التواضع لله تعالى في كل حال، وخصوصاً عند رواية العلم أو بيانه بالكتابة أو الدراسة. فالتواضع أكمل علامة للعلماء، لأنها تدل على حقيقة الخشية من الله تعالى،
وقد حصر الله تعالى خشيته في العلماء، لأن شأن العالم العارف لنفسه بنفسه الممتلئ من معرفة ربه، المتحلي بواردات قدسه ألا يرى لنفسه حالاً ولا مقالاً، بل يرى نفسه أقل من كل شئ، وهذا هو النظر التام، كما قيل:
الحلم والأناة، لأنهما خصلتان يحبهما الله تعالى، وإذا تجرد منهما العالم هلك، لأنه يتصف بالحماقة والعجلة، فالعجلة توقعه في الخطأ، والحماقة تنفر منه الخلق والحقّ، فيكون ضاراً،
وقد يُبْتلى إذا لم يتصف بالحلم والأناة بالإعجاب برأيه والتعصب له، فيجادل من خالفه ويؤيّد رأيه بالحجج ولو كان باطلاً
من أكمل صفات العلماء أن يُعلِّموا كل فريق من الناس ما لابد لهم منه، ويخفوا الحكمة إلا عن أهلها، كما قيل:
{ لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم، ولا تعلموها غير أهلها فتظلموها }،
ومن علَّم الحكمة لغير أهلها فتح على نفسه باباً من الشرّ، وعلى المسلمين باباً من الفتنة.
فالعالم الربانيُّ يُعلِّمُ الناس على قدر عقولهم ويداريهم كما
قال صلى الله عليه وسلم: { كلَّموا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله}
(رواه البخاري موقوفاً على الإمام عليٍّ كرَّم الله وجهه، ورفعه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق أبي النعيم.
السكينة والرحمة، فإن السكينة دليل على التمكين، وبرهان على الرسوخ في العلم، والرحمة من أخص صفات العلماء، بحكم الوراثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمل صفاته صلوات الله وسلامه عليه ما أثبتها
الله تعالى له بقوله: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128التوبة).
وقدَّم الله عزَّ شأنه الرحمة في الإيتاء على العلم للعالم الرباني
فقال سبحانه وتعالى: (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65الكهف).
من أجلّ علامة العلماء الربانيين، العمل بالعلم في السر والجهر؛ خشية من الله تعالى، والأخذ بالعزائم ولو كان في ذلك ما تكرهه نفوسهم، أو تتألم منه أبدانهم إرضاء لله تعالى،
ولا يأخذون بالرخص من غير أسبابها، وذلك لكمال اقتدائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان فيما يروى عنه صلوات الله وسلامه عليه
يأخذ نفسه بالأشد، ويأمر غيره بالأيسر، ولذلك كان كُمَّل أصحابه رضوان الله عليهم يقتدون بفعاله قبل أقواله، لأن الإقتداء بأفعاله عزيمة
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#006400 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=tDq7gmab-mo
وقد حصر الله تعالى خشيته في العلماء، لأن شأن العالم العارف لنفسه بنفسه الممتلئ من معرفة ربه، المتحلي بواردات قدسه ألا يرى لنفسه حالاً ولا مقالاً، بل يرى نفسه أقل من كل شئ، وهذا هو النظر التام، كما قيل:
إذا زاد علم المرء زاد تواضعاً وإذا زاد جهل المرء زاد ترفُّعاً
وفي الغصن من حمل الثمار مثاله فإن يعزُّ عن حمل الثمار تمنّعاً
الحلم والأناة، لأنهما خصلتان يحبهما الله تعالى، وإذا تجرد منهما العالم هلك، لأنه يتصف بالحماقة والعجلة، فالعجلة توقعه في الخطأ، والحماقة تنفر منه الخلق والحقّ، فيكون ضاراً،
وقد يُبْتلى إذا لم يتصف بالحلم والأناة بالإعجاب برأيه والتعصب له، فيجادل من خالفه ويؤيّد رأيه بالحجج ولو كان باطلاً
من أكمل صفات العلماء أن يُعلِّموا كل فريق من الناس ما لابد لهم منه، ويخفوا الحكمة إلا عن أهلها، كما قيل:
{ لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم، ولا تعلموها غير أهلها فتظلموها }،
ومن علَّم الحكمة لغير أهلها فتح على نفسه باباً من الشرّ، وعلى المسلمين باباً من الفتنة.
فالعالم الربانيُّ يُعلِّمُ الناس على قدر عقولهم ويداريهم كما
قال صلى الله عليه وسلم: { كلَّموا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله}
(رواه البخاري موقوفاً على الإمام عليٍّ كرَّم الله وجهه، ورفعه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق أبي النعيم.
السكينة والرحمة، فإن السكينة دليل على التمكين، وبرهان على الرسوخ في العلم، والرحمة من أخص صفات العلماء، بحكم الوراثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمل صفاته صلوات الله وسلامه عليه ما أثبتها
الله تعالى له بقوله: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128التوبة).
وقدَّم الله عزَّ شأنه الرحمة في الإيتاء على العلم للعالم الرباني
فقال سبحانه وتعالى: (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65الكهف).
من أجلّ علامة العلماء الربانيين، العمل بالعلم في السر والجهر؛ خشية من الله تعالى، والأخذ بالعزائم ولو كان في ذلك ما تكرهه نفوسهم، أو تتألم منه أبدانهم إرضاء لله تعالى،
ولا يأخذون بالرخص من غير أسبابها، وذلك لكمال اقتدائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان فيما يروى عنه صلوات الله وسلامه عليه
يأخذ نفسه بالأشد، ويأمر غيره بالأيسر، ولذلك كان كُمَّل أصحابه رضوان الله عليهم يقتدون بفعاله قبل أقواله، لأن الإقتداء بأفعاله عزيمة
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#006400 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=tDq7gmab-mo