المنهج الذي يبنى عليه هذا الداعي الحكيم دعوته من بعد تحصيل العلوم الأساسية اللازمة له من علوم الشريعة،وعلوم القرآن الكريم ، وعلوم الحديث النبوي والسيرة النبوية ولغة العرب؛ يبنيها على أمور منها
أن تكون عنايته بتحصيل العلم النافع في الآخرة، المرغِّب في الطاعات، مجتنباً للعلوم التي يقلُّ نفعها,أو التي يكثر فيه الجدال والقيل والقال
وخير مثال لذلك ما روى عن حاتم الأصمَّ تلميذ شقيق البلخي رضي الله عنهما، أن شقيق البلخى قال له: منذ كم صحبتني
قال حاتم, منذ ثلاث وثلاثين سنة.، قال: فما تعلمت منّي في هذه المدّة، قال: ثماني مسائل
قال شقيق له: (إنّا لله وإنا إليه راجعون)، ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل قال يا أستاذ لم أتعلم غيرها، وإني لا أحب أن أكذب، فقال هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها.
قال حاتم, نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحبُّ محبوباً فهو مع محبوبه إلى القبر، فإذا وصل القبر فارقه، فجعلت الحسنات محبوبي، فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي، فقال أحْسَنْتَ يا حاتم
فما الثانية, فقال ,نظرت في قول اللهَ عزَّ وجلََّ:
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) (40،41-النازعات)
فعلمت أن قوله سبحانه هو الحقّ، فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى
أما الثالثة, أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل من معه شئ له قيمة ومقدار رفعه وحفظه، ثم نظرت إلى قول الله عزَّ وحلَّ:
( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ) (96-النحل)
فكلما وقع معي شئ له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً
والرابعة,أني نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب، فنظرت فيها فإذا هي لا شئ، ثم نظرت إلى قول الله تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (13-الحجرات)
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريماً.
أما الخامسة, أني نظرت إلى هذا الخلق، وهم يَطْعَنُ بعضُهم في بعض، ويلعنُ بعضُهم بعضاً، وأصل هذا كله الحسد، ثم نظرت إلى قول الله عزَّ وجلََّ: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (32-الزخرف)
فتركت الحسد، واجتنبت الخلق، وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه، فتركت عداوة الخلق عني.
السادسة, نظرت إلى هذا الخلق يَبْغِي بعضُهم على بعض، ويقاتلُ بعضُهم بعضاً، فرجعت إلى قول الله عزَّ وجلََّ: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) (6-فاطر)
فعاديته وحده، واجتهدت في أخذ حذري منه، لأن الله شهد عليه أنه عدوٌ لي، فتركت عداوة الخلق غيره.
أما السابعة نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكِسْرَةَ فيَذِلُّ فيها نفسه، ويدخل فيما لا يحلُّ له، ثم نظرت إلى قوله تعالى عزَّ وجلََّ: (وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا ) (60-العنكبوت)
فعلمت أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها، فاشتغلت بما لله تعالى علىَّ، وتركت ما لي عنده.
والثامنة, نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلَّهم متوكلين على مخلوق، هذا على ضيعته، وهذا على تجارته، وهذا على صناعته، وهذا على صحة بدنه، وكلُّ مخلوق متوكل على مخلوق مثله،
فرجعت إلى قوله تعالى( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (3-الطلاق)
فتوكلت على الله عزَّ وجلََّ فهو حسبي.
عندها قال شقيق رضي الله عنه, يا حاتم وفقك الله تعالى، فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم، فوجدت جميع أنواع الخير والديانة وهي تدور على هذه الثمان مسائل، فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#006400 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
أن تكون عنايته بتحصيل العلم النافع في الآخرة، المرغِّب في الطاعات، مجتنباً للعلوم التي يقلُّ نفعها,أو التي يكثر فيه الجدال والقيل والقال
وخير مثال لذلك ما روى عن حاتم الأصمَّ تلميذ شقيق البلخي رضي الله عنهما، أن شقيق البلخى قال له: منذ كم صحبتني
قال حاتم, منذ ثلاث وثلاثين سنة.، قال: فما تعلمت منّي في هذه المدّة، قال: ثماني مسائل
قال شقيق له: (إنّا لله وإنا إليه راجعون)، ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل قال يا أستاذ لم أتعلم غيرها، وإني لا أحب أن أكذب، فقال هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها.
قال حاتم, نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحبُّ محبوباً فهو مع محبوبه إلى القبر، فإذا وصل القبر فارقه، فجعلت الحسنات محبوبي، فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي، فقال أحْسَنْتَ يا حاتم
فما الثانية, فقال ,نظرت في قول اللهَ عزَّ وجلََّ:
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) (40،41-النازعات)
فعلمت أن قوله سبحانه هو الحقّ، فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى
أما الثالثة, أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل من معه شئ له قيمة ومقدار رفعه وحفظه، ثم نظرت إلى قول الله عزَّ وحلَّ:
( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ) (96-النحل)
فكلما وقع معي شئ له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً
والرابعة,أني نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب، فنظرت فيها فإذا هي لا شئ، ثم نظرت إلى قول الله تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (13-الحجرات)
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريماً.
أما الخامسة, أني نظرت إلى هذا الخلق، وهم يَطْعَنُ بعضُهم في بعض، ويلعنُ بعضُهم بعضاً، وأصل هذا كله الحسد، ثم نظرت إلى قول الله عزَّ وجلََّ: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (32-الزخرف)
فتركت الحسد، واجتنبت الخلق، وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه، فتركت عداوة الخلق عني.
السادسة, نظرت إلى هذا الخلق يَبْغِي بعضُهم على بعض، ويقاتلُ بعضُهم بعضاً، فرجعت إلى قول الله عزَّ وجلََّ: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) (6-فاطر)
فعاديته وحده، واجتهدت في أخذ حذري منه، لأن الله شهد عليه أنه عدوٌ لي، فتركت عداوة الخلق غيره.
أما السابعة نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكِسْرَةَ فيَذِلُّ فيها نفسه، ويدخل فيما لا يحلُّ له، ثم نظرت إلى قوله تعالى عزَّ وجلََّ: (وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا ) (60-العنكبوت)
فعلمت أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها، فاشتغلت بما لله تعالى علىَّ، وتركت ما لي عنده.
والثامنة, نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلَّهم متوكلين على مخلوق، هذا على ضيعته، وهذا على تجارته، وهذا على صناعته، وهذا على صحة بدنه، وكلُّ مخلوق متوكل على مخلوق مثله،
فرجعت إلى قوله تعالى( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (3-الطلاق)
فتوكلت على الله عزَّ وجلََّ فهو حسبي.
عندها قال شقيق رضي الله عنه, يا حاتم وفقك الله تعالى، فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم، فوجدت جميع أنواع الخير والديانة وهي تدور على هذه الثمان مسائل، فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#006400 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]