فتوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
في تحريم القول بدوران الكرة الأرضية.
النص:
بسم الله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
عليه الصلاة والسلام، والحمد لله رب العالمين،
القول بدوران الأرض قول باطل والاعتقاد بصحته مخرج من الملة
لمنافاته ماورد في القرآن الكريم من أن
الأرض ثابته وقد ثبتها الله بالجبال أوتاداً، قال سبحانه وتعالى {والجبال أوتادا}
وقوله جل وعلا { وإلى الأرض كيف سطحت}
وهي واضحة المعنى فالارض ليست كروية
ولاتدور كما بين جل وعلا، وقد يكون دورانها او تغيرها من غضبه سبحانه،
كما في قوله سبحانه: { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ
تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ }.
والجبال موضوعة في الأرض لترسيتها عن الدوران والتحرك،
قال تعالى { وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ} وقال سبحانه {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا
فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} وَقَوْله ” وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْض رَوَاسِي ” أَيْ جِبَالًا
أَرْسَى الْأَرْض بِهَا وَقَرَّرَهَا وَثَقَّلَهَا لِئَلَّا تَمِيد بِالنَّاسِ أَيْ تَضْطَرِب وَتَتَحَرَّك فَلَا يَحْصُل
لَهُمْ قَرَار.والأرض تدل على عظمة الخالق سبحانه وهي آية من آياته كبقية آياته
العظيمة وقد ذكر الله سبحانه أن الشمس والقمر يجريان في فلك في آيتين من
كتابه الكريم وهما قوله عز وجل في سورة الأنبياء { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} وقوله سبحانه في سورة يس:
{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }
ولم يذكر أن الأرض تدور كما يزعمون.
ولو كانت الأرض تدور لأخبرنا بذلك الله سبحانه أو نبيه عليه الصلاة والسلام
الذي تركنا على المححة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.
والحمد لله رب العالمين.