحانه وتعالى خلق الكائنات تكريما لهم وتقديراً لعلمهم.
﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[18، آل عمران]
وفي هذه الآية الشريفة شهادة الله لنفسه بالإلوهية ونفيها عن كل من سواه وما سواه
ومَنْ أعظم شهادةً من الله؟ لا أحد!!
وفي الآية أيضًا شهادة الملائكة بإلوهية الحقِّ تبارك وتعالى ونفيها عن كل شئ غيره.
والملائكة هم القائمون بتدبير هذا الكون بإذن الله، وهم أقوياء وأشداء، لو أن مَلَكًا منهم نشر جناحه على الدنيا لغطاها كلَّها،
ومع ذلك فهم مربوبون لعظمة الله، مقهورون لجلال الله، وفي عظيم الرهبة والهيبة من سلطان الله،
قال الله تعالى فيهم: ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[6، التحريم]
فلو كان هناك آلهة غير الله لكانوا أحقَّ بها - لما ذكرنا من شدتهم وقوتهم وعظم خلقتهم، وتدبيرهم لهذا الكون -
لكنهم عباد أذلاء لله، ولو لم يشهدوا بإلوهية الله لمحقهم الله، لأنهم في معاينة اليقين الحقِّ لصفاء عناصرهم وكمال عقولهم.
وفي الآية الكريمة شهادة العلماء الراسخين بإلوهية الله عزَّ وجلَّ، ونفيها عن كل ما سواه
وذلك لأنهم نظروا بعقولهم في أنفسهم وفي الكائنات من حولهم، وفكَّروا فيها مليَّا،
فوجدوا أن تعدد الآلهة لا يمكن أن يقوم معه هذا الوجود العظيم، ولا هذا الصنع البديع الحكيم، ولا ذلك التدبير العجيب
فشهدوا وأقروُّا بإلوهية الواحد الأحد القوى القادر، إذ: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[22، الأنبياء]
أي لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله لفسدت السموات والأرض، ولم تكن على هذا النظام البديع،
وذلك لأن لو كل إله منهم يريد أن يخلق ويبرز قدرته وقوته، فيقع بينهم النزاع والقتال فلا يوجد شئ من هذا العالم.
ولا يجوز الاتفاق فيما بينهم على إيجاد هذا العالم، لأنهم لو اتفقوا لثبت عجزهم جميعا، لعدم قدرة كلِّ واحد منهم على إيجاد شئ بنفسه
والعجز على الإله محال ولذلك لم يكن هناك إله إلا الله الذي شهد به الله والعلماء والملائكة
وشهادة العلماء تفرض على غيرهم من الناس الإقرار والإيمان بما شهدوا به،
لأن العوام والجهَّال والأميين لا يقدرون على النظر والتفكر والاستدلال مثل العلماء،
فوجب عليهم أن يؤمنوا بما شهد به العلماء،
وهذا الإيمان ليس تقليدًا للعلماء، وإنما هو تسليمٌ لهم في كَشْفِهِم وشُهُودِهم،
لأن إيمان العلماء وتوحيدهم عن شهود ويقين. وإيمان غيرهم من العامة عن تسليم وإذعان
ولذلك قال الله تعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ﴾[18، آل عمران]
يعنى شهد الله لنفسه بالإلوهية، وشهد بها الملائكة، وشهد بها أولوا العلم كذلك، لأن العلم كشف الحقائق لهم،
والشهادة في مثل هذا المقام تكون بعين البصيرة والعقل بعد الفكر والتدبر
وهذا لا يتأتى إلا من العلماء الراسخين، حيث لديهم القدرة على ذلك دون غيرهم.
وشهادة الله والملائكة والعلماء بإلوهية الله ونفيها عن غيره ..
قررت أن هذا الإله: ﴿قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ﴾ أي: قائمًا بالحقِّ والعدل، وقائمًا بالقوة والقهر، وقائمًا بالرحمة والفضل، وقائمًا بالخير والبرِّ.
وقررت هذه الشهادة أيضًا هذه الشهادة أن هذا الإله ﴿هُوَ الْعَزِيزُ﴾ يعنى: أنه سبحانه وتعالى جلَّ شأنه لا يغلبه أحد. ولا يفوته شئ،
وأنه سبحانه هو ﴿الْحَكِيمُ﴾ جعل كل أفعاله وأقواله لحكمة سامية جلت عن الإدراك.
وأنه سبحانه وتعالى قد وضع كلَّ شئ في موضعه المعَّد والمناسب له، من غير زيادة ولا نقصان،
فقد اتسمت كل شئونه بالتمام والكمال والحسن والإتقان.
فقد شهد الله والملائكة والعلماء أنه جل شأنه:
﴿ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[18، آل عمران]
وكفي بالله والملائكة والعلماء شهودًا على هذه القضية،
وإن أي كلام يتعارض مع هذه الشهادة الكبرى لا يعبأ به، لأن غير هؤلاء الشهود لا تقبل شهادتهم في هذا المقام،
حيث أنهم من أهل العجز والجهل الذين لم يقدروا على فهم شئ من حيثيات هذه القضية حتى يقرروه ويشهدوا به
قال الله تعالى: ﴿مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ﴾[51، الكهف]
أما العلماء فقد أشهدهم الله سبحانه وتعالى خلق الكائنات تكريما لهم وتقديراً لعلمهم.
من كتاب : التوحيد في القرآن والسنة
لفضيلة الشيخ / محمد على سلامة
مدير الأوقاف ببور سعيد