أثبت العلم حديثاً فائدة الدعاء والصلاة والأذكار
في منع الهلع والجزع والأضرار المترتِّبة عليهم،
وقد أشار إلى ذلك، الدكتور " طاهر توفيق "
في كتــابه {القرآن والإعجاز في خلق الإنسان - صفحة 98}،
فقال: {إن الإنسان إذا ســـمع خبراً سيئاً، أو جزع من أي خبر، أو هلع من أي حادث فإن المخَّ يرسل شحنة كهربائية جبَّارة ضاربة،
تخترق الجزء الأسفل منه وهو قناة (الهيبوثالاماس)
لتنزل إلى أي مركز من المراكز اللاإرادية،
فإن أصابت هذه الشحنة مكان التمثيل الغذائي؛ فقد تضرُّ هذا المركز،
ويصاب الإنسان بالسكر مثلاً، أو بارتفاع الكولسترول،
وإن نزلت هذه الشحنة إلى مكان تنظيم ضغط الدم؛
قد يصاب الإنسان بمرض ارتفاع ضغط الدم،
وإذا أصابت أحد الغدد الصماء؛ أصيب الإنسان بخلل في وظائف هذه الغدد،
وإذا نزلت هذه الشحنة إلى مراكز إفراز حامض الهيدروكلوريك مثلاً بالمعدة؛
فقد يصاب بفقد الشهية لنقص إفراز هذا الحامض، أو بعسر الهضم وقرحة المعدة نتيجة زيادة إفراز هذا الحامض في المعدة.
وهكذا كثيراً من الوظائف اللاإرادية تتأثر بالشحنة الكهربائية التي تنزل من المخِّ، وتخترق (الهيبوثالاماس)، وتتوجه إلى أي مركز لاإرادي؛
فتتسبب في إصابته بإصابات تختلف من شخص إلى أخر}،
ثم يوضح تأثير الدُّعـــاء والذكـــر؛ فيقول فى صفحة 189 من نفس الكتاب:
{وهذه الإشارات الضَّارة المفاجئة، تمرُّ عند نزولهـــــــــا بقنــــاة عصبيَّة تسمى (هيبوثالاماس): ووظيفتها امتصاص هذه الإشارات الضَّارة والحدُّ من وصولها للجسم
ووظيفة هذه القناة تقوى بالصلاة والإيمان والرضى بقضاء الله وقدره،
وتضعف هذه القناة وتفشل في أداء وظيفتها الهامة بالبعد عن الله،
وترك الصـــلاة وعدم الصــبر والــرضى عند الشدائد.
فإذا قويت هذه القناة؛ منعت جميع الإشارات الضارة من الوصول إلى أعضاء الجسم مسببة ضررها، وإذا ضعفت اختلَّت وظيفتها؛ ما يؤدي لوصول هذه الإشارات إلى أجزاء الجسم المختلفة محدثة ما ذكرناه سلفاً.
وقد تكون هذه الإشارات الواردة للجسم شديدةً نتيجة حزن شديد، أو صدمة عنيفة، وهنا تصبح قناة (الهيبوثالاماس) غير قادرة على منع كل هذه الإشارات من الوصول لأجزاء الجسم، وهنا يحوِّل المخُّ الباقي من هذه الإشارات ويوجهها إلى أجهزة وأعضاء بالجسم، يكون زيادة نشاطها وعملها غير مضر .. مثل الغدة الدمعية،
فيذرف الدمع، وهو كما نعلم مفيد جداً في غسيل العين، أو مثل عضلات القفص الصدري والتي تتحرك سواء في الضحك أو البكاء، فيُزيد وينشِّط ذلك من عمل الرئتين مما يفيد في تنقيَّة الدم من ثاني أكسيد الكربون،
وقد تفيد الإشارات في تحريك بعض عضلات الوجه، وهذا مطلوب بين آنٍ وآخر. ولذلك كله فإن البكاء أو الضحك يفيد في صرف مثل تلك الإشارات الضارة والزائدة عن قدرة قناة (الهيبوثالاماس) عن الأعضاء الحيوية بالجسم،
ويحولها إلى أعضاء أخرى كون زيادة عملها مفيد للجسم،
فسبحان الخالق العظيم القائل: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} النجم43
منقول من كتاب {مفاتح الفرج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط على الرابط لتكملة الموضوع
منقول من كتاب {مفاتح الفرج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط على الرابط لتكملة الموضوع
[url= http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AC/]اضغط : كتاب مختصر مفاتح الفرج[/url]